الإثنين 12 اغسطس 2024

ضمن ملتقى "أهل مصر".. فتيات المحافظات الحدودية في جولة متحفية بالإسكندرية

جانب من الجولة

ثقافة9-8-2024 | 13:17

أبانوب أنور

تتوالى فعاليات الملتقى الثقافي السابع عشر لفنون وثقافة المرأة والفتاة بمشروع "أهل مصر" المقام بمحافظة الإسكندرية، برعاية د. أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد عبد الحافظ، نائب رئيس الهيئة تحت شعار "يهمنا الإنسان"، حتى 14 أغسطس الحالي.

وشهد اليوم الثالث للملتقى الثقافي، جولة متحفية، استكمل خلالها الفتيات التعرف على تاريخ عروس البحر المتوسط.

زيارة متحف الإسكندرية القومي

بدأت الفعاليات بزيارة إلى متحف الإسكندرية القومي، وهناك تعرف الفتيات على مقتنيات المتحف برفقة مفتشي آثار المتحف، التي تناولت تفصيليا تاريخ البناء.

وأشارت الشروح المقدمة للفتيات أن المتحف كان قصرا لصاحبه أسعد باسيلي وتم تصميمه على الطراز الإيطالي، وفي عام 1954 تم بيع القصر للسفارة الأمريكية، واشتراه المجلس الأعلى للآثار، ليتم تحويله إلى متحف قومي.

ويضم مقتنيات المتحف أكثر من 1330 قطعة أثرية، ويتكون من ثلاثة طوابق وهم الطابق الأرضي وهو خاص بالآثار المصرية، وكان مخصصا للخدم، والطابق الأول ويضم القسم اليوماني- الروماني، أما الثالث فيضم القسمين القبطي والإسلامي.

وتعرف الفتيات على قسم الآثار المصرية الذي يضم مجموعة من المقتنيات الخاصة بفترة الأسرات أو فترة التاريخ المصري ومن أهمها: مائدة القرابين المصنوعة من الألباستر، مجموعة من تماثيل الخدم من الحجر الجيري الملون والتي كانت تصاحب الأثاث الجنائزي للمتوفي، بغرض خدمة صاحب المقبرة في العالم الآخر، مراكب خشبية من سقارة، تماثيل الرؤوس البديلة، اللوحات التي سجّل عليها الملوك الأحداث التاريخية الخاصة بكل العصور، بالإضافة إلى عدد من الأواني الفخارية، ولوحات من الحجر الجيري الملون، تماثيل لأشهر الملوك ومنهم تحتمس الثالث، رمسيس الثاني، المعبودة سخمت، أمون، الرجل الجالس المصنوع من الجرانيت ويعود الدول الوسطى، وتمثال الكاتب، رأس الملكة حتشبسوت المصنوع من الحجر الجيري الملون، تاج عمود حتحوري، ورأس الملك اخناتون المصنوع من الحجر الرملي.

ومن داخل المقبرة تعرف الفتيات على أسرار التحنيط، كما شاهدن تمثال المعبود أنوبيس المتخذ شكل حيوان ابن آوي والذي كان يضعه المصري القديم في مقدمة المقبرة بجانب التمائم الموجودة مع جثة المتوفي لحفظه من الأرواح الشريرة.

وفي القسم اليوناني الروماني تعرف الفتيات على أهم التماثيل الموجودة ومنها تمثال المعبود سيرابيس المصنوع من الرخام، أزوريس، فينوس معبود الجمال، بالإضافة إلى بعض المنحوتات العلمية التي تشمل نماذج كانت تقدم إلى طلاب كلية الطب للتعرف على طريقة تشريح جسم الإنسان، وبعض الأواني الفخارية المستخدمة في الحياة اليومية والأخرى الخاصة بالدفن، المسارج المستخدمة في الإنارة، وأكاليل الغار المذهبة.

أما في قسم الآثار القبطية والإسلامية شملت الجولة معرفة تاريخ قطع بعض الملابس الخاصة بالكهنة، وأحزمة مصنوعة من الكتان والصوف مزينة بزخارف نباتية وحيوانية، قنينات أبو مينا، هذا بالإضافة إلى عدد من اللوحات الخاصة بالسيدة العذراء، وعدد من الأواني الخاصة بتخزين الحبوب، والعملات والدروع المعدنية والسيوف، بجانب قطع من الزجاج والكريستال لحفظ الزيوت والعطور.

