الأربعاء 21 اغسطس 2024

تطورات العدوان على غزة.. ترقب لـ جولة مفاوضات بالقاهرة وموجات النزوح تتلاحق بالقطاع

العدوان على غزة

تحقيقات17-8-2024 | 01:29

محمود غانم

تتجه الأنظار إلى جولة المحادثات المرتقبة بالقاهرة على أمل التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين حركة حماس وإسرائيل، وذلك بعد أن قدمت الولايات المتحدة الأمريكية بدعم من مصر وقطر مقترحًا لكلا الطرفين يقلص الفجوات بينهما، في إطار المبادئ التي حددها الرئيس الأمريكي جو بايدن في الـ31 مايو الماضي.

ميدانيًا، نزح مئات الفلسطينيين من مناطق في خان يونس ودير البلح يُصنفها الاحتلال الإسرائيلي على أنها "إنسانية"، وذلك عقب طلبه إخلاء أماكن تواجدهم استعدادًا لتنفيذ هجمات على المنطقة.

صحيًا، حذرت الأمم المتحدة، من تفاقم الوضع الإنساني في غزة، مع انتشار فيروس شلل الأطفال وتهديده لمئات آلاف الأطفال، مما يلزم وقف إنساني لإطلاق النار حتى تتمكن من تنفيذ حملة تطعيم.

 تطورات العدوان على غزة

تزامنًا مع مباحثات الدوحة، حصدت الغارات الإسرائيلية أرواح عدد من الفلسطينيين، جراء قصف صاروخي ومدفعي وإطلاق نار طال نواحي مناطق متفرقة من قطاع غزة.

وانتشلت فرق الإنقاذ خمسة شهداء، وثماني إصابات، إثر قصف الاحتلال شقة سكنية في منطقة الدرج، وسط مدينة غزة، فيما استشهد فلسطينيًا، وأصيب آخرون، في غارة شنتها مُسيرة إسرائيلية على مواطنين قرب مدخل قرية الزوايدة، وسط القطاع. 

بالتوازي، أطلقت آليات الاحتلال العسكرية المتمركزة في منطقة مفترق الشهداء النار صوب منازل المواطنين في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، في حين أطلقت مدفعية الاحتلال عدة قذائف على المناطق الغربية من مدينة رفح جنوبي القطاع.

 

 

مفاوضات الدوحة

اختتمت الجمعة بالعاصمة القطرية الدوحة المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، الرامية إلى توصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، في ظل دخول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة شهرها الـ11 على التوالي.

وجاء في بيان مصري قطري أمريكي"على مدى 48 ساعة انخرط كبار المسؤولين من حكوماتنا في محادثات مكثفة كوسطاء بهدف إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن والمحتجزين"، مشيرًا إلى أن المحادثات كانت جادة وبناءة وأُجريت في أجواء إيجابية.

وقدمت الولايات المتحدة الأمريكية بدعم من دولة قطر وجمهورية مصر العربية، لكلا الطرفين اقتراحًا يقلص الفجوات بين الطرفين، ويتوافق مع المبادئ التي وضعها الرئيس بايدن في 31 مايو 2024، وقرار مجلس الأمن رقم 2735، ويبني هذا الاقتراح على نقاط الاتفاق التي تحققت خلال الأسبوع الماضي، بحسب البيان.

وتابع:"يسد الفجوات المتبقية بالطريقة التي تسمح بالتنفيذ السريع للإتفاق، وستواصل الفرق الفنية العمل خلال الأيام المقبلة على تفاصيل التنفيذ، بما في ذلك الترتيبات لتنفيذ الجزئيات الإنسانية الشاملة للإتفاق، بالإضافة إلى الجزئيات المتعلقة بالرهائن والمحتجزين".

ومن المقرر، أن يجتمع كبار المسؤولين من حكومات الوسطاء(مصر - قطر - أمريكا) قبل نهاية الأسبوع المقبل، آملين التوصل إلى اتفاق، وفقًا للشروط المطروحة اليوم، كما نص البيان، الذي اختتم بالقول:"الآن أصبح الطريق ممهدًا لتحقيق هذه النتيجة، وإنقاذ الأرواح، وتقديم الإغاثة لشعب غزة، وتهدئة التوترات الإقليمية".

وفي غضون ذلك، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن مفاوضي وقف إطلاق النار في قطاع غزة أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق.

 التطورات الميدانية

طالب جيش الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين في مناطق دير البلح وخان يونس بقطاع غزة بالنزوح من مناطق صنفها سابقًا بأنها "إنسانية وآمنة"، مما اعتبرته حركة حماس وسيلة أخرى لتعميق العقاب الجماعي والإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.

وأكدت حركة حماس، أن الاحتلال يستخدم النزوح كسلاح في حربه ضد المدنيين العزل، في محاولة لكسر إرادتهم وزيادة معاناتهم الإنسانية، لافتة إلى المجازر التي ارتكبها فيما مضى في تلك المناطق، رغم زعمه أنها "آمنة".

ولايسعى الاحتلال فقط إلى إخلاء المناطق، بل يهدف من خلال هذه السياسة الممنهجة إلى تمهيد الأرضية لمجازر جديدة بحق شعبنا الصامد، وفق الحركة، التي طالبت المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والحقوقية بـ التحرك الفوري، والقيام بواجبهم القانوني والإنساني لوقف هذه الإبادة الجماعية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني.

من جهتها، قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إنها استهدفت مبنى تحصن به جنود العدو بطائرة انتحارية شرق مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

وذكرت القسام، أنها استهدفت قوات الاحتلال المتموضعة في محور نتساريم بصواريخ رجوم قصيرة المدى من عيار 114 مليمترًا، كما قصفت تجمع مفتاحيم وموقع نيريم العسكري بذات السلاح المشار إليه.

 

شلل الأطفال في غزة 

حذرت الأمم المتحدة من تفاقم الوضع الإنساني في غزة، مع انتشار فيروس شلل الأطفال وتهديده لمئات آلاف الأطفال، موضحة أنها تستعد لإطلاق حملة تطعيم حيوية ضد الشلل في غزة لفائدة أكثر من 640 ألف طفل دون سن العاشرة.

وطالبت بوقف إنساني لإطلاق النار حتى تتمكن من تنفيذ حملة التطعيم، مشيرة إلى اكتشاف الفيروس في عينات مياه الصرف الصحي في خان يونس ودير البلح، خلال الأسابيع الأخيرة، مما يعني أن الفيروس قد انتشر الآن، وأن مئات الآلاف من الأطفال في غزة أصبحوا عرضة للإصابة به.

 وإجمالًا، ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر عليه منذ السابع من أكتوبر الماضي، إلى 40005 شهيد، إضافة إلى إصابة 92.401 مصابًا، جلهم من النساء والأطفال، بينما لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم، وفق آخر المعطيات الصادرة عن وزارة الصحة بغزة.