يوافق اليوم 4 أغسطس، ذكرى ميلاد القائد الفلسطيني ياسر عرفات، الملقب "بأبو عمار" الذي شغل منصب رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية، كما حصل على جائزة نوبل للسلام.
ياسر عرفات
ولد عرفات في القاهرة، في عام 1929، لأسرة فلسطينية، حيث قضى فيها مراحل طفولته ومرحلة شبابه الأولى، ومن ثم أرسل بعدها مع أخيه إلى القدس، حيث استقرا عند أقارب أمه في حارة المغاربة.
وعاش هناك مع خاله سالم أبو السعود 4 سنوات.
ذهب "عرفات" إلى فلسطين مع غيره من العرب وسعى للانضمام إلى الجيوش العربية المحاربة لإسرائيل، وبعد ذلك حارب مع الفدائيين الفلسطينيين، ولكنه لم ينضم رسميا لأي منظمة.
انضم إلى الجيش المصري في حربه الرئيسية التي كانت في غزة، وفي بداية عام 1949 كانت الحرب تتقدم في الحسم لصالح إسرائيل، وفي تلك الأثناء عاد عرفات إلى القاهرة بسبب نقص الدعم اللوجستي.
رفض عرفات خطة تقسيم فلسطين والتي أقرتها الأمم المتحدة، وضرب مثلًا على قرار التقسيم بالمرأتين اللتين تنازعتا على طفل عند الملك سليمان وشبه موقفه بموقف المرأة التي رفضت تقسيم ابنها بحسب ما أمر به سليمان لاستجلاء الحقيقة، كذلك أوضح في خطابه عدم عدائه لليهود إنما هو يعادي الصهيونية.
الزعامة الفلسطينية
وشارك عرفات مع مجموعة من الوطنيين الفلسطينيين في تأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في الخمسينات، وأصبح ناطقًا رسميًا باسمها عام 1968، وانتخب رئيسًا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في شباط 1969، بعد أن شغل المنصب قبل ذلك أحمد الشقيري، ويحيى حمودة.
وفي عام 1974، قال عرفات، كلمة باسم الشعب الفلسطيني، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وحينها ذكر جملته الشهيرة "جئتكم حاملًا بندقية الثائر بيد وغصن زيتون باليد الأخرى، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي".
ومع صيف 1982، قاد "أبو عمار" معركة ضد العدوان الإسرائيلي على لبنان، كما قاد معارك الصمود خلال الحصار الذي فرضته القوات الإسرائيلية الغازية حول بيروت طيلة 88 يومًا انتهت باتفاق دولي يقضي بخروج المقاتلين الفلسطينيين من المدينة.
وقد عاد عرفات على رأس كادر منظمة التحرير إلى فلسطين، بموجب اتفاق اوسلوا الذي وقع عام 1993 بين المنظمة والحكومة الإسرائيلية في البيت الأبيض، في الثالث عشر من سبتمبر.
وبعد فشل مفاوضات كامب ديفيد في 2000 نتيجة التعنت الإسرائيلي وحرص عرفات على عدم التفريط بالحقوق الفلسطينية والمساس بثوابتها، اندلعت انتفاضة الأقصى في عام 2000، وحاصرت قوات ودبابات الاحتلال الرئيس عرفات في مقره، بذريعة اتهامه بقيادة الانتفاضة، واجتاحت عدة مدن في عملية أطلقت عليها اسم "السور الواقي"، وأبقت الحصار مطبقًا عليه في حيز ضيق يفتقر للشروط الدنيا للحياة الآدمية.
تدهور صحته
في يوم الثلاثاء 12 أكتوبر 2004 ظهرت أولى علامات التدهور الشديد لصحة عرفات، فقد أصيب كما أعلن أطباؤه بمرض في الجهاز الهضمي، وكان يعاني من قبل من أمراض مختلفة، منها نزيف في الجمجمة ناجم عن حادثة طائرة، ومرض جلدي،
في أواخر من عام 2004، مرض ياسر عرفات بعد سنتين من حصار للجيش الإسرائيلي له داخل مقره في رام الله، ودخل في غيبوبة، حتى أعلن عن وفاته فجر يوم الخميس 11 نوفمبر 2004 عن عمر جاوز 75 عامًا.