الحضارات الزائفة التي قامت على احتلال أراضي الغير ستنتهي لا محالة، أما الحضارات الحقيقية التي تستند إلى القيم الإنسانية والشريعة السماوية تضمن استمرارها وبقاءها.. كانت هذه آخر كلمات الشهيد إسماعيل هنية قبل أن يلحق بـ7 من أبنائه وأحفاده، استشهدوا على يد الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب المستمرة منذ 300 يومًا على قطاع غزة.
ومع الساعات الأولى من صباح الأربعاء، أعلنت حركة حماس اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، جراء "غارة صهيونية غادرة" على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته أمس الثلاثاء في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.
وحول تفاصيل عملية اغتيال هنية وكيف حدثت، قالت حركة حماس، إنها تنتظر التحقيقات الكاملة من السلطات الإيرانية بشأن الاغتيال، لكنها أوضحت أن الاغتيال تم بصاروخ استهدف الغرفة التي كان يتواجد فيها رئيس المكتب السياسي لحماس.
وفي هذه الأثناء، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن المرشد الإيراني أمر بضرب إسرائيل مباشرة ردًا على اغتيال هنية، مشيرة إلى أن من بين الخيارات هجوم منسق من إيران واليمن وسوريا والعراق لتحقيق أقصى تأثير.
الحكومة الإسرائيلية من جهتها، لم تعلن مسؤولية تل أبيب عن اغتيال هنية في طهران، كما رفض الجيش الإسرائيلي التعليق بدوره على الواقعة، إلا أنهما في الوقت نفسه لم ينفيا اتهام حماس بتنفيذ الاغتيال.
وفي إشارة لمسؤوليته عن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو: "في الأيام القليلة الماضية وجهنا ضربة ساحقة لكل منهم".
ما الفائدة التي يحملها اغتيال هنية؟
في غضون ذلك، يرى المحلل العسكري بصحيفة "هآرتس" العبرية عاموس هارئيل، أن الاغتيالات في إيران ولبنان تدفع المنطقة إلى شفا حرب إقليمية.
وأوضح هارئيل -طبقًا لما ذكرته وكالات الأنباء- أن إيران ستجد صعوبة في عدم الرد على اغتيال هنية على أراضيها، مما يعني أنه قد يحصل تصعيد جديد.
في حين أكد يوحنان تسوريف، المعلق في معهد دراسات الأمن القومي، التابع لجامعة تل أبيب، أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس لن يحمل فائدة لإسرائيل، وذلك لأن الحركة قادرة على البقاء.
وأوضح تسوريف -طبقًا لما ذكرته وكالات الأنباء- أن سر بقاء الحركة هو وجود قاعدة شعبية واسعة للغاية واتخاذ القرارات الأساسية بالإجماع والمسؤولية المشتركة، مرجحًا أنها ستجد بسرعة بديلًا لهنية، وستستمر في مسارها، مع التكيف مع احتياجات الساعة.