اغتيل صباح اليوم الأربعاء، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران، إثر غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته، بحسب بيان الحركة، في حين اكتفت إسرائيل بالصمت دون إبداء أي تعليق.
وأفادت صحيفة "إسرائيل اليوم" بأن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وجه الوزراء بعدم التعليق على عملية اغتيال هنية في طهران، إلا أن وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، اعتبر أن "موت هنية يجعل العالم أفضل قليلًا".
اغتيال هنية
قالت حركة حماس، إن "رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، استشهد إثر غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران"، حيث كان في زيارة للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
وهنية أحد أبرز القادة السياسيين الفلسطينيين وأحد رموز حركة "حماس"، إذ شغل منصب رئيس الحكومة الفلسطينية في 2006-2007.
وانتخب لأول مرة رئيسًا للمكتب السياسي لحماس في مايو 2017، وأعيد انتخابه في 2021 لدورة ثانية تنتهي في 2025.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية أن إسماعيل هنية استشهد وأحد حراسه الشخصيين إثر استهداف مقر إقامتهم في طهران، في حين قالت وسائل إعلام إيرانية إن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس تم عبر صاروخ أطلق من بلد إلى بلد وليس من داخل إيران، وهو ما أكدت عليه هيئة البث الإسرائيلية.
وتعليقًا على ذلك، قال الحرس الثوري الإيراني، "ندرس أبعاد حادثة استشهاد هنية في طهران" وسنعلن عن نتائج التحقيق لاحقًا.
فيما رفض الجيش الإسرائيلي التعليق على اغتيال هنية، طبقًا لشبكة "سي إن إن"، التي نقلت عن متحدث عسكري إسرائيلي قوله إن الجيش لا يرد على تقارير وسائل الإعلام الأجنبية.
ردود الأفعال
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبو مرزوق، إن اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية إثر استهدافه بغارة إسرائيلية في طهران عمل جبان ولن يمر سدى، بحسب ما أوردته قناة الأقصى الفضائية، التي نقلت عن القيادي في الحركة سامي أبو زهري قوله إن حماس مؤسسة وفكر ولن تتأثر باغتيال أي قيادي فيها، مضيفًا أن ما جرى تصعيد خطير لن يحقق أهدافه.
وأفادت القناة، بأن دعوات شعبية صدرت للإضراب العام والتظاهر في جميع أنحاء فلسطين بعد اغتيال هنية في العاصمة الإيرانية.
من جانبها، نعت حركة الجهاد الإسلامي، هنية الذي وصفته بالقائد الوطني الكبير، مؤكدة أن عملية الاغتيال لن تثني الشعب الفلسطيني عن الاستمرار في المقاومة، أيضًا أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بشدة اغتيال رئيس حركة "حماس" القائد الكبير إسماعيل هنية، واعتبره عملًا جبانًا وتطورًا خطيرًا، داعيًا الشعب الفلسطيني إلى الوحدة والصبر والصمود، في وجه الاحتلال الاسرائيلي.
شعبيًا، أعلنت القوى الوطنية والاسلامية في فلسطين، الاضراب الشامل والخروج بمسيرات، تنديدًا باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، مؤكدة أن هذا الإغتيال الجبان لن يكسر إرادة الشعب الفلسطيني، بل سيزيده تصميمًا وإصرارًا على المضي قدمًا بالتمسك بحقوقه وثوابته الوطنية حتى الحرية والاستقلال.
دوليًا، قال البيت الأبيض، إن الولايات المتحدة على علم بالأنباء المتعلقة باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في العاصمة الإيرانية طهران، طبقًا لما ذكرته شبكة "سي إن إن".
فيما وصفت الخارجية الروسية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس بـ"جريمة سياسية غير مقبولة على الإطلاق"، ستؤدي إلى مزيد من التصعيد والتوتر.
وفي الوقت نفسه، دانت تركيا عملية الإغتيال التي وصفتها بالدنيئة، وقالت الخارجية التركية في بيان، "مرة أخرى يتضح أن حكومة نتنياهو لا نية لديها للتوصل إلى السلام"، مشيرة إلى أن الهجوم يهدف لتوسيع نطاق الحرب في غزة إلى مستوى إقليمي.
وفي طهران، حيث اغتيل هنية، اجتمع المجلس الأعلى للأمن القومي بمقر المرشد الأعلى بحضور كبار قادة الحرس الثوري الإيراني لمناقشة عملية الإغتيال، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.
في غضون ذلك، قالت وكالة رويترز عن مصدر إيراني، إن أعلى هيئة أمنية في إيران ستقرر إستراتيجية إيران في الرد على اغتيال هنية في طهران.
وتأتي عملية الاغتيال كجزء من السياسة التي تتبعها دولة الاحتلال ضد المقاومين من أبناء الشعب الفلسطيني، ويذكر أن قبل هنية، اغتالت في عام 2004 مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين، وعقب ذلك بأسابيع معدودة اغتالت خلفه عبدالعزيز الرنتيسي في 17، ليخلفه هنية حينئذ في قيادة الحركة بغزة، وبعد 20 عامًا يلحق بهم إلى عالم الآخرة.
وفي غضون الحرب الإسرائيلية المتواصلة حاليًا على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، قتلت حفيدة هنية في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين بمدينة غزة، فضلًا عن اغتيال الاحتلال 3 من أبناء إسماعيل هنية و3 من أحفاده كانوا على متن سيارة لأداء صلة الرحم وتهنئة السكان بمناسبة عيد الفطر.