أ ش أ

وصف سفير ألمانيا بالقاهرة يوليوس جيورج لوى، الخطوات التى تبنتها الحكومة المصرية للإصلاح الاقتصادى بالجريئة، لافتًا إلى أنها تعاملت معها بشكل جيد لأن هذه الخطوات كانت مؤجلة من الحكومات السابقة، مقدما التهنئة للحكومة المصرية على هذه الخطوات واتفاقها مع صندوق النقد الدولى.

وقال السفير الألمانى- فى مؤتمر صحفى عقده اليوم الثلاثاء بمقر السفارة الألمانية بالقاهرة- إن برلين ترى أهمية تبنى إصلاحات هيكلية لتحسين فرص التشغيل والقدرة التنافسية للاقتصاد المصري، مشيرًا إلى أن تحرير سعر صرف الجنيه المصرى حقق نتائج إيجابية وانسياب رؤوس الأموال واستعادة الثقة لدى المواطنين فى النظام المصرفى المصرى، والذى انعكس فى إسراعهم بتحويل العملات الصعبة للجنيه المصرى من خلال البنوك المصرية وليس السوق السوداء.

وأفاد بأن الحكومة المصرية تدرك الآثار السلبية لهذه الإصلاحات، ولاسيما ارتفاع معدل التضخم والسلع، وأنها تعمل على التدخل لمواجهة هذه الآثار، مشيرا إلى أن ألمانيا تقدم المساعدات لمصر فى هذا الصدد.

وردًا على سؤال حول الاستثمار الألمانى، أكد لوى اهتمام برلين بالاستثمار فى مصر، وأن الحكومة الألمانية تقدم ضمانات لحماية الاستثمارات، وأنها بانتظار صدور قانون ضمان الاستثمار واللائحة التنفيذية له من أجل تقديم الصورة الكاملة للمستثمرين الألمان الذين يريدون أن يعرفوا كيف يمكن لهم التصرف فى مكاسبهم وتحويلها إلى الخارج.

وقال إن الحكومة الألمانية لا تؤثر على المستثمر الألمانى بالإيجاب أو السلب، وأن قرار الاستثمار فى أى بلد قرار شخصى، ولكن يوجد اهتمام كبير بالاستثمار فى مصر لأنها بلد كبير ذات كثافة سكانية عالية، فضلا عن موقعها الجغرافى المتميز، لافتًا إلى أن الوفد المرافق للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فى زيارتها للقاهرة بعد غد الخميس، سيبحث مع الرئيس السيسى هذا الموضوع وسبل تحسين مناخ الاستثمار فى مصر.

وردًا على سؤال حول الهجرة غير الشرعية، أكد لوى أن هذا الموضوع يتصدر مباحثات الرئيس السيسى والمستشارة ميركل، كما أن هناك اتصالات دائمة بين مصر وألمانيا والاتحاد الأوروبى، فى ضوء الشراكة حول سبل مواجهة هذه المشكلة، موضحا أن حق اللجوء السياسى يكفله الدستور الألمانى.

وأفاد بأن هناك أعدادًا كبيرة من اللاجئين تأتى إلى ألمانيا لأسباب أخرى، ولكن المجتمع الألمانى ليس بمقدوره استيعاب هذه الأعداد كلها، وبالتالى تتواصل برلين مع الدول المصدرة لهؤلاء المهاجرين أو بلدانهم الأصلية والتعاون معها للحيلولة دون قدومهم إلى ألمانيا.

وأضاف أن هناك اتفاقيات ثنائية تُبرم مع هذه الدول، تقدم بموجبها ألمانيا المساعدات لتحسين الظروف المعيشية داخل المجتمعات المصدرة للمهاجرين، مشيرا إلى وجود خلط بين اللجوء السياسى واللجوء الاقتصادي.

وردا على سؤال حول السياحة الألمانية الوافدة لمصر، أوضح لوى أن السائحين الألمان أصبحوا رقم واحد فى قائمة الدول التى تصدر السياحة لمصر، بعد أن كانت تحتل المرتبة الثالثة بعد روسيا وبريطانيا، مؤكدا أن برلين لم تفرض يوما حظرا على الطيران من ألمانيا إلى شرم الشيخ، ولكن أصدرت فقط تعليمات للشركات بعدم نقل الركاب مع الأمتعة على نفس الرحلة، وهو الوضع الذى تغير الآن، وتمت استعادة حركة الطيران حيث تعمل حاليا ثلاثة خطوط لشركات ألمانية.

وأكد أن مصر تمتلك المقومات لجذب السائحين من شواطئ وأماكن سياحة رائعة، مشيرا إلى أنه يشجع على قدوم السائحين الألمان إلى مصر.