جولة بالمتحف اليوناني الروماني

وتواصلت فعاليات الجولة بزيارة إلى المتحف اليوناني الروماني، وسرد أثريو المتحف الخلفية التاريخية للمتحف الذي تم تأسيسه عام 1892 وافتتح رسميا عام 1895، ثم أعيد ترميمه في عام 2005، وتم افتتاحه للزوار العام الماضي.

ويعد المتحف أقدم مبنى في مصر يصمم معماريا بغرض حفظ وعرض الآثار، ويضم  27 قاعة عرض لعدد 6000 قطعة أثرية تبرز جوانب حضارة مصر في العصرين اليوناني والروماني.

وخلال الجولة استمع الفتيات لشروح عن تاريخ مدينة الإسكندرية، بجانب تفقد الشواهد التي تدل على الحياة اليومية ومنها الأواني الفخارية، بالإضافة إلى التماثيل التي تشبه الموجودة في مصر القديمة ومنها تمثالي بطلميوس الرابع والثاني عشر، وتمثال كليوباترا السابعة، والتماثيل التي وجدت في مقابر الملوك بالإسكندرية والأخرى المصنوعة من البازلت الأسود المائل إلى البني.

كما اشتملت الزيارة التعرف على القاعات الموجودة بالمتحف بجانب تفقد التماثيل بقسم الحياة اليومية ومنها: تمثال عجل أبيس، تمثال البطل هرقل، تماثيل معبد الرأس السوداء، وتمثال إيزيس وتماثيل التناجرا الشهيرة التي تعكس الحياة اليومية عند نساء الثغر، وجدارية "الساقية" التي تمثل الحياة الزراعية، وعثر عليها بمقبرة في الورديان غرب الإسكندرية، و"العمود التذكاري" الذي أقيم على شرف الأمبراطور أغسطس بمناسبة تطهير ترعة "شيديا" التي كانت تساعده في الزراعة.

واختتمت الزيارة التي شهدتها د. دينا هويدي مدير عام الإدارة العامة لثقافة المرأة، بجولة لالتقاط الصور التذكارية داخل القصر برفقة منى نبيل، وكيل الأثريين، والتي قامت بتعريفهن على تاريخ بعض الأباطرة الرومان، ولوحة "فسيفساء الميدوزا" التي تم اكتشافها بمنطقة سينما ديانا بمحطة الرمل بالإسكندرية.

فعاليات الملتقى تقيمها الإدارة العامة لثقافة المرأة، ضمن برامج الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د. حنان موسى رئيس اللجنة التنفيذية لمشروع أهل مصر، وبالتعاون مع إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي برئاسة أحمد درويش وفرع ثقافة الإسكندرية برئاسة عزت عطوان.

ويستضيف الملتقى 120 سيدة وفتاة من المحافظات الحدودية شمال وجنوب سيناء، أسوان البحر الأحمر "الشلاتين وأبو رماد وحلايب"، الوادي الجديد، مطروح بالإضافة إلى عدد من الفتيات من محافظة القاهرة، وجمعية "أصداء" للصم والبكم.

ويشهد الملتقى طوال فترة إقامته عدة لقاءات توعوية وتثقيفية حول عدد من القضايا المتنوعة، بالإضافة إلى الورش والعروض الفنية، فقرات اكتشاف المواهب، والأنشطة التفاعلية، وورش الحكي، والزيارات الميدانية لأشهر الأماكن السياحية والأثرية بالثغر، بجانب زيارة إلى مدينة العلمين الجديدة.

مشروع "أهل مصر" أحد أهم مشروعات وزارة الثقافة المقدمة لأبناء المحافظات الحدودية "المرأة والشباب والأطفال" وينفذ ضمن البرنامج الرئاسي، الذي يهدف لتشكيل الوعي، وتعزيز قيم الانتماء والولاء للوطن، ورعاية الموهوبين، وتحقيق العدالة الثقافية.