الجمعة 17 مايو 2024

باحثون يعثرون على خزان "ميثان" في المحيط الهادي

28-2-2017 | 19:15

تحوم سحابة هائلة من الميثان في منطقة شمال شرق المحيط الهادي بدءًا من ساحل أمريكا الوسطى إلى هاواي.

ويتكون الميثان من بكتريا موجودة في الرواسب القريبة من اليابسة حسبما ذكر باحثون بريطانيون في مجلة "انترناشونال سوسايتي اوف مايكروبيال ايكولوجي" المعنية بعلم البيئة الميكروبية".

وأشار الباحثون إلى أن هذا الميثان يهيم بعد ذلك على مسافة عدة مئات من الكيلومترات في عرض البحر ولا يتحلل سوى ببطء.

والميثان من الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري ويزيد تأثيره السلبي على الغلاف الجوي للأرض نحو 20 مرة عن غاز ثاني أكسيد الكربون.

وهناك كميات كبيرة من هذا الغاز في محيطات الأرض.

ويخشى باحثون من تزايد وصول هذا الميثان من مياه البحار للغلاف الجوي للأرض وأن يتسبب ذلك في تعاظم ظاهرة التغير المناخي.

يوجد الميثان على شكل هيدرات ميثان مترسبة في قاع البحار أو يتجمع في ما يعرف بالشاهقة المائية أو عمود الماء خاصة في المناطق قليلة الأكسجين في البحار.

ويوجد أكبر مخزون من ميثان المحيطات في شرق المناطق المدارية شمال المحيط الهادي حسبما أوضح الباحثون تحت إشراف باناجيوتا ميرسيني شرونوبولو من كلية الملكة ماري في لندن.

وسافر هؤلاء الباحثون بسفينتهم البحثية مرتين من بنما وعلى مدى عدة أسابيع وذلك لدراسة تكون غاز الميثان وانتقاله بشكل أدق.

وفي سبيل ذلك حلل الباحثون عينات من قاع البحر وعينات مياه على عمق يصل إلى 5000 متر.

وأظهرت التحليلات أن الميثان يتكون بفعل البكتريا وخاصة على ارتفاع سنتمترين في الطبقة العليا من ترسبات ما يعرف بالمنحدر القاري ثم يتجمع بالقرب من المنطقة ذات الحد الأدنى من الأكسجين ويحدث ذلك بشكل أقوى على عمق 250 إلى 600 متر.

وأوضح الباحثون أن "راية الميثان" تمتد من ناحية بنما باتجاه المكسيك وتصل إلى أرخبيل هاواي.

وقالت فيليستي شيلي المشاركة في الدراسة: "الجديد في هذه الدراسة هو أن هذه هي المرة الأولى التي تؤخذ فيها عينة من هذا الجزء من المحيط وتحلل باستخدام أجهزة خاصة على متن السفينة البحثية على أساس نسبة الميثان التي فيها" مضيفة: "من المهم أن نفهم بشكل أفضل كيف تكون الميكروبات هذا الغاز الاحتباسي القوي وكيف تستهلكه خاصة في المحيطات التي لا نعرف عنها الكثير حتى الآن".

واكتشف الباحثون مؤخرا 500 عين تفيض بالميثان قبالة الساحل الغربي الأمريكي "ويبدو أن جميع المنطقة الساحلية قبالة واشنطن وأوريجون و كاليفورنيا عبارة عن مصدر هائل للميثان" حسبما أوضح روبرت بالارد، الباحث في علوم البحار، في تشرين أول أكتوبر قبيل مؤتمر عن أعماق البحار في نيويورك.

كما أن هناك مئات من آبار الميثان قبالة الجرف القاري.

ولكن لا يعرف حتى الآن القدر الذي يصل من هذا الميثان إلى الغلاف الجوي.

كما أن الميثان يمكن أن يتسرب إلى الغلاف الجوي أيضا من قيعان البحار التي تذوب كما يحدث على سبيل المثال في المنطقة القطبية الشمالية.

وكان باحثون قد ذهبوا في تقديراتهم إلى أن نحو 17 ميجا طن من الميثان يتسرب سنويا من الجرف البحري شرق سيبيريا إلى الغلاف الجوي للأرض وهي كمية أكثر بكثير مما كان يعتقد حتى الآن. ونشر الباحثون هذه النتائج في دورية "نيتشر جيوساينس".