الأحد 25 اغسطس 2024

شلل الأطفال.. كارثة تعيد قطاع غزة إلى عقود الظلام

شلل الأطفال يهدد غزة

تحقيقات17-8-2024 | 21:24

محمود غانم

في خضم حرب إبادة تشنها إسرائيل على قطاع غزة، دخلت شهرها الـ11 تواليًا، أكدت وزارة الصحة بغزة، أنها سجلت أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس شلل الأطفال في القطاع، وذلك في مدينة دير البلح لطفل يبلغ من العمر 10 شهور لم يتلق أي جرعة تحصين ضد شلل الأطفال.

إثر ذلك، قالت الصحة الفلسطينية، إن تأكيد وجود إصابة واحدة بمرض شلل أطفال في قطاع غزة، يعني وجود مئات الحالات غير المكتشفة.

وعلميًا، يُعرف أنه من معدل 200 إصابة بالفيروس حالة واحدة تظهر عليها أعراض شلل الأطفال المتطابقة، فيما قد تكون أعراض باقي الحالات على شكل رشح أو حمى بسيطة، بحسب الصحة الفلسطينية، التي أشارت إلى وجود خطة شاملة متكاملة لتنفيذ حملة تطعيم موسعة ضد شلل الأطفال في قطاع غزة تستهدف الأطفال دون 10 سنوات.

وأوضحت أنه جرى توفير مليون و200 ألف جرعة من طعم شلل الأطفال، النوع الثاني، بالتنسيق مع منظمة اليونيسف، وجارى توفير 400 ألف جرعة أخرى، مرجحة وصول المرضى إلى القطاع من الخارج.

وغالبًا من جيش الاحتلال الإسرائيلي، أو من أتى معه، أو من بلدان مجاورة، كما ذكرت الوزارة الفلسطينية، داعية الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم في توفير الحماية والأمن للطواقم الصحية والطبية.

والشهر الماضي، أظهرت فحوصات أجرتها صحة غزة وجود الفيروس المسبب لشلل الأطفال في عينات عدة من مياه الصرف الصحي في القطاع.

ويصيب "شلل الأطفال" الأطفال دون سن الخامسة بالدرجة الأولى، ولكنه يمكن أن يصيب أي شخص غير ملقح ضده بصرف النظر عن عمره، طبقًا لـ منظمة الصحة العالمية، التي أوضحت أنه طالما يوجد طفل واحد مصاب بعدوى فيروس الشلل فإن الأطفال في جميع البلدان معرضون لخطر الإصابة بالمرض.

المنظمة ذاتها، تشير إلى أنه لايوجد علاج لشلل الأطفال ولكن يمكن الوقاية منه ليس إلا، حيث أن اللقاح الذي يعطي في شكل عدة جرعات يمكن أن يقي الطفل من شر المرض طوال العمر، علمًا بأن المرضى شديد العدوى يغزو الجهاز العصبي ويمكن أن يحدث شللًا تامًا في غضون ساعات من الزمن.

 

 دعوة إلى هدنة للسيطرة على الموقف 

وحذرت الأمم المتحدة من تفاقم الوضع الإنساني في غزة، مع انتشار فيروس شلل الأطفال وتهديده لمئات آلاف الأطفال، موضحة أنها تستعد لإطلاق حملة تطعيم حيوية ضد الشلل في غزة لفائدة أكثر من 640 ألف طفل دون سن العاشرة.

وطالبت بوقف إنساني لإطلاق النار حتى تتمكن من تنفيذ حملة التطعيم، مشيرة إلى اكتشاف الفيروس في عينات مياه الصرف الصحي في خان يونس ودير البلح، خلال الأسابيع الأخيرة، مما يعني أن الفيروس قد انتشر الآن، وأن مئات الآلاف من الأطفال في غزة أصبحوا عرضة للإصابة به.

وفي بيان مشترك، دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ومنظمة الصحة العالمية، جميع الأطراف بوقف إنساني لإطلاق النار في غزة لمدة 7 أيام، بهدف تنفيذ حملات تطعيم ضد شلل الأطفال، مؤكدة أنه دون فترات التوقف الإنسانية فلن يكون تنفيذ حملة التطعيم ممكنًا.

وستوفر الحملات لقاح شلل الأطفال لأكثر من 640 ألف طفل دون سن العاشرة، وفق البيان، الذي أكد على أنه يجب تغطية التطعيم بنسبة 95% على الأقل خلال كل جولة من الحملة بهدف منع انتشار المرض.

حركة حماس من جهتها أعلنت دعمها طلب الأمم المتحدة هدنة في قطاع غزة مدتها 7 أيام، من أجل تنفيذ حملة تطعيم لآلاف الأطفال.

 

مخاطر جمة

وبهذا الخصوص، قال مسؤول غربي كبير لوكالة رويترز، إن تفشي المرض لايهدد غزة فقط، بل "قنبلة موقوتة معدية"، موضحًا أنه عندما يبدأ موسم الأمطار في أواخر هذا الخريف، فإن مياه الصرف الصحي الملوثة قد "تنتقل" إلى طبقة المياه الجوفية التي تستمد منها إسرائيل ومصر والأردن المياه.

وأضاف المسؤول، إننا ندرك أن هناك حالة مؤكدة واحدة على الأقل وحالتين مشتبه فيهما بين الفلسطينيين في القطاع، موضحًا أنه قد لا تكون هناك هدنة إنسانية واحدة ولكن فترات متعددة أقصر زمنًا لتوقف القتال.