الخميس 8 اغسطس 2024

الوكالة الدولية للطاقة تتوقع نمو استهلاك العالم من الكهرباء بسبب الحر الشديد

مركز المعلومات

أخبار8-8-2024 | 10:48

دار الهلال

ذكرت الوكالة الدولية للطاقة ، أنه من المتوقع أن يزداد الاستهلاك العالمي من الكهرباء خلال العامين 2024-2025 بأسرع وتيرة منذ سنوات، مدفوعًا بموجات حر شديدة واستمرار تزايد الاعتماد على الكهرباء في جميع أنحاء العالم.

جاء ذلك خلال رصد واستعراض مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء التقرير الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة (IEA)، حول توقعات استهلاك العالم من الكهرباء خلال عامي 2024 و2025.

وأوضح التقرير أن النمو المتوقع لاستهلاك الكهرباء بنسبة 4% لعام 2024 هو الأعلى منذ عام 2007، باستثناء الانتعاش الحاد في عام 2010 بعد الأزمة المالية العالمية، وفي عام 2021 بعد انهيار الطلب الناجم عن "كوفيد- 19". ويُعزى النمو إلى الطلب القوي على الكهرباء في مناطق ودول متعددة، وخاصة في الصين والهند والولايات المتحدة الأمريكية، ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في الطلب في عام 2025، مع نمو بنسبة 4% أيضًا.

وأشار التقرير إلى أنه من المتوقع أن يزيد الطلب على الكهرباء في الصين بنسبة 6.5% في عام 2024، وهو ما يشبه متوسط معدل نموه بين عامي 2016 و2019. ويمثل هذا النمو السنوي القوي تباطؤًا متواضعًا من 7% في عام 2023 وسط إعادة الهيكلة الجارية للاقتصاد الصيني.

ومن المتوقع أيضًا أن يكون استهلاك الكهرباء في عامي 2024 و2025 مدفوعًا بالنشاط القوي في صناعات الخدمات والقطاعات الصناعية المختلفة، بما في ذلك الارتفاع السريع في إنتاج الطاقة الشمسية الكهروضوئية والمركبات الكهربائية والبطاريات، والمعالجة المكثفة للكهرباء للمواد ذات الصلة. كما أن التوسع المستمر في شبكات الجيل الخامس ومراكز البيانات، بالإضافة إلى الإقبال القوي على المركبات الكهربائية في السوق المحلية من العوامل المساهمة أيضًا.

وأضاف التقرير أنه من المتوقع أن تسجل الهند أسرع نموًا في العالم، حيث سينمو استهلاك الكهرباء بنسبة 8% في عام 2024، وهو ما يطابق النمو السريع الذي شهدته في عام 2023. ويدعم ذلك نمو الناتج المحلي الإجمالي القوي وزيادة الطلب على التبريد بسبب موجات الحر الطويلة والشديدة. وفي النصف الأول من عام 2024، واجهت البلاد موجات حر مدتها قياسية، مع وصول ذروة الأحمال إلى مستوى مرتفع جديد ووضع ضغوطًا استثنائية على أنظمة الطاقة. وبافتراض العودة إلى الظروف الجوية المتوسطة، تتوقع الوكالة الدولية للطاقة أن يتباطأ نمو الطلب على الكهرباء في الهند بشكل معتدل إلى 6.8% في عام 2025.

وبالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، فمن المتوقع أن ينتعش الطلب على الكهرباء بشكل كبير في عام 2024، بزيادة قدرها 3% على أساس سنوي، ويرجع معدل النمو الأقوى جزئيًّا إلى انخفاض الطلب في العام الماضي بنسبة 1.6% وسط طقس معتدل. ويتعزز استهلاك الكهرباء بفضل التوقعات الاقتصادية المحسنة بالإضافة إلى الطلب المتزايد على تكييف الهواء وسط موجات الحر الشديدة والزيادة الكبيرة في توسعات مراكز البيانات. ومن المتوقع أن يرتفع الطلب بنسبة 1.9% في عام 2025.

