السبت 3 اغسطس 2024

تطورات اغتيال هنية .. أمريكا تدخل على الخط وتأهب إسرائيلي للرد الإيراني

الشهيد إسماعيل هنية

تحقيقات2-8-2024 | 12:36

محمود غانم

تتلاحق التطورات المتعلقة بـ اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، الذى قضى إثر غارة إسرائيلية على مقر إقامته في العاصمة الإيرانية طهران، وسط تأهب إسرائيلي لرد إيراني محتمل قد يشمل إطلاق صواريخ باليستية وصواريخ كروز ومسيرات، بما يشبه الحاصل في أبريل الماضي.

تطورات اغتيال هنية

عادو جيش الاحتلال الإسرائيلي تأكيده عدم مسؤوليته عن شن أي غارة جوية على إيران أو أي دولة أخرى في الشرق الأوسط، الأربعاء، وذلك ردًا على سؤال بشأن اغتيال هنية، حيث ذكر:"لم نهاجم إيران جوًا.. قتلنا فؤاد شكر في لبنان، ولم تكن هناك غارة جوية أخرى إسرائيلية في الشرق الأوسط كله بعد ذلك".

وتتعارض المزاعم الإسرائيلية مع ما ذكره رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الحادثة، بالقول:"في الأيام القليلة الماضية وجهنا ضربة ساحقة لكل منهم".

من جهة أخرى، قال موقع "أكسيوس" الأمريكي، إن الموساد الإسرائيلي اغتال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في العاصمة الإيرانية طهران، بتفجير قنبلة في غرفته تعتمد على الذكاء الاصطناعي، بحسب ما نقله عن مصدرين.

وأضاف المصدرين لـ"أكسيوس"، إن المخابرات الإسرائيلية علمت أي منشأة وأي غرفة بالضبط أقام فيها هنية أثناء زياراته إلى طهران.

وأشارا إلى أن القنبلة زُرعت في الغرفة مسبقًا، وكانت عالية التقنية تستخدم الذكاء الإصطناعي، ووفقًا لهما، فإن تفجير القنبلة عن بُعد من قبل عملاء للموساد في إيران، بعد تلقي معلومات استخبارية تفيد بأن هنية كان في الغرفة بالفعل.

 بايدن يدخل على الخط لدعم إسرائيل

وتعليقًا على ذلك، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ليس مفيدًا لوقف إطلاق النار في حرب إسرائيل على غزة.

وأضاف بايدن، إنه أجرى ما وصفها بمحادثة مباشرة مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق من يوم الخميس، مشيرًا إلى أنه حضه على التوصل سريعًا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

مؤكدًا على التزامه بأمن إسرائيل ضد جميع التهديدات القادمة من إيران، وذلك بدعمها ضد تهديدات مثل الصواريخ والطائرات المسيرة.

وتقتنع إدارة بايدن أن إيران ستهاجم إسرائيل خلال أيام، ردًا على اغتيال هنية على أرضها، بحسب ما نقله "أكسيوس" مسؤولين أميركيين، الذي أشار إلى أن الاستخبارات الأميركية تلقت الأربعاء مؤشرات واضحة على نية إيران الرد على اغتيال هنية، وأن واشنطن ترى أن الأمر قد يتطلب من الإيرانيين ومن وصفتهم بوكلاء طهران أيامًا للتحضير لهجوم على إسرائيل.

وفي الوقت نفسه، نسب الموقع ذاته إلى مسؤول إسرائيلي رفيع أن الاستخبارات الإسرائيلية تتوقع أن تشن إيران هجومًا صاروخيًا واسع النطاق على إسرائيل، بينما يرى مسؤولون أميركيون أن الرد الإيراني قد يكون أوسع نطاقًا، وقد يشارك فيه حزب الله اللبناني.

وفي هذا الإطار، قال جون كيربي، منسق السياسات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي، إن بلاده تتخذ جميع الاحتياطات اللازمة لضمان الدفاع عن نفسها وعن حلفائها في المنطقة.

وأضاف كيربي، إن إيران أثبتت بالفعل أنها قادرة وراغبة في شن هجوم كبير على إسرائيل، موضحًا أنه يتعين على الولايات المتحدة أخذ خطابات المرشد الإيراني بشأن الانتقام على محمل الجد.

 سندافع عن أنفسنا

في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني، عزم بلاده اتخاذ أي إجراء لازم للدفاع عن أمنها القومي وسيادتها، على خلفية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، كما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا).

وذكرت "إرنا"، أن باقري بعث رسائل بصورة منفصلة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، ورئيس مجلس الأمن الدولي (سيراليون)، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه.

وطالب باقري في رسائله بـ "التنديد بالعمل الإرهابي والعدواني الذي قام به الكيان الصهيوني في اغتيال الشهيد إسماعيل هنية".

وفي هذه الأثناء، قالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن الجيش جهز عشرات الطائرات على المدارج استعدادًا للدفاع والهجوم كما استنفر البوارج الحربية، موضحة أن سلاح الجو زاد عدد المقاتلات التي تحوم على طول الحدود في جبهات عدة.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية، إن إسرائيل تستعد لرد إيراني قد يشمل إطلاق صواريخ باليستية وصواريخ كروز ومسيرات.

من جهته، قال نتنياهو، إن إسرائيل مستعدة لأي هجوم يستهدفها "سواء دفاعي أو هجومي.. سيترتب على أي اعتداء علينا ثمن باهظ جدًا.. أولئك الذين يهاجموننا، سنهاجمهم ردا على ذلك".

والأربعاء، قالت حركة حماس، إن "رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، استشهد إثر غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران"، حيث كان في زيارة للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.

ومن المقرر أن يشيع جثمان هنية، اليوم، عقب صلاة الجمعة من مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب بالعاصمة القطرية الدوحة، وسط حضور شعبي وفصائلي ومشاركة قيادات عربية وإسلامية.

وهنية أحد أبرز القادة السياسيين الفلسطينيين وأحد رموز حركة "حماس"، إذ شغل منصب رئيس الحكومة الفلسطينية في 2006-2007، وانتخب لأول مرة رئيسًا للمكتب السياسي لحماس في مايو 2017، وأعيد انتخابه في 2021 لدورة ثانية تنتهي في 2025.

وتسعى دولة الاحتلال من خلال استهداف قادة المقاومة الفلسطينية في الخارج إلى تقديم نصرًا زائفًا إلى شعبها، في ظل فشلها على حسم معركتها في قطاع غزة، المتواصلة منذ نحو 10 أشهر.