الأحد 11 اغسطس 2024

أساطير عبر التاريخ| «فايثون» المتهور.. تحدى القوى الطبيعية

أسطورة فايثون

ثقافة9-8-2024 | 08:35

أبانوب أنور

تمثل الأساطير التاريخية جزءًا هامًا من التراث الثقافي للشعوب، حيث تروي قصصًا غالبًا ما تكون مليئة بالعجائب والأحداث الخارقة التي تمزج بين الحقائق التاريخية والعناصر الخرافية والروحانية، وهذه الأساطير قد تكون مأخوذة من أحداث حقيقية قديمة، وقد تمتد لتشمل الشخصيات الأسطورية والأحداث الخيالية التي تتناول الأمور الإلهية، أو تصور الكون، وتشرح منهج حياة قديمة.

يُعد فايثون، في الأساطير اليونانية، هو شخصية مأساوية تحمل قصة تحذيرية عن التحدي المتهور للقوى الطبيعية. كان فايثون ابن إله الشمس هيليوس وواحدة من الأوقيانوسيات.

اشتهر فايثون بجماله وشعره الذهبي، لكنه كان يعاني من شكوك حول نسبه الإلهي. قرر أن يطلب من والده إثباتًا على ذلك، فطلب أن يقود عربة الشمس ليوم واحد.

رغم تحذيرات هيليوس من خطورة هذه المهمة، أصر فايثون على طلبه. عند قيادته للعربة، فقد السيطرة على الأحصنة النارية التي تجرها، مما تسبب في اضطراب شديد في السماء. اقتربت الأرض من الشمس لدرجة أن الأنهار جفت والأرض تحولت إلى صحراء. صرخ البشر من الحرارة الشديدة، وتوسلوا إلى زيوس، ملك الآلهة، لإنقاذهم.

أطلق زيوس صاعقة على فايثون، مما أسقطه من السماء وسقط في نهر إريدانوس. تحولت حوريات النهر إلى حمائم وحاولن إنقاذه، لكنه غرق.

تعتبر أسطورة فايثون قصة تحذيرية عن التحدي المتهور للقوى الطبيعية: تظهر القصة خطورة التطلع إلى ما يتجاوز قدرات الإنسان. فشل فايثون في قبول حقيقة أنه ليس لديه القدرة على التحكم في قوى الطبيعة، ودفعه الغرور إلى طلب المستحيل، مما أدى إلى تدمير كبير.

تعتبر أسطورة فايثون من الأساطير اليونانية الكلاسيكية التي استوحى منها العديد من الفنانين والكتاب على مر العصور. تم تصويرها في العديد من الأعمال الفنية والأدبية، وتظل قصة تحذيرية للأجيال.