رأت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية، اليوم الخميس، أن إسرائيل باتت على حافة الهاوية بعد اغتيال شخصيات بارزة في حركة حماس الفلسطينية وجماعة حزب الله اللبنانية خلال اليومين الماضيين؛ ما دفع إسرائيل إلى رفع مستوى التأهب لضربات انتقامية مشتركة.
وأوضحت الصحيفة - في سياق تقرير لها - أنه بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في إيران بعد حضوره تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بيزشكيان والقيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر في العاصمة بيروت، أعلن الجيش الإسرائيلي عن خطط لتعزيز أنظمة الدفاع وتعزيز الاستعداد ردا على الانتقام المحتمل من إيران أو حزب الله.
وعلى الرغم من هذه الخطوات، تظل إرشادات قيادة الجبهة الداخلية دون تغيير والتي لم تصدر تحديثات أو قيودا، مما يسمح باستمرار الأنشطة المدنية العادية، بما في ذلك على الحدود ومطار بن جوريون ووسط إسرائيل، حيث يعتقد مسئولون أمنيون أن حزب الله والحرس الثوري الإيراني قد يؤخران الرد للاستعداد بشكل كامل وزيادة القلق العام في إسرائيل، حسبما ذكرت الصحيفة.
وتابعت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يستعد لمجموعة من الاستجابات من حزب الله والحرس الثوري الإيراني في أعقاب مقتل هنية وشكر، موضحة أن الأيام الأخيرة شهدت تنسيقا مكثفا بين قادة إسرائيلية ونظرائهم الأمريكيين وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط كجزء من تدابير الاستعداد. وكشفت أنه حدثت بعض عمليات نقل القوات في وقت سابق من هذا الأسبوع، لكن عدم وجود قيود عامة يشير إلى أن الجيش الإسرائيلي يتوقع أن تكون أي أهداف في إسرائيل عسكرية في المقام الأول ما يمنح وقتا كافيا لنصح الجمهور بالبقاء بالقرب من الملاجئ أو تجنب التجمعات الكبيرة إذا لزم الأمر.
وأشارت الصحيفة إلى تقرير أوردته (نيويورك تايمز) الأمريكية، أن إيران لا تنوي استهداف المواقع المدنية، بل تستهدف بدلاً من ذلك الأهداف العسكرية، حيث أشار المسؤولون الإيرانيون إلى أن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي أمر برد مباشر على اغتيال هنية، لكن طبيعة الانتقام لا تزال غير محددة وقد يفكر القادة العسكريون الإيرانيون في شن هجوم بالصواريخ والطائرات بدون طيار على مواقع عسكرية بالقرب من تل أبيب أو حيفا، على غرار ضربات أبريل الماضي. ووفقا للصحيفة، يرجح الجيش الإسرائيلي بإمكانية أن يؤخر حزب الله وإيران ردهما لتعظيم الجاهزية العملياتية وزيادة التوتر العام في إسرائيل، حيث استغل حزب الله في السابق فترات طويلة من التوتر الشديد على طول الحدود الشمالية لممارسة الضغط النفسي، منوهة بأن مثل هذه الفترة الانتظارية ستكون في حد ذاتها انتصارًا تكتيكيا لحزب الله وإيران، حيث ينتشر التوتر والقلق في جميع أنحاء إسرائيل، وقد تتضمن استجابة إيران وحزب الله هجمات منسقة ومشتركة، حيث وعد الحرس الثوري بـ "عمل خاص" قد يتطلب وقتًا للتخطيط، وقد يستغرق تنفيذه أسابيع.
ورجحت الصحيفة أن الرد من حماس قد يختلف عما سبق، حيث تركز بدلًا من ذلك على ضربة كبيرة ومركزة على هدف عسكري رئيسي في شمال إسرائيل، مثل قاعدة بحرية أو جوية، إلى جانب وابل صاروخي محدود يهدف إلى إحداث الذعر بدلاً من الأضرار الواسعة النطاق.
ومن المرجح أيضا أن يشكل استطلاع حزب الله الأخير للدفاعات الجوية الإسرائيلية نهجهم، وربما يجمع بين أسراب الطائرات بدون طيار والصواريخ التي تستهدف المنشآت العسكرية الحيوية، بهدف إحداث الضرر وخلق تأثير بصري قوي.