الخميس 1 اغسطس 2024

مصر تجدد تحذيرها من سياسات الاحتلال وتوسيع رقعة الصراع بالمنطقة.. خبراء يوضحون تداعيات اغتيال إسماعيل هنية

غزة

تحقيقات31-7-2024 | 20:41

أماني محمد

باتت المنطقة العربية والشرق الأوسط، يوما بعد يوم تشهد تصاعدا كبيرًا في الأحداث وتوسع رقعة الصراع الذي اشتعل منذ السابع من أكتوبر الماضي، ويمتد إلى مناطق جديدة وأنحاء مختلفة من العالم العربي والمنطقة بأسرها، وهو ما حذرت منه مصر منذ اللحظات الأولى، فأكدت خطورة توسع رقعة الصراع في المنطقة وأن ذلك يجرها إلى حافة الهاوية.

وجددت مصر تحذيرها، اليوم، بعد عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران في الساعات الأولى من صباح اليوم، حيث أكد مصدر مصري رفيع المستوى أن سياسة الاغتـيالات التي تمارسها إسرائيل تهدد الوضع الأمني الإقليمي وستؤدي إلى توسيع نطاق الصراع بالمنطقة لوضع يصعب السيطرة عليه.

 

تحذير مصري

وأدانت جمهورية مصر العربية فى بيان صادر عن وزارة الخارجية اليوم، سياسة التصعيد الإسرائيلية الخطيرة خلال اليومين الماضيين، معتبرة أن هذا التصعيد الخطير، ينذر بمخاطر إشعال المواجهة فى المنطقة بشكل يؤدى إلى عواقب أمنية وخيمة، محذرة من مغبة سياسة الاغتيالات وانتهاك سيادة الدول الأخرى وتأجيج الصراع فى المنطقة.

وطالبت مصر مجلس الأمن والقوى المؤثرة دولياً، بالاضطلاع بمسئوليتهم فى وقف هذا التصعيد الخطير فى الشرق الأوسط، والحيلولة دون خروج الأوضاع الأمنية فى المنطقة عن السيطرة، ووضع حد لسياسة حافة الهاوية.

واعتبرت جمهورية مصر العربية أن تزامن هذا التصعيد الإقليمي، مع عدم تحقيق تقدم فى مفاوضات وقف إطلاق النار فى غزة، يزيد من تعقيد الموقف ويؤشر إلى غياب الإرادة السياسية الإسرائيلية للتهدئة، ويقوض الجهود المضنية التى تبذلها مصر وشركائها من أجل وقف الحرب فى قطاع غزة ووضع حد للمعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني.

 

تداعيات خطيرة

ومن جانبه، أكد اللواء عادل العمدة، المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، أن المشهد في المنطقة حاليا ملتهب وينذر بتصعيد خطير، كما أنه يلبي احتياجات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يريد جر المنطقة إلى الهاوية، وهو ما اتضح بعد حادثة مجدل شمس في الجولان المحتلة واتخاذ ذلك كذريعة لمهاجمة لبنان وإشعال الصراع في منطقة الجنوب اللبناني والجنوب السوري.

وأضاف في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن  هذه العمليات تستهدف إسرائيل من خلالها اتساع دائرة الصراع، وهذه فكرة يرفضها الداخل الإسرائيلي، إلا أن نتنياهو يريد ذلك للاستمرار في تواجده في الحكم، ويعمل ذلك لمساندة ومساعدة عناصر إقليمية ودولية، منها عناصر مستترة خفية وأخرى معلنة، مضيفا أن الهدف أيضا إطالة أمد الصراع إلى حين انتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة الأمريكية، والتي من المرجح أن يفوز بها دونالد ترامب، والذي يرفض فكرة حل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو كله يخدم نتنياهو ويحقق له أهدافه.

وأشار إلى أن اغتيال إسماعيل هنية اليوم داخل إيران يوجه أوجه الاتهام لطهران، وأن ما حدث في السابق من مناوشات بينهما خدمت إسرائيل بهدف تسليح جيش الاحتلال بنحو 96 مليار دولار تم إنفاقها على تايوان وإسرائيل وأوكرانيا، مشددا على أن هذا الصراع وتوسع مناطق وجوده يؤدي لحالة من عدم الاستقرار في المنطقة، من خلال أسلوب ممنهج، يضر بالأمن القومي المصري والعربي.

