الأربعاء 7 اغسطس 2024

كتاب نظام التفاهة.. نظام عالمي يهدف إلى تقليص الفروق ما بين الناس

غلاف الكتاب

ثقافة31-7-2024 | 21:08

إسلام علي

يستعرض كتاب "نظام التفاهة" للفيلسوف الكندي آلان دونو، التحليل العميق لما يراه انحدارا أخلاقيا للقيم في المجتمعات الحديث، حيث أصبح نظام التفاهة هو الدين الوحيد الذي وحد الكثيرين حول العالم، بحيث أصبحت الأنظمة العالمية تفضل التفاهة على الجودة والكفاءة.

يناقش دونو الآليات التي يتبعها النظام العالمي الجديد في مختلف جوانب الحياة بما في ذلك التعليم والسياسة والثقافة لأجل إحلال الفشل المتوسط والمنحلين أخلاقيا مكان التميز والإبداع وما هي الطرق التي تؤدي بنا إلى الاستماع إلى هذه الفئة من الناس.

يشير الكاتب أن التفاهة التي أصبحت لا تخلو منها أي مجتمع من المجتمعات البعض يظنها ظاهرة عابرة وسوف تنتهي وهم لا يدركون أنه نظام قائم بذاته يتم تدعيمه على مستوى عالمي، فالهدف منه هو تقليص الفروقات ما بين الناس، وتشجيع الأداء المتوسط مما أدى إلى القضاء على الطموح والابتكار.

 

السياسة

 يرى آلان دونو أن السياسة الحديثة أصبحت تدار عبر شخصيات متوسطة الذكاء وغير مبدعة، مما يؤدي إلى اتخاذ إجراءات سياسية غير فعالة بالنسلة إلى الشعوب، فالقادة السياسيون يسعون دائما إلى البقاء في السلطة متناسين آداب مهنتهم وما يجب أن يتخذ من إجراءات إبداعية ملهمة.

لذلك يدعو دونو قيادة سياسية تركز على الكفاءة والابتكار، وتشجع المشاركة الفعالة للمواطنين في العملية الديمقراطية.

 

الاقتصاد

يوضح الكاتب أن الشركات الكبرى في العالم تفضل العمال متوسطى الذكاء والذين يمارسون أعمالهم بدون طرح أي أسئلة أو تقديم المشاورة أو تقديم إبداعات وابتكارات تهدف إلى الإرتقاء بالمهنة، وهذا يؤدي إلى تفضيل البسيط على التعقيد والجودة.

 

التعليم

ينتقد آلان دونو النظام التعليم في العالم والذي يسير طبقا لنهج واحد وهو التفكير السطحى والتحصيل الأكاديمي المتوسط، دون أي تحفيز للجانب الإبداعي، الطلاب يتخرجون وهم مهيأون للعمل في بيئات متوسطة المستوى بدلا من السعي لتحقيق التميز.

شدد دونو على إصلاح النظام التعليمي ليصبح أكثر تركيزا على تنمية التفكير النقدي والإبداع، وتشجيع الطلاب على تحدي الوضع الراهن والسعي للتميز.

 

الثقافة

يظهر الكتاب كيف أن الإعلام له دور كبير في ذلك النظام الجديد والذي يدعم تروج التفاهة من خلال ستارة المحتوى الترفيهي، والذي يفضل القيم السطحية على العمق والمعنى، فأصبح الإعلام وسيلة لتعزيز القيم البسيطة والتافهة على حساب الفنون الراقية والمعقدة.

لذلك أوصى بدعم الفنون والثقافة التي تساهم في تعميق الفهم والوعي وتحفيز الفكر النقدي.

في ختام الكتاب، قدم دونو بعض الأفكار حول كيفية مقاومة نظام التفاهة والعودة إلى القيم والمبادئ التي تعزز التميز والإبداع.