السبت 24 اغسطس 2024

"وول ستريت جورنال": الكشف عن تفجير أوكرانيين لخطوط نورد ستريم يشعل خلافا بين برلين ووارسو

الولايات المتحدة

عرب وعالم20-8-2024 | 14:54

دار الهلال

ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن الكشف عن قيام فريق من الأوكرانيين بتفجير خطوط أنابيب الغاز الطبيعي نورد ستريم أثناء استخدام بولندا كقاعدة لوجستية، قد أثار نزاعا بين برلين ووارسو حليفتا الولايات المتحدة واللتان تدعمان أوكرانيا في الحرب.

وقالت صحيفة -في تعليق نقلته اليوم الثلاثاء، إن رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك شن هجوما عنيفا على ألمانيا يوم السبت الماضي بعد أن خلص تحقيق ألماني دام قرابة عامين إلى أن فريقًا من الأوكرانيين قام بتخريب أكبر نظام خطوط أنابيب بحرية في العالم في سبتمبر 2022. وكانت الصحيفة قد أفادت الأسبوع الماضي بأن العملية شملت يختًا صغيرًا مستأجرًا وفريقًا مكونًا من ستة أعضاء.

وأضافت الصحيفة أن السلطات في بولندا لم تتحرك بناء على مذكرة اعتقال أصدرها مسؤولون ألمان في يونيو الماضي، بحثا عن أحد أفراد الطاقم المشتبه بهم. ولاذ المشتبه به -الذي لم تحدده السلطات الألمانية علنا- بالفرار إلى وطنه أوكرانيا، مما أثار احتجاجات من البعض في ألمانيا.

وفي منشور يوم السبت عبر منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي، استهدف توسك "رعاة" خطي الأنابيب نورد ستريم 1 و2، اللذين يعملان بالتوازي على قاع بحر البلطيق ويحملان الغاز الروسي إلى أوروبا الغربية. وقال: "الشيء الوحيد الذي يجب عليهم فعله اليوم بشأن هذا الأمر هو الاعتذار والصمت".

ونسبت الصحيفة إلى أشخاص مطلعين على الأمر قولهم إنه خلال أواخر الأسبوع الماضي، أرسل المدعون البولنديون خطابا رسميا إلى نظرائهم الألمان لإبلاغهم بأن المشتبه به قد غادر البلاد، وسأل الخطاب عما إذا كان المحققون الألمان ما زالوا مهتمين بجعل السلطات البولندية تفتش منزل المشتبه به بالقرب من وارسو، فيما اعتبرت السلطات الألمانية أن الرسالة "تزيد الطين بلة".

من جانبهم، قال المدعون البولنديون علنا إنهم لم يعتقلوا المشتبه به على الفور لأن نظرائهم الألمان ارتكبوا خطئًا عندما طلبوا احتجازه؛ حيث فشلوا في إدخال عنوان المشتبه به في سجل أوروبي، بينما تنفي السلطات الألمانية ذلك من جانبها. وقالت السلطات البولندية حينها إن جهاز الأمن الداخلي في البلاد، سيضطر إلى مراجعة الأمر قبل القبض عليه.

وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن بولندا كانت -حالها كحال الولايات المتحدة وحلفاء ألمانيا الآخرين- تعارض خطوط أنابيب نورد ستريم منذ إنشائها قبل ما يقرب من عقدين من الزمان. لكن الحكومات الألمانية، ولا سيما حكومات المستشارة السابقة أنجيلا ميركل، مضت قدما في مد خطوط الأنابيب على الرغم من تلك الاعتراضات. كما مضت ألمانيا قدما في تشغيل خط نورد ستريم 2 حتى بعد أن اجتاحت روسيا أوكرانيا لأول مرة وضمت شبه جزيرة القرم في عام 2014.

ومضت الصحيفة تقول إن المسؤولين الألمان من مختلف التيارات السياسية قد تفاجأوا ببيان توسك، لكنهم قرروا عدم الرد لتجنب تصعيد النزاع في وقت كان من المفترض أن تتعاون فيه الدولتان الحليفتان في منظمة حلف شمال الأطلسي لدعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا، وفقا لأشخاص مطلعين على الأمر. ونسبت الصحيفة إلى وزير ألماني كبير -لم تذكر اسمه- القول "إن (فلاديمير) بوتين هو عدونا المشترك وسوف نعمل جميعا بشكل جيد لتذكر ذلك".

من جانبها، تقدمت روسيا، أمس /الإثنين/، بشكوى إلى ألمانيا لعدم إحراز تقدم في تحقيق نورد ستريم وطلبت إجراