قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن أوكرانيا نفذت توغلا مدرعا في منطقة كورسك الروسية، والتي تتمتع بدفاع خفيف في خطوة مفاجئة في وقت مبكر من أمس الثلاثاء، وتسببت في حالة من الذعر بين المدنيين وأجبرت موسكو على إرسال قوات إضافية.

وذكرت الصحيفة الأمريكية، أن روسيا أخلت قرى قريبة من الحدود مع تقدم مئات من القوات الأوكرانية في مركبات مدرعة سريعة الحركة، وذلك وفقا لمسؤولين روس.

ونشرت روسيا وحدات من الجيش وحرس الحدود وطائرات حربية لمواجهة الوحدات الأوكرانية، وقالت موسكو إنها أوقفت القوات الأوكرانية، فيما قال مدونون حرب روس مقربون من الجيش الروسي إن أوكرانيا استولت على عدة قرى وتقدمت عدة أميال في اتجاهين.

وأوضحت /وول ستريت جورنال/ أن المسئولين الأوكرانيين لم يعلقوا على الأحداث، لكن المحللين قالوا إن هذه الخطوة تبدو وكأنها توغل أكثر خطورة من الغارات السابقة عبر الحدود في مناطق أخرى، والتي نفذتها قوات خاصة مسلحة بأسلحة خفيفة وانسحبت بعد بضعة أيام.

وقال رسلان بوخوف، مدير مركز كاست للأبحاث الدفاعية ومقره موسكو: "من الواضح أن هذا شيء جديد تماما".

وأوضح مسؤولون روس إن القوات الأوكرانية يبلغ عددها عدة مئات من الجنود الذين يستخدمون مركبات قتالية مدرعة من طراز سترايكر ودبابات غربية الصنع مدعومة بطائرات بدون طيار وأنظمة دفاع جوي ومعدات حرب إلكترونية. وأضاف بوخوف: "هذه عملية عسكرية واسعة النطاق".

من جانبه، قال نيك رينولدز، زميل باحث في الحرب البرية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن: "ليس من الممكن لأوكرانيا أن تفتح جبهة ثانية.. إنهم بحاجة إلى تحقيق الاستقرار في خط المواجهة في دونباس".

ومع ذلك، يبدو أن سرعة وفجائية العملية الأوكرانية فاجأت القوات الروسية.

وأفاد القائد العسكري الروسي، الجنرال فاليري جيراسيموف، عبر رابط فيديو، بأن ألف جندي أوكراني عبروا الحدود في الساعات الأولى من صباح /الثلاثاء/.. وقال إن القوات الروسية استخدمت الغارات الجوية والصواريخ والمدفعية لوقفهم.

وبينما قلل مسؤولون روس كبار من حجم التقدم الأوكراني، قال مدونون حربيون روس ومتطوعين مقربون من الجيش إن قوات كييف اجتاحت منطقة تخضع لحراسة خفيفة وكانت دفاعاتها غير مهيأة وقوات ضعيفة.

وتناقضوا مع الخط الروسي الرسمي القائل بأن التقدم قد توقف، قائلين إن أوكرانيا ترسل احتياطيات لمواصلة هجومها بينما ستواجه روسيا صعوبة في جلب قوات إضافية من أماكن بعيدة.

وذكرت الصحيفة أنه في غضون ذلك، سارعت السلطات الروسية في منطقة كورسك إلى دعم آلاف الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من المنطقة الحدودية في السيارات والحافلات. 

وقال وزير حكومي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه سيتم تخصيص ما يعادل 200 مليون دولار لهذه الجهود، تم إرسال الأطباء من موسكو ومدن أخرى للمساعدة، وتم إلغاء جميع الأحداث الكبرى في المنطقة.