ولفت إلى أن مصر كانت سباقة في التحذير من هذا الأمر في السابق، وتسعى جاهدة بكل السبل لوأد أي محاولة لهذا الصراع، لأن ذلك يصدر لمصر مشكلات في كافة الاتجاهات الاستراتيجية سواء الجنوب أو الشمال الشرقي والحدود الغربية، مشيرا إلى أن مصر تكثف جهودها وتحاول التدخل بإجراءات حاسمة لحلحلة الموقف، والتوصل إلى هدنة تؤدي لوقف إطلاق النار في غزة ووأد فكرة الاحتلال لاستمرارية الصراع في المنطقة.

وأشار إلى أن المساعي الدبلوماسية التي تأخذها بعض الدول المتزنة وعلى رأسها مصر تسعى جاهدة إلى عدم اتساع رقعة الصراع، لأنها تدرك تماما أن ذلك ليس في صالح أحد في المنطقة بأسرها، حتى إسرائيل، لأن ذلك يؤدي لاستنزافها عسكريا وأمنيا وداخليا.

تداعيات سياسة الاغتيالات

ويقول الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي دراسات سياسية وأستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، إن اغتيال إسماعيل هنية، يأتي في إطار سياسات إسرائيل التي اعتمدت مبدأ سياسة الاغتيالات أو تصفية قيادات حماس منذ فترة، مشيرا إلى أن إسرائيل بعد 7 أكتوبر الماضي، حددت هدفين أساسيين لعملياتها العسكرية.

وأضاف في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الهدف الأول هو القضاء على حركة حماس بالكلية، والثاني هو مسألة استعادة الأسرى والرهائن المحتجزين في القطاع، مشيرا إلى أن إسرائيل لم تستطع تحقيق أي من الهدفين، وبالتالي لجأت الى تغيير استراتيجيتها العسكرية من خلال تحديد أو البحث عن بعض قيادات حماس واغتيالهم.

وأشار إلى أنه بدأت هذه العمليات منذ فترة، حيث تم اغتيال بعض قيادة حماس بالفعل، سواء داخل قطاع غزة أو في أماكن أخرى، مؤكدا أن المفارقة اليوم أن اغتيال إسماعيل هنية باعتباره رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وأحد أذرع حماس السياسية، كما أنه أيضا أحد قادة حماس التاريخيين، وهو ما سيؤدي لمشكلة كبيرة من عدة أوجه، أولها التسوية السياسية.

ولفت إلى أن هذه العملية ستؤدي لعراقيل كبيرة أمام التسوية السياسية خاصة أن إسرائيل حاليا اغتالت من كان يقوم بالمسائل الخاصة بتسوية السياسية أو المبادرة السياسية بجهود مصرية قطرية أمريكية لتدشين نوع من الاتفاق السياسي، مضيفا أنه سيكون هناك عراقيل كبيرة أمام التسوية السياسية، ومن جانب آخر سيكون هناك رد من قبل حركة حماس وهذا الرد من خلال بعض العمليات العسكرية ضد جنود الاحتلال إما داخل قطاع غزة أو داخل إسرائيل نفسها.

وأكد أن حزب الله اللبناني سيكون له رد، ولن يمر اغتيال الاحتلال لأحد قياداته بالأمس مرور الكرام، مضيفا أنه من المتوقع أن يوجه حزب الله بعض الضربات لإسرائيل، هذا مع الترقب للموقف الإيراني لأن اغتيال هنية كان على أراضي إيرانية، مشيرا إلى أن كل هذه العمليات مجتمعة، ستؤدي إلى مزيد من الضغط العسكري، ومزيد من العمليات العسكرية بين الجانبين، واشتعال الموقف في الجبهة الإسرائيلية.

وأضاف أن الخاسر الوحيد سيكون إسرائيل، لأنها فتحت على نفسها أكثر من جبهة، الأولى في قطاع غزة والثانية جنوب لبنان، والعراق وإيران والحوثيين، مشيرًا إلى أن إسرائيل يجب أن تتحمل نتيجة أفعالها غير السوية وغير الإنسانية تجاه ما يحدث في قطاع غزة.