الإثنين 5 اغسطس 2024

ما وراء المحيط.. أسرار الحضارات المفقودة والمدن الغارقة

المدن الغارقة

ثقافة30-7-2024 | 17:19

أبانوب أنور

أثار فكرة وجود حضارات متقدمة اختفت تحت أمواج المحيطات فضول البشرية لقرون عديدة، هذه الفكرة، التي غُذيت بالأساطير والحكايات، دفعت الكثيرين للبحث عن بقايا هذه الحضارات المفقودة، والتي قد تحمل في طياتها أسرارًا عن تاريخنا وتطورنا. فهل هناك حقًا مدن ضائعة وممالك غارقة تحكي قصصًا لم تروَ بعد؟

الأساطير والقصص

تعتبر «أطلانطس» أشهر أسطورة عن مدينة ضائعة غارقة في المحيط الأطلسي، ورد ذكرها في كتابات الفيلسوف اليوناني بلاتون. صورت أطلانطس كمدينة متقدمة تكنولوجيًا، ولكنها غرقت بسبب غضب الآلهة.

وهناك أيضًا «ليموريا» أسطورة أخرى تتحدث عن قارة ضائعة في المحيط الهندي، كانت موطنًا لحضارة متطورة، ولكنها غرقت بسبب كوارث طبيعية.

الاكتشافات الحديثة

على الرغم من أن هذه الأساطير قد تبدو خيالية، إلا أن الاكتشافات الأثرية الحديثة كشفت عن حقائق مثيرة للاهتمام، حيث تم اكتشاف العديد من المدن القديمة الغارقة تحت الماء، مثل مدينة هيراكليون في البحر الأبيض المتوسط، والتي كانت مركزًا تجاريًا مهمًا في العصور القديمة، بالإضافة إلى العديد من المدن حول العالم.

كما تم اكتشاف حطام السفن التاريخية، مثل تيتانيك، وهذا يوفر لنا معلومات قيمة عن الحياة والتكنولوجيا في العصور الماضية.

مدينة الأسد - الصين

غرقت "مدينة الأسد" (تاريخ الغرق 1959) في مقاطعة تشجيانغ في الصين عمدًا كجزء من مشروع سد نهر شينان لتوليد الطاقة الكهرومائية في المنطقة، مما أدى إلى إنشاء بحيرة تشيانداو. وتوجد تحت سطح هذه البحيرة التي صنعها الإنسان مدينة قديمة مغمورة بالمياه بعمق 25-40 مترًا، ويُعتقد أن عمرها حوالي 1400 عام.

ويعتقد البعض أن بعض المباني أقدم من ذلك، لكن المدينة كانت قائمة في السابق عند سفح جبل ووشي الذي أصبح الآن مغمورًا جزئيًا أيضًا؛ ووفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، اكتشفت المدينة التي أطلق عليها اسم أطلانتس الشرق، من قبل بعثة غوص في عام 2001، وهي عبارة عن متاهة من الأبراج البيضاء والأقواس التذكارية والطرق المعبدة لا تزال تحتفظ بالكثير من مظهرها الأصلي، مع متاهة من الأبراج البيضاء والأقواس التذكارية والطرق المعبدة.

هيراكليون - مصر

كما تُعد مدينة «هيراكليون» واحدة من أبرز الأمثلة على المدن الغارقة التي حيرت العلماء والباحثين لقرون. هذه المدينة القديمة، التي كانت ذات يوم مركزًا تجاريًا مزدهرًا في مصر القديمة، اختفت تحت مياه البحر المتوسط لأكثر من 1200 عام.

كانت مدينة هيراكليون، الواقعة في دلتا النيل شمال غرب الإسكندرية، ميناءً تجاريًا شهيرًا قبل أن تضعفها الزلازل وتجرفها تحت المياه المالحة. تضم المنطقة مجموعة متنوعة من القطع الأثرية، إلا أن تمثال إله النيل حابي الذي يزن ستة أطنان هو أحد أهم الاكتشافات من الموقع.

سافتينج - هولندا

سافتينج (تاريخ الغرق 1584) هي الآن منطقة مستنقعات تعرف الآن باسم الأرض الغارقة. وقد كانت قرية مزدهرة في القرن الثالث عشر، وقام الناس بتجفيف المستنقع للبناء على الأرض الخصبة، كما قاموا ببناء السدود حول الأرض المستصلحة لحمايتها من الفيضانات. وقد فُقد جزء كبير من الأراضي المحيطة بسايفتينجي في طوفان "القديسين" عام 1570، بينما في حرب الثمانين عامًا في عام 1584، اضطر الجنود الهولنديون في الحرب مع إسبانيا إلى تدمير آخر الدفاعات أثناء الدفاع عن أنتويرب، وهذا سمح لمياه شيلدت بتدمير المدينة.

بورت رويال - جامايكا

وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية BBC، كانت بورت رويال - جامايكا (تاريخ الغرق 1692)، ملاذًا لقراصنة الكاريبي، وكانت تُعرف باسم "أشرس مدينة على وجه الأرض"، حتى وقع زلزال مدمر وتسونامي في عام 1692، مما أدى إلى غرق ثلثي المدينة تحت الأمواج. ويُعتقد أن 2000 شخص من أصل عدد السكان المقدر ب 6500 نسمة في ذلك الوقت لقوا حتفهم في الزلزال والتسونامي. ووفقًا لليونسكو، توفي 3000 شخص آخر بسبب الإصابة أو المرض.

رونجهولت - ألمانيا

لا يزال الموقع الدقيق لرونجهولت (تاريخ الغرق 1362) الذي لطالما اعتبر مجرد أسطورة غير واضح، بالرغم من أن القطع الأثرية والأدلة على زراعة الأراضي التي تم العثور عليها في بحر وادن تشير إلى وجودها كميناء تجاري.

يُعتقد أن فيضان القديس مارسيليوس، المعروف أيضًا باسم غرق الرجال العظيم ، هو السبب وراء اختفاء المدينة في عام 1362، إذ اجتاح المد والجزر الناجم عن إعصار خارج المداري من بحر الشمال المدينة، ما أدى إلى تدمير سواحل الجزر البريطانية وهولندا وشمال ألمانيا والدنمارك - وموت ألاف السكان، هذا وفقًا لدراسة نشرت في مجلة Quaternary International.

الأسباب المحتملة لغرق الحضارات

يمكن للزلازل والبراكين أن تسبب تسوناميات وانهيارات أرضية تؤدي إلى غرق المدن الساحلية، كما أن ارتفاع مستوى سطح البحر، بسبب ذوبان الأنهار الجليدية أو عوامل أخرى، من الممكن أن يغمر المناطق الساحلية المنخفضة.

يمكن للتغيرات المناخية أن تؤثر على التيارات البحرية وأنماط الطقس، مما يؤدي إلى تغيرات في مستوى سطح البحر وتآكل السواحل.