الأربعاء 21 اغسطس 2024

محمد حسين هيكل.. رجل الكلمة والسياسة

محمد حسين هيكل

بورتريه الهلال20-8-2024 | 11:55

أبانوب أنور

لقب بـ "أبو الرواية العربية"، ويُعد رمزًا للفكر والثقافة المصرية والوطنية والإخلاص، وأحد رواد الأدب المصري الحديث، وساهم في تطوير الرواية العربية، وقدم أعمالًا خالدة ستظل حاضرة في ذاكرة الأجيال.. محمد حسين هيكل، هذا الاسم الذي ارتبط بالثقافة والسياسة المصرية لعقود طويلة، يمثل علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث، كان شاعرًا وأديبًا وسياسيًا، ساهم بشكل كبير في تشكيل هوية الأمة المصرية.

ولد هيكل في مثل هذا اليوم 20 أغسطس من عام 1888م في قرية كفر غنام بمحافظة الدقهلية، وتلقى تعليمه في القاهرة، حيث تخرج من مدرسة الحقوق، ومنذ صغره، كان يمتلك حسًا وطنيًا قويًا، وشغفًا بالأدب والشعر.

درس هيكل القانون في مدرسة الحقوق الخديوية بالقاهرة وتخرج منها في عام 1909م، وحصل على درجة الدكتوراه في الحقوق من جامعة السوربون في فرنسا سنة 1912م، عمل في المحاماة 10 سنين، كما عمل أيضًا بالصحافة.

وبدأ مسيرته الأدبية مبكرًا، وكتب الشعر والنثر، وترك العديد من المؤلفات التي تناولت جوانب مختلفة من الحياة المصرية والمجتمع العربي.

امتدت مسيرة هيكل لتشمل جوانب متعددة من الحياة العامة، كان شخصية متكاملة، جمع بين حبه للوطن وبين شغفه بالأدب، فقد كان رجل دولة حقيقيًا، يسعى إلى خدمة بلاده، كان عضوا ًفي لجنة الثلاثين التي وضعت دستور 1923، أول دستور صدر في مصر المستقلة، وعُين رئيس تحرير جريدة السياسة الأسبوعية التي أنشأها حزب الأحرار الدستوريين في عام 1926، ووقع الاختيار عليه وزيرًا للمعارف في الوزارة التي شكلها محمد محمود عام 1938م، ولكن تلك الحكومة استقالت بعد مدة قصيرة، وعاد بعد ذلك وزيرًا للمعارف مرة أخرى عام 1940م في وزارة حسين سري، وظل بها حتى عام 1942م.

ترك هيكل إرثًا أدبيًا غنيًا، من أبرز أعماله رواية "زينب" التي تناولت قضايا اجتماعية مهمة، تلك الرواية هي العمل الأدبي الأبرز الذي أسهم في ترسيخ مكانة هيكل كأحد أبرز رواد الرواية العربية. فقد قدمت هذه الرواية صورة واقعية للحياة الريفية المصرية، وتناولت قضايا مهمة مثل الزواج المبكر وحقوق المرأة، مما جعلها تحظى بشعبية كبيرة وتثير نقاشًا واسعًا حول هذه القضايا.

كما كتب ورواية "حياة محمد" وهي سيرة ذاتية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. و"في أوقات الفراغ" مجموعة رسائل أدبية تاريخية أخلاقية فلسفية، كما كتب العديد من القصائد والأشعار التي تعبر عن وطنيته وحبه لمصر.

توفي محمد حسين هيكل يوم السبت 8 ديسمبر 1956م عن عمر ناهز 68 عامًا.