نحو 100 يوم تقريب على إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي من المرتقب عقدها في نوفمبر المقبل، ويتسابق فيها كل من المرشح الجمهوري دونالد ترامب، الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية، والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، حيث سيختار الأمريكيون لاختيار رئيسهم القادم في 5 نوفمبر المقبل.
الانتخابات الرئاسية الأمريكية
كان السباق الانتخابي الأمريكي 2024 حتى نهاية يونيو الماضي، يبدو وكأنه تكرار لمشهد المنافسة التي أجريت في 2020 بين كل من دونالد ترامب وجو بايدن، حتى ظهر الرئيس الأمريكي بأداء سلبي في المناظرة التي أجريت بينه وبين ترامب في 27 يونيو الماضي، والتي على إثرها بدأت الضغوط تتزايد على بايدن للانسحاب من السباق الانتخابي وهو ما تحقق في 11 يوليو الجاري، حيث رضخ للضغوط وانسحب من السباق. وأيد نائبته، كامالا هاريس، كمرشحة ديمقراطية.
واكتسبت هاريس دعمًا كافيًا من المندوبين في المؤتمر الوطني الديمقراطي للفوز بالترشيح، إلا أن الوقت أمامها حرجا لتبدأ حملتها الانتخابية وتكتسب شعبية أكبر، وتواجه حملة ترامب التي تشن هجوما حادا عليها، حيث يسعى الجمهوريون إلى تحميل هاريس تبعات الأزمات الحالية في الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها نائبة الرئيس الأمريكي الحالي، فهي مسؤولة عن ارتفاع التضخم والاضطرابات في الداخل والخارج.
إلا أن هاريس تكتسب بعض المزايا التي تميزها عن منافسها الجمهوري ترامب، أولها صغر سنها مقارنة به، فهي في سن 59 عامًا، فهي أصغر منه بعقدين من الزمان، وأصغر من ترامب بـ 18 عامًا، البالغ من العمر 78 عاما، كما أنها عرفت بموافقها الواضحة من بعض القضايا التي تهم النساء من بينها الإجهاض وغيرها وهو ما يجعلها تكتسب شعبية أكبر لدى النساء خاصة.
وفي المقابل يحظى ترامب بشعبية ازدات خاصة بعد إصابته في حادث إطلاق نار تعرض له في 13 يوليو الجاري، في تجمع جماهيري في ولاية بنسلفانيا، حيث أصيب بخدش في الأذن، وأدت هذه المحاولة للاغتيال إلى ظهور ترامب بشعبية أعلى بعض الشيء، لكنه عاد منذ ذلك الحين إلى خطابه الانقسامي، كما أنه لديه العديد من الحوادث السلبية في تاريخه منها إدانته في هجوم أنصاره على مبنى الكابيتول.
منافسة قوية
وخلال الساعات الماضية، جمعت حملة نائبة الرئيس كامالا هاريس 200 مليون دولار، وأضافت 170 ألف متطوع في الأسبوع الأول منذ ظهورها كمرشحة رئاسية محتملة للحزب الديمقراطي الأسبوع الماضي،
وكتب مايكل تايلر، مدير الاتصالات في الحملة، في بيان له، "إن الزخم والطاقة لنائبة الرئيس هاريس حقيقيان - وكذلك أساسيات هذا السباق: ستكون هذه الانتخابات متقاربة للغاية وسيحسمها عدد صغير من الناخبين في بضع ولايات فقط".
وقالت حملة هاريس إنها عقدت حوالي 2300 حدث تنظيمي في ولايات ساحة المعركة هذا الأسبوع حيث روج العديد من الديمقراطيين البارزين لهاريس.
في المقابل، وصف ترامب هاريس، في ظهوره الانتخابي الأخير في سانت كلاود بولاية مينيسوتا، بأنها "ليبرالية مجنونة"، واتهمها بالرغبة في "سحب التمويل من الشرطة" وقال إنها "متطرفة تمامًا" فيما يتعلق بالإجهاض.
فيما وصف ترامب حادثة مرتفعات الجولان "مجدل شمس"، بأنها "ستُسجل باعتبارها لحظة أخرى في التاريخ صنعها رئيس ونائب رئيس ضعيفان وغير فعالين للولايات المتحدة".
دونالد ترامب ضد كامالا هاريس: ماذا تقول استطلاعات الرأي؟
تشير استطلاعات الرأي الأمريكية المبكرة بعد انسحاب بايدن إلى أن هاريس أقرب إلى ترامب من سلفها، لكنها لا تزال متأخرة؛ حيث أظهرت استطلاعات الرأي التي أجرتها YouGov/The Economist في الفترة من 21 إلى 23 يوليو أن هاريس حصلت على 41% من الأصوات مقابل 44% لترامب،
في حين أظهر استطلاع رأي أجرته صحيفة نيويورك تايمز/سيينا في الفترة من 22 إلى 24 يوليو، حصول هاريس على 47% مقابل 48% لترامب بين الناخبين المحتملين.
