تحدثت إحدى الطالبات وتدعى جيونج يون والتي تعيش في ولاية لويزيانا والتي تقع في المنطقة الجنوبية في الولايات المتحدة، بأنها قادرة على إنتاج الكهرباء بشكل مستدام عن طريق ضوضاء وضجيج الملاعب الرياضية.

 

استهلهت تلك الطالبة والتي تبلغ من العمر 17 عاما، الفكرة من فيلم كرتوني قديم يسمى "شركة المرعبين المحدودة"، والذي صدر عام 2001، حيث رأت في إحدى مشاهد ذلك الفيلم كيفية توليد الطاقة من صراخ الأطفال.

 

وتقول جيونج يون بأنها تفكر في كيفية تسخير الطاقة الصوتية لكي يكون حل مستجدام لتلبية احتياجات العالم من الطاقة وتقليل الإعتماد على الوقود الأحفوري، وبفضل تلك الفكرة الإبداعية وصلت الطالبة إلى نهائيات معرض ريجينيرون الدولي للعلوم والهندسة لهذا العام، أكبر مسابقة علمية لطلاب المدارس الثانوية على مستوى العالم.

 

ونقلا عن مجلة سميثسونيان يتم توليد أكثر من 60 بالمئة من الكهرباء على مستوى العالم من الوقود الأحفوري، لذلك يبقى العالم حتى وقتنا هذا يعتمد على مصادر الطاقة غير المتجددة، وإذا انتقلنا إلى تقرير أصدرته الرابطة النووية العالمية، فإن قطاع الطاقة يتسبب بأكثر من 40 بالمئة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

 

استلهمت الطالبة جيونج يون فكرة تحويل الطاقة الصوتية للإنسان إلى طاقة كهربائية عن طريق ملاحظة الحرارة التي تتولد من خلال السماد التي تزرعه والدتها في الحديقة، إذ بها تندفع نحو معرفة كيفية تحويل هذه الطاقة الحرارية إلى طاقة قابلة للاستخدام، وبعدها بأشهر قليلة، انصب تركيزها على استغلال الطاقة من الضوضاء في الملاعب الرياضية باستخدام التأثير الكهرضغطي.

 

تنتج بعض المواد في البيئة كميات كبيرة من الطاقة الميكانيكية على شكل اهتزازات، وهذه الطاقة غالبًا ما تضيع إذا لم يتم استغلالها،  لكن باستخدام التأثير الكهرضغطي، يمكن تحويل هذه الطاقة الحركية إلى طاقة كهربائية، فعلى سبيل المثال، تم تركيب حصيرة كهرضغطية في محطة قطارات شيبويا في طوكيو بين عامي 2008 و2009، تولد الكهرباء عند كل خطوة على الحصيرة، مع مرور ملايين الأشخاص يوميا.

 

اختارت جيونج بناء نموذج ملعب كرة سلة بشكل مصغر بمواد بسيطة كالبلاستيك، وأجرت تجاربها باستخدام تسجيلات صوتية لضوضاء الجماهير، أظهرت تجاربها أن تصميماتها المتخصصة لمولدات الطاقة الكهرضغطية تزيد من كفاءة التقاط الطاقة مقارنة بالأجهزة الكهرضغطية التقليدية.

 

ورغم العقبات التي واجهتها، مثل المواد منخفضة الجودة، إلا أن التجارب أثبتت إمكانيات واعدة في توليد الكهرباء من ضوضاء الملاعب، وتعتقد جيونج يون أن مع تحسين المواد والتصميم، يمكن لهذه التقنية أن تسهم بشكل كبير في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، مما يساهم في معالجة التغير المناخي.

 

وتختم بقولها: "على الرغم من أن هذه التكنولوجيا ليست قابلة للتطبيق بشكل كامل بعد، إلا أن المزيد من البحث والتطوير يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة في إنتاج الطاقة المستدامة".