أكد وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورني، اليوم الخميس، أن وقف إطلاق النار في غزة "ضروري" لتحقيق السلام في المنطقة بما فيها لبنان.
وقال سيجورني، في تصريحات أعقبت اجتماعه مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري: "رسالتنا هي رسالة دعم وتضامن ومسؤولية، وفرنسا سوف تبقى تدعم لبنان من أجل الوصول الى سلام في المنطقة. وما يهمنا قبل أي شيء، هو وقف إطلاق النار في غزة، وهذا هو العنصر الأساسي والضروري الذي لا بد منه إذا أردنا بحث السلام في المنطقة".
وأضاف سيجورني - الذي يزور بيروت حاليًا: "ما يهمنا هو العمل على تخفيف حدة التصعيد، هذه هي الرسالة التي نقلتها إلى السلطات اللبنانية والرسالة نفسها التي سوف أنقلها لبقية الدول في المنطقة، نأمل أن يتم تهدئة الأوضاع في هذه الأوقات الحساسة جداً".
وتابع: "فرنسا تدعم عمل قوات اليونيفل، لقد عملنا ونعمل في إطار محادثات لضمان تجديد ولاية اليونيفيل لمدة 12 شهراً المقبلة، وهذا هو العمل الذي نعمل من أجله في الأمم المتحدة حالياً".
من جانبه، قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، إن تطورات الأوضاع السياسية والميدانية في لبنان والمنطقة على ضوء مواصلة اسرائيل لعدوانها على قطاع غزة ولبنان، إضافة للعلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا والتجديد لقوات "اليونيفل" العاملة في جنوب لبنان لولاية جديدة.
وجدد رئيس مجلس النواب اللبناني التأكيد على "التزام لبنان قواعد الاشتباك وحقه بالدفاع عن النفس بمواجهة العدوانية الإسرائيلية التي لم توفر في إعتداءاتها المدنيين والإعلاميين والمسعفين، ناهيك عن إستخدامها السلاح المحرم دولياً لاسيما القذائف الفوسفورية في المساحات الزراعية والمناطق الحرجية".
وأكد "بري" حرص لبنان على "ضرورة التمديد لمهام قوات الطوارئ الدوليه العاملة في جنوب لبنان لولاية جديدة وفقاً للمشروع الفرنسي ونص القرار الأممي رقم 1701" .
كما بحث زير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب مع وزير الخارجية الفرنسي، التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، مؤكدًا أهمية الكبرى بالنسبة إلى لبنان لانعاكاساته المباشرة على الوضع على حدوده الجنوبية، مشددًا على أنه في حال تعثرت جهود وقف إطلاق النار يجب البحث عن حلول أخرى لوضع حد للعدوان الإسرائيلي.
وعقد الوزيران لقاءً ثنائيًا، تم خلاله عرض الوضع في جنوب لبنان والمساعي الجارية حاليًا للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، ولا سيما المحادثات التي تجري في الدوحة اليوم، بالإضافة إلى مسألة التمديد لليونيفيل. تبع اللقاء الثنائي اجتماع موسع ضم إلى الوزيرين أعضاء الوفد الفرنسي وسفير فرنسا لدى لبنان هيرفيه ماغرو.
وأكد "بو حبيب": "تمسك لبنان بتمديد ولاية اليونيفيل لسنة أخرى، لا أقل، نظرا لأهمية دورها في جنوب لبنان"، وجدد استعداد الحكومة اللبنانية لتعزيز وجود الجيش اللبناني في الجنوب، مناشدًا الدول الأعضاء في مجلس الأمن الموافقة على تمديد ولاية اليونيفيل من دون ادخال أي تعديلات.
وشكر وزير الخارجية اللبناني نظيره الفرنسي، على زيارته "في هذا الوقت الحساس والخطير الذي تمر به المنطقة، باعتبارها رسالة دعم واهتمام فرنسي بلبنان وبتجنّب التصعيد على حدوده الجنوبية".
بدوره، أكد وزير الخارجية الفرنسي أن زيارته "هي رسالة دعم للبنان والتزام فرنسي ثابت بالوقوف الى جانب اللبنانيين في ظرف دقيق وخطير يمرّ به بلدهم". وشدد على أن "وقف اطلاق النار في غزة هو أمر أكثر من أساسي لتفادي التصعيد في المنطقة، لكنه لا يجب أن يكون الشرط الوحيد لتفادي هذا التصعيد"، مشددًا على أن "المساعي والجهود الدبلوماسية يجب أن تتكثف لتهدئة التوترات ومنع اشتعال حرب في المنطقة لا احد يريدها".
وفي لقاء آخر منفصل، مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، جدد وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، تأكيد دعم فرنسا للبنان ووقوفها الى جانبه وثقتها به، وتمنى استمرار عدم التصعيد من الجانب اللبناني، مقدرا ضبط النفس في هذه الفترة الصعبة.
أما "ميقاتي" فشدد على "أهمية دعم التمديد للقوة الدولية في جنوب لبنان لفترة سنة".