ومن المرتقب أن يعقد المؤتمر الوطني الديمقراطي في 19 أغسطس المقبل في ولاية شيكاغو ، لإعلان مرشحهم الرئاسي رسميا، كما حدث في المؤتمر الجمهوري قبل شهر.
ومن المرتقب في 10 سبتمبر المقبل أن تعقد المناظرة الرئاسية الثانية، حيث سيلتقي المرشحان الرئيسيان بعد أسبوع من عيد العمال الأمريكي، وهو اليوم الذي يبدأ فيه الأمريكيون تقليديًا الاهتمام بالانتخابات.
وسيجري التصويت في 5 نوفمبر المقبل، حيث تفتح صناديق الاقتراع يوم الانتخابات، يوم الثلاثاء في أوائل نوفمبر، وفقا لآلية التصويت الشعبي وسينتخب الناخبون رئيسًا ونائبًا للرئيس لمدة أربع سنوات، إلا أن الانتخابات الأمريكية، فالرئيس ونائب الرئيس لا يتم انتخابهما مباشرة من قبل المواطنين، بدلاً من ذلك، يتم اختيارهما من خلال عملية الهيئة الانتخابية.
حيث سيتم التصويت من خلال المجمع الانتخابي الأمريكي، باجتماع ناخبي كل ولاية في عاصمة ولايتهم في أول يوم اثنين بعد الأربعاء الثاني من ديسمبر للإدلاء بأصواتهم، وبعد غلق التصويت سيستمر الفرز، على أن يتم التصديق على النتائج في 6 يناير 2025، بمجرد فرز جميع الأصوات وحساب الأصوات الانتخابية، يجب التصديق على النتائج من قبل الكونجرس، وبعدها تنصيب الرئيس الجديد على درجات مبنى الكابيتول في واشنطن العاصمة في 20 يناير 2025.
المجمع الانتخابي الأمريكي
ويشير المجمع الانتخابي إلى مجموعة الناخبين الرئاسيين الذين يشترط الدستور الأمريكي تشكيلهم كل أربع سنوات لغرض وحيد هو انتخاب الرئيس ونائب الرئيس، كون ذلك حل وسط بين التصويت الشعبي من قبل المواطنين والتصويت في الكونجرس.وفقا لنص المادة الثانية، القسم الأول، البند الثاني من الدستور الأمريكي تُعين كل ولاية ناخبين يُختارون بالطريقة التي تحددها الهيئة التشريعية، وتستبعد أي شخص يشغل منصبًا فيدراليًا، سواء كان منتخبًا أو معينًا، من أن يكون ناخبًا.
ويتكون المجمع الانتخابي من 538 ناخبًا، حيث تحصل كل ولاية على عدد من الناخبين يساوي عدد أعضاء الكونجرس (مجلس النواب والشيوخ)، بما في ذلك ناخبي واشنطن العاصمة الثلاثة، وتختار الأحزاب السياسية في كل ولاية قائمة الناخبين المحتملين الخاصة بها، ويحتاج المرشح إلى أصوات 270 ناخبًا على الأقل - أكثر من نصف جميع الناخبين - للفوز بالانتخابات الرئاسية.
في معظم الحالات، يتم الإعلان عن الفائز المتوقع في ليلة الانتخابات في نوفمبر بعد التصويت، لكن التصويت الفعلي للهيئة الانتخابية يتم في منتصف ديسمبر عندما يجتمع الناخبون في ولاياتهم، وفي حين لا يفرض الدستور على الناخبين التصويت للمرشح الذي تم اختياره من خلال التصويت الشعبي في ولايتهم، فإن بعض الولايات تفعل ذلك.
وهذه الطريقة للانتخاب قد تؤدي لسيناريوهات غير متوقعة، مثل ما حدث في في عام 2016، و2000، وثلاث مرات في القرن التاسع عشر، وهو خسارة التصويت الشعبي مقابل الفوز بالأصوات في المجمع الانتخابي، وهي الطريقة التي فاز بها دونالد ترامب مقابل منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون التي فازت في التصويت الشعبي بحصولها نحو ثلاثة ملايين صوت مقارنة بمنافسها الجمهوري دونالد ترامب، إلا أن الأخير حصل على 306 صوتاً مقابل 232 لهيلاري كلينتون.