وأشار التقرير إلى أن العديد من المناطق عانت من موجات حر شديدة في النصف الأول من عام 2024، مما أدى إلى زيادة الطلب على الكهرباء وإجهاد شبكات الطاقة، حيث كان شهر مايو 2024 هو الشهر الأكثر سخونة منذ بدء تسجيل درجات الحرارة العالمية والشهر الثاني عشر على التوالي من درجات الحرارة المرتفعة القياسية، ولفت التقرير إلى أن الهند والمكسيك وباكستان والولايات المتحدة الأمريكية وفيتنام والعديد من البلدان الأخرى شهدت موجات حر شديدة مما أدى إلى زيادة الأحمال القصوى بسبب الحاجة المتزايدة للتبريد.

وأفاد التقرير أنه مع بدء المزيد من الأسر في شراء مكيفات الهواء، سينمو التأثير بشكل كبير، خاصة في الاقتصادات الناشئة -نظرًا لأن نسبة الأسر التي لديها مكيفات هواء حاليًّا أقل بكثير، مقارنة بالاقتصادات المتقدمة ذات الظروف المناخية المماثلة-، كما سيكون تطبيق معايير كفاءة أعلى لتكييف الهواء أمرًا بالغ الأهمية للتخفيف من تأثير زيادة الطلب على التبريد على أنظمة الطاقة.

وذكر أنه على الرغم من الارتفاع الحاد في استخدام الكهرباء، فمن المتوقع أن تلبي الطاقة الشمسية الكهروضوئية وحدها ما يقرب من نصف النمو في الطلب العالمي على الكهرباء حتى عام 2025. وإلى جانب توليد طاقة الرياح، ستشكل الطاقة الشمسية الكهروضوئية ما يقرب من 75% من الزيادة.

وأضاف التقرير أنه من المتوقع أن يتجاوز توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح على مستوى العالم توليد الكهرباء من الطاقة الكهرومائية في عام 2024. ويأتي هذا بعد زيادة هائلة بنسبة 33% على أساس سنوي في توليد الطاقة الشمسية الكهروضوئية على مستوى العالم ونمو مستدام في توليد طاقة الرياح بنسبة 10%. ومن المقرر أن يحقق التحول العالمي في مجال الطاقة إنجازًا مهمًا آخر بحلول عام 2025، حيث من المتوقع أن يتجاوز إجمالي توليد الطاقة المتجددة إنتاج الكهرباء من الفحم. فضلًا عن ارتفاع حصة الطاقة المتجددة في إمدادات الكهرباء العالمية إلى 30% في عام 2023 ومن المتوقع أن ترتفع أكثر إلى 35% في عام 2025.

وفي سياق متصل، فمن المتوقع أن يصل توليد الطاقة النووية العالمي إلى مستوى مرتفع جديد في عام 2025، متجاوزًا رقمه القياسي السابق في عام 2021. ومن المتوقع أيضًا أن يرتفع توليد الطاقة النووية عالميًّا بنسبة 1.6% في عام 2024، وبنسبة 3.5% في عام 2025. ويدعم هذا النمو زيادة مطردة في إنتاج أسطول الطاقة النووية الفرنسي مع اكتمال أعمال الصيانة، وإعادة تشغيل المفاعلات في اليابان، ودخول مفاعلات جديدة إلى الخدمة في أسواق مختلفة، بما في ذلك الصين والهند وكوريا وأوروبا.

وأوضح التقرير في ختامه أنه من المتوقع أن تظل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية من توليد الكهرباء مستقرة على نطاق واسع حتى عام 2025. ومن المتوقع أن يتبع الزيادة الطفيفة في انبعاثات قطاع الطاقة في عام 2024 انخفاض بنسبة أقل من 1% في عام 2025. وسيحدث هذا بسبب انخفاض متواضع في إنتاج الفحم بسبب التوسع الإضافي في مصادر الطاقة النظيفة والانخفاض المستمر في توليد النفط.

وفي حين أن الظروف الجوية القاسية -مثل موجات الحر والجفاف-، فضلًا عن الصدمات الاقتصادية أو التغييرات في السياسات الحكومية، يمكن أن تتسبب في ارتفاع في الانبعاثات في السنوات الفردية، فإن الاتجاه الهيكلي لمصادر الطاقة النظيفة التي تقيد الوقود الأحفوري سيظل قويًّا.