الأربعاء 7 اغسطس 2024

السنوار خلفًا لـ هنية .. وعيد إسرائيلي وترحيب فلسطيني وأمريكا تعول عليه في تحقيق وقف الحرب

يحيي السنوار

تحقيقات7-8-2024 | 14:00

محمود غانم

في خطوة لافتة، اُختير يحي السنوار، رئيسًا للمكتب السياسي لحركة حماس، خلفًا لإسماعيل هنية، وذلك عقب مشاورات ومداولات معمقة وموسعة في مؤسسات الحركة القيادية، في رسالة يراها البعض ذات دلالات كبيرة موجهة لإسرائيل.

ويُنظر إلى "السنور" الذي قضى 23 عامًا متواصله في السجون الإسرائيلية، على أنه مهندس عملية طوفان الأقصى، التي شنتها الفصائل الفلسطينية في السابع من أكتوبر الماضي ضد إسرائيل، وذلك بمهاجمة 11 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة بمحاذاة غزة، في إطار الرد على جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى.

وقد كبدت العملية إسرائيل خسائر بشرية وعسكرية وهزت صورة أجهزتها الاستخباراتية والأمنية أمام العالم، ومثلت ضربة قاصمة للجيش، الذي لطالما ادعى بأنه لايقهر، بالإضافة إلى تمريغ وجه الموساد الإسرائيلي بطين، وزحزحة مكانته العالمية، مما دفعها إلى إعلان تصفية "السنوار" أحد أهداف حربها الحالية على غزة.

الرجل الأخطر

وأسال إعلان حركة حماس السنوار رئيسًا للمكتب السياسي الكثير من الحبر، حيث رأت إسرائيل في ذلك سبب آخر للقضاء عليه، في حين أشادت القوى الفلسطينية بتلك الخطوة، التي اعتبرتها تأكيد على قدرة الحركة في مواجهة التحديات.

وتعليقًا على ذلك، قال وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن تعيين السنوار زعيمًا لحماس، سبب آخر للقضاء عليه ومحو ذاكرة هذه المنظمة من على وجه الأرض، على حد قوله.

من جهتها، رأت هيئة البث الإسرائيلية، أن تعيين السنوار رئيسًا للمكتب السياسي لحماس يمثل مفاجأة ورسالة لإسرائيل بأنه حي، وأن "قيادة الحركة لا تزال موجودة وقوية وتعتزم البقاء في السلطة".

فيما قالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إن حركة حماس اختارت أخطر شخص لقيادتها، لا سيما أن إسرائيل تعتبر السنوار مهندس عملية طوفان الأقصى.

وفي خضم ذلك، سارع الجيش الإسرائيلي بالقول، إن مكان السنوار بجانب القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، في إشارة إلى مزاعمه باغتيال الضيف في خان يونس قبل أكثر من أسبوعين.

فلسطينيًا، أكدت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، على ثقتها بقدرة حرمة حماس وكوادرها وأعضائها على مواجهة التحديات والتمسك بنهج الكفاح، وذلك عقب اختيار السنوار.

ومن جانبها، أشادت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان، باختيار السنوار، مؤكدة "ثقتها في قدرة حماس على تجاوز المحنة والمصاب الجلل المتمثل في استشهاد هنية، ومواصلة مسيرته ومسيرة كل الشهداء القادة".

ورأى أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" جبريل الرجوب قرار اختيار السنوار رد منطقي ومتوقع على اغتيال الشهيد إسماعيل هنية، لافتًا إلى أنه  "رجل واقعي ومنطقي وهكذا عرفته في الأسر وخارجه".

أمريكا بدورها حثت السنوار أن يقرر بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة مع إسرائيل، واصفة إياه بـ"صانع القرار الرئيسي" فيما يتعلق بإبرام اتفاق وقف إطلاق النار" في غزة.

وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن على السنوار أن يقرر ما إذا كان سيمضي قدمًا في مفاوضات وقف إطلاق النار الذي سيساعد بشكل واضح العديد من الفلسطينيين المحتاجين بشدة لوقف الحرب.

ويأتي اختيار السنوار الذي يرأس الحركة في قطاع غزة، منذ عام 2017، رئيسًا للمكتب لحركة حماس، بعد أسبوع من استشهاد سلفه إسماعيل هنية، إثر غارة إسرائيلية على مقر إقامته بالعاصمة الإيرانية طهران.

وبالرغم من النفي الإسرائيلي المتكرر لأي مسؤولية تتعلق باغتيال هنية، إلا أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أشار لمسؤوليته عن ذلك، يوم الحادثة، قائلًا:"في الأيام القليلة الماضية وجهنا ضربة ساحقة لكل منهم".

وتسعى دولة الاحتلال من خلال استهداف قادة المقاومة الفلسطينية في الخارج إلى تقديم نصرًا زائفًا إلى شعبها، في ظل فشلها على حسم معركتها في قطاع غزة، المتواصلة منذ نحو 10 أشهر، وفرض نظريتها للردع رغم الدعم العسكري والاستخباري والسياسي والمالي الأميركي الواسع.

ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، يُشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربًا مدمرة على قطاع غزة، خلفت ما يزيد عن 131.322 ألفًا بين قتيل وجريح، ولايشمل ذلك نحو 10 آلاف شخصًا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.