الإثنين 12 اغسطس 2024

تأثير حدوث الخسوف القمري .. ألواح بابلية توضح

أحد الألواح المسمارية المترجمة حديثا

ثقافة12-8-2024 | 08:44

إسلام علي

نجح علماء الآثار في فك رموز ألواح مسمارية تعود تاريخها إلى حوالي 4000 عام، والتي تم اكتشافها في العراق قبل أكثر من مئة عام، تصف هذه الألواح كيف أن بعض خسوفات القمر كانت تعتبر نذيرا للموت والدمار والأوبئة وذلك على عكس تفسيرنا له اليوم.

وقال أندرو جورج، أستاذ اللغة البابلية في جامعة لندن، وجونكو تانيجوتشي، وفقا لورقة بحثية نشرت مؤخرا في مجلة "دراسات الكتابة المسمارية"  "تمثل الألواح الطينية الأربعة أقدم الأمثلة على مجموعات علامات خسوف القمر التي تم اكتشافها حتى الآن".

ووفقا لما ذكرته مجلة "Live sceince"، استخدم مؤلفو الألواح وقت الليل وحركة الظلال وتاريخ ومدة الكسوف لتقديم تنبؤات حول معنى الخسوف، على سبيل المثال، تشير ترجمة إحدى هذه اللوحات إلى أنه "إذا اختفى الكسوف من مركزه فجأة ثم اعاد الظهور مرة أخرى : فسوف يموت ملك، وسوف تهلك عيلام"، حيث كانت عيلام منطقة تقع في ما يعرف الآن بإيران.

 وتقول إحدى الترجمات الأخرى لهذه اللوحات: "إذا بدأ الكسوف في الجنوب ثم انقشع: فسوف تهلك سوبارتو وأكاد"، وهما منطقتان في بلاد ما بين النهرين في ذلك الوقت، وتضيف ثالثة: "الكسوف في ساعة المساء: يدل على الطاعون"، من المحتمل أن يكون المنجمون القدماء قد اعتمدوا على تجارب سابقة لتحديد دلالات الكسوفات.

في بابل وأجزاء أخرى من بلاد ما بين النهرين، كان هناك اعتقاد قوي بأن الأحداث السماوية يمكن أن تنبئ بالمستقبل، لم يعتمد الملوك في بلاد ما بين النهرين القديمة على علامات الكسوف وحدها للتنبؤ بالمستقبل، إذ كتب أحد المطلعين على الآثار القديمة جورج وتانيجوتشي: 
"إذا كانت التنبؤات المرتبطة بعلامة معينة تشكل تهديدا، مثل "سوف يموت الملك"، يتم إجراء تحقيق عبر فحص أحشاء الحيوانات لتحديد ما إذا كان الملك في خطر حقيقي أم لا"، وإذا أظهرت أحشاء الحيوانات وجود خطر، كان الناس يعتقدون أن أداء طقوس معينة يمكن أن يغير المستقبل السيئ المتوقع ويواجه قوى الشر التي تقف وراءه.