السبت 27 يوليو 2024

نساء من مصر| السفيرة هدى المراسي.. أول دبلوماسية مصرية

السفيرة هدى المراسي

ثقافة27-7-2024 | 10:27

فاطمة الزهراء حمدي

لعبت المرأة المصرية دورًا رياديًا في المجتمع منذ القدم، بداية من بداية الدولة المصرية القديمة في عهد الملكات الفرعونية كحتشبسوت وميريت رع ونفرتيتي، وغيرهم، فشاركت في الحروب وفي الحكم.

ولم يقتصر دور المرأة على ذلك فحسب، فهناك الكثير من المفكرات والفيلسوفات والكاتبات المعروفين في وقتنا الحالي، فالمرأة تمثل عمودًا للمجتمع وبها تنهض الأمم، ومن الكاتبات والمؤلفات المشهورين.

"أول دبلوماسية مصرية في باريس"، حملت تلك العبارة اسم السفيرة هدى المراسي وصورتها في أولى صفحاتها الفرنسية، فتولت اهتمام الصحف الفرنسية، فبكفاءتها وجدراتها، أستطاعت بكل قوة أن تثبت مكانتها بجدارة فعملت كمندوبة لمصر دائمة لدى الأمم المتحدة في جنيف، فكان لها دور في توطيد العلاقات المصرية مع الدول التي عملت فيها، فحصلت على احترام وتقدير جميع من عملت معهم، فالسفيرة هدى المراسي مثال حي لكل مرأة مصرية وعربية.

ولدت السفيرة هدى المراسي عام 1939م، في الإسكندرية، وحصلت على ليسانس الآداب قسم اللغة الفرنسية من جامعة الإسكندرية عام 1956، بعد تخرجها زاد حماسها، فقدمت بالاختبار السنوي لوزارة الخارجية المصرية التي تنظمه وقتها لاختيار موظفيها، أثبتت كفائتها بجدارة حتى حصلت على الترتيب الأول على جميع المتقدمين، وعُينت في الوزارة لتصبح أول امرأة مصرية تنضم للعمل في ذلك المجال الدبلوماسي.

كانت تطمح بأن تصير دبلوماسية ولكن لم يتحقق حلمها حينها، وتولت إدارة البروتوكول، في بداية عملها في وزارة الخارجية، وبعد مرور عامين، تحققت أمنيتها واختيرت للعمل ملحقًا دبلوماسيًا في السفارة المصرية بباريس، فكانت تتحدث اللغة الفرنسية بطلاقة.

أبهرت المراسي الصحف الفرنسية فظهرت صورتها في الصفحات الأولى وكتبت عنها "أول دبلوماسية مصرية في باريس"، كما كانوا يصفونها بـ "ذات القوام الممشوق، والجميلة السمراء، والمبتسمة دائمًا، وغير المتكلفة"، وتعد تلك أول مرة تهتم الصحافة الفرنسية بفتاة عربية وتتحدث عنها في أولى صفحتها.

لم يتوقف طموح السفيرة المراسي فتدرجت في العديد من المناصب الدبلوماسية المختلفة، حتى تولت مناصب ملحق دبلوماسي، وسكرتير ثالث وثاني وأول ومستشار، ووزير مفوض، كما عملت في السفارة المصرية في داكار بالسنغال، ثم كمستشار ووزير مفوض في السفارة المصرية في روما عاصمة إيطاليا، حتى أصبحت سفيرة مصر في إيطاليا.

تولت منصب سفيرة مصر لدى النرويج من عام 1988 حتى عام 1991، عملت كمندوبة دائمة لمصر لدى الأمم المتحدة في جنيف من عام 1991 حتى عام 1992، فكان لها دور كبير في توطيد العلاقات المصرية مع الدول التي عملت فيها.

تعرضت السفيرة المراسي للإصابة في عمودها الفقري، وعانت من الألم لفترة طويلة، حتى أجرت عملية جراحية بباريس، وبعد إجرائها للعملية تعرضت لهبوط حاد في القلب، رحلت السفيرة هدى المراسي عام 1992 عن عمر يناهز 53 عامًا، بعدما تركت العديد من الإنجازات لبلدها مصر وشعبها.