أعلن متحدث باسم الحكومة البريطانية أنها ستظل في حالة تأهب قصوى عقب الاضطرابات العنيفة التي شهدتها أجزاء من البلاد خلال الأسبوعين الماضيين.

وقال المتحدث باسم "داونينج ستريت" - حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) اليوم الإثنين- "نرحب بانخفاض حدة الاضطرابات خلال عطلة نهاية هذا الأسبوع، لكننا بالتأكيد لن نتقاعس وسنظل في حالة تأهب قصوى"، مضيفا أن الحكومة تدرك أن مهمتها لن تنتهي حتى يشعر المواطنون بالأمان في مجتمعاتهم.

وأشاد بالجهود التي قام بها رجال الشرطة والادعاء العام، وسرعة استجابة الجهاز القضائي؛ حيث تم القبض خلال أيام على المجرمين المتورطين في تلك الاضطرابات وتوجيه تهم إليهم ومحاكمتهم وسجنهم.

تجدر الإشارة إلى أن أعمال الشغب والاضطرابات اندلعت في عدة مدن وبلدات في إنجلترا وأيرلندا الشمالية أثناء احتجاجات لليمين المتطرف عقب انتشار معلومات مضللة عبر الإنترنت تفيد بأن مرتكب حادث طعن بسكين في مدينة "ساوثبورت"، الذي أودى بحياة ثلاث فتيات صغيرات، لاجئ مسلم. 

وخلال أعمال العنف التي وقعت، تم استهداف مساجد ومحال تجارية وفنادق تؤوي طالبي لجوء، كما أصيب عدد من رجال الشرطة. وألقت الشرطة البريطانية القبض على نحو 800 شخص على صلة بأعمال الشغب والاضطرابات العنيفة.

أفادت وكالة رويترز للأنباء، أن  الشرطة البريطانية ألقت القبض على رجل طعن شخصين في ساحة ليستر بوسط لندن، وفقا لما أوردته قناة القاهرة الإخبارية في نبأ عاجل منذ قليل.

وفي سياق آخر،  أظهرت بيانات رسمية بريطانية اليوم الاثنين، وصول أكثر من 700 مهاجر إلى المملكة المتحدة خلال يوم واحد، وهو أعلى رقم مسجل منذ وصول الحكومة العمالية إلى سدة الحكم.

وأوضحت وزارة الداخلية البريطانية - حسبما ذكرت قناة (سكاي نيوز) البريطانية - أن أكثر من 700 مهاجر وصلوا إلى المملكة المتحدة بعد عبورهم القناة الإنجليزية (بحر المانش) أمس الأحد على متن 11 قاربا بمتوسط 64 مهاجرًا لكل قارب، مشيرة إلى أن إجمالي عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى بريطانيا خلال العام الحالي بلغ حتى الآن 18 ألفا و342 شخصا؛ ما يمثل زيادة بنسبة 13% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وكان أعلى عدد من المهاجرين الوافدين إلى بريطانيا قد تم تسجيله خلال هذا العام في 18 من يونيو الماضي والذي بلغ 882 مهاجرًا، يليه وصول 711 مهاجرًا في الأول من مايو الماضي، وقد تم تسجيل كلتا الحصيلتين قبل الانتخابات التشريعية في الرابع من يوليو الماضي وتولي حكومة حزب العمال مقاليد السلطة.

كان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر قد وعد بالقضاء على عصابات تهريب المهاجرين عبر إنشاء قيادة أمن حدودية جديدة لمجابهة تلك العصابات، وسيتم منح ضباطها سلطات جديدة تسمح لهم بتنفيذ عمليات بحث وتوقيف عبر الحدود وإجراء تحقيقات مالية وإصدار أوامر تفيتش ومصادرة للقضاء على جريمة الهجرة غير القانونية.

كما أعلن ستارمر، بعد توليه رئاسة الحكومة البريطانية، تمويلا بقيمة 84 مليون جنيه استرليني لدول في إفريقيا والشرق الأوسط، في مسعى للتعامل مع أزمة الهجرة من المنبع حيث سيتم توجيه الأموال إلى مبادرات خاصة بالصحة والتعليم والدعم الإنساني لمعالجة الأسباب التي تدفع الأشخاص إلى مغادرة أوطانهم.