الجمعة 16 اغسطس 2024

استشهاد فلسطينية و3 أطفال في غارة للاحتلال على خيمة للنازحين جنوب قطاع غزة

الحرب على غزة

عرب وعالم16-8-2024 | 18:18

دار الهلال

  استشهدت مواطنة فلسطينية وثلاثة أطفال، اليوم الجمعة، في غارة شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على خيمة للنازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس جنوب قطاع غزة.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن مصادر طبية قولها إن "غارة إسرائيلية استهدفت خيمة لنازحين قرب مؤسسة أطباء بلا حدود غرب خان يونس، أسفرت عن استشهاد 4 مواطنين هم سيدة و3 أطفال".

وهذه المنطقة ضمن المناطق التي سبق أن ادعى الاحتلال الإسرائيلي تصنيفها "إنسانية آمنة"، قبل أن يخرجها من هذا التصنيف.

وصباح اليوم الجمعة، قلص الاحتلال الإسرائيلي "المنطقة الإنسانية" في مدينتي خان يونس ودير البلح، حيث طلب من سكان عدة مناطق الإخلاء، إذ شهدت حالة نزوح لمئات المواطنين.

وطالب جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، بإخلاء أحياء جديدة شمال خان يونس وشرق دير البلح، وشملت أوامر الإخلاء المواطنين المتواجدين في بلوكات 89، 36، 125، 127، 126، 2356 في حارات شرق دير البلح، والقرارة، والمواصي، والجلاء، ومدينة حمد، والنصر.

وفي السياق ذاته، ذكرت وسائل إعلام عبرية أن جيش الاحتلال قرر تضييق نطاق "المنطقة الإنسانية" التي حددها سابقا، وطلب من سكان عدة مناطق في جنوب قطاع غزة بالإخلاء.

ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يواجه الفلسطينيون معاناة النزوح، حيث يأمر جيش الاحتلال أهالي مناطق وأحياء سكنية بإخلائها استعدادا لقصفها وتدميرها، في وقت أصبح فيه قطاع غزة يفتقر لأي مكان آمن يلجأ إليه النازحون.

وعلى أقل من خمس مساحة قطاع غزة، يعيش أكثر من 7ر1 مليون مواطن نازح في منطقة المواصي ومحيطها (غرب)، التي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الأساسية نتيجة حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة، بحسب منظمة المساعدة الإنسانية الدولية "أوكسفام".

والمواصي مناطق رملية على امتداد الخط الساحلي، تمتد من جنوب غرب مدينة دير البلح وسط القطاع، مرورا بغرب خان يونس حتى غرب رفح جنوب القطاع.

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، عدوانها على قطاع غزة برا وبحرا وجوا منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 40005 مواطنين فلسطينيين وإصابة 92401 آخرين، فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

وفي الضفة الغربية المحتلة، أصيب طفل فلسطيني بالرصاص الحي والعشرات بالاختناق، اليوم، خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة كفر قدوم الأسبوعية المناهضة للاستيطان، شرق قلقيلية.

وأفادت مصادر محلية بأن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص الحي وقنابل الغاز الصوت والغاز السام، صوب المشاركين في المسيرة، ما أدى لإصابة طفل (14 عاما) بالرصاص في القدم، جرى نقله إلى مستشفى في نابلس، ووصفت إصابته بالمستقرة، والعشرات بالاختناق عولجوا ميدانيا.

وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت القرية ظهر اليوم، وحاصرت مسجد عمر بن الخطاب الذي تنطلق منه المسيرة الأسبوعية، دون أن يبلغ عن اعتقالات.

يذكر أن مسيرة كفر قدوم انطلقت مطلع يوليو 2011 للمطالبة بفتح شارع القرية الذي أغلقه جيش الاحتلال خلال الانتفاضة الثانية عام 2003، ورفضا للمخططات 
الاستيطانية.

ويربط الشارع الذي أغلقه الاحتلال، كفر قدوم مع القرى والبلدات المجاورة، وكان يسهل من وصول المواطنين الى أراضيهم وأماكنهم، وتسبب إغلاقه بإعاقة تحرك المواطنين وأرهقهم ماديا ومعنويا، واضطرهم إلى السير عبر طرق التفافية تلبية لاحتياجاتهم الحياتية.

كما نصبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، حاجزا عسكريا عند مدخل قرية النبي الياس شرق قلقيلية.

وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال نصبت حاجزا عسكريا عند مدخل القرية وأعاقت حركة تنقل المواطنين، حيث أوقفت المركبات ودققت في هويات المواطنين، كما وأطلقت الرصاص قنابل الصوت والرصاص بشكل عشوائي بالمنطقة، دون أن يبلغ عن اعتقالات أو إصابات.

ويتعمد الاحتلال نصب الحواجز على مداخل المدن والبلدات بشكل يومي، بهدف إعاقة حركة المواطنين والتحكم بهم، وعرقلة سعيهم في مواصلة عملهم وحياتهم.

كما شيع أهالي قرية جيت شرق محافظة قلقيلية والقرى المجاورة، اليوم، جثمان الشهيد الشاب رشيد محمود عبد القادر سدة (23 عاما)، حيث انطلقت مراسم تشييع الشهيد من مستشفى رفيديا بنابلس بموكب مركبات، باتجاه منزل عائلة الشهيد في قرية جيت، حيث ألقيت نظرة الوداع الأخيرة عليه.

وكان الشاب سدة قد استشهد، ليلة أمس الخميس، متأثرا بإصابته الحرجة بالرصاص الحي في الصدر، إثر هجوم مجموعة من المستعمرين على القرية.

وأفادت مصادر محلية بأن أكثر من 100 مستعمر، من بينهم مسلحون، هاجموا قرية جيت، وأطلقوا الرصاص صوب المواطنين، ما أدى إلى استشهاد سدة وإصابة آخرين، وحرق 4 منازل و6 مركبات.

وباستشهاد الشاب سدة، يرتفع عدد الشهداء في محافظة قلقيلية في أقل من شهر إلى أربعة شهداء، حيث استشهد كل من جمال أبو هنية، علي أبو بكر، وطارق داوود من مدينة قلقيلية، كما يرتفع عدد الشهداء في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، منذ السابع من أكتوبر إلى 633 شهيدا، بينهم 147 طفلا، بالإضافة إلى نحو 5400 إصابة.

ووفقا لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فقد استشهد 18 مواطنا فلسطينيا، آخرهم الشاب سدة، وأصيب 785 بجروح في اعتداءات المستعمرين، منذ السابع من أكتوبر الماضي.

كما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، بلدة عزون شرق قلقيلية، حيث أفادت مصادر محلية بأن عشرات جنود الاحتلال المشاة، اقتحموا المنطقة الشرقية من البلدة، وداهموا "بركسا" لمواد البناء يعود للمواطن عادل جوهر، بحثا عن تسجيلات لكاميرات المراقبة بالمنطقة.

وأضافت المصادر ذاتها أن جيش الاحتلال احتجز عشرات الشبان وأجرى تحقيقا ميدانيا معهم، قبل الإفراج عنهم.

من جهة أخرى، اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، لدى اقتحامها بلدة بيت ريما، شمال مدينة رام الله، حيث أفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة، وإثر ذلك اندلعت مواجهات أطلقت خلالها قنابل الصوت والغاز السام، صوب الشبان، دون أن يبلغ عن إصابات أو اعتقالات.

ومن ناحية أخرى، اضطرت آخر العائلات الفلسطينية في تجمع "أم الجمال" في الأغوار الشمالية إلى تفكيك مساكنها والرحيل قسرا عن التجمع، تحت وطأة اعتداءات المستعمرين في المنطقة، والتي تجري بحماية وغطاء من قوات الاحتلال الإسرائيلي.

ورحلت 14 عائلة عن تجمع "أم الجمال"، بعد تصاعد اعتداءات المستعمرين على المنطقة، واحتلالهم ينابيع المياه، وإغلاق المراعي واقتحام المساكن وانتهاك حرماتها وترويح الأطفال والنساء والاستيلاء على المركبات والجرارات الزراعية وسرق المواشي، وصولا إلى إقامة بؤرة استيطانية رعوية على مقربة من المساكن داخل التجمع.

وقال مسئول ملف الاستيطان في محافظة طوباس والأغوار الشمالية معتز بشارات، إن آخر العائلات الفلسطينية في التجمع، تركت مساكنها ورحلت إلى مكان آخر أكثر أمنا، بسبب تصاعد انتهاكات المستعمرين ضد السكان، موضحا أن هجرة العائلات قسرا من التجمع بدأت منذ أشهر.

وأضاف بشارات أن عدد من أعضاء "الكنيست" الإسرائيلية ومن ما يسمى "مجلس المستوطنات"، تواجدوا صباح اليوم في البؤرة الاستعمارية بالقرب من التجمع، تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.

ووفقا للتقرير النصفي لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فقد أدت إجراءات الاحتلال الإسرائيلي ومستعمريه إلى تهجير 5 تجمعات بدوية فلسطينية تتكون من 18 عائلة يبلغ عدد أفرادها 118 شخصا، منذ مطلع العام الجاري، يضافوا إلى 24 تجمعا بدويا فلسطينيا تتكون من 266 عائلة تشمل 1517 فردا، تم تهجيرهم من أماكن سكنهم إلى أماكن أخرى بعد السابع من أكتوبر 2023.

والتجمعات الخمسة هي: مطلة ذيب-الجفتلك وعين السخن في محافظة أريحا والأغوار، والنصارية في محافظة نابلس، والفارسية في محافظة طوباس والأغوار الشمالية، ووادي عبيات في محافظة بيت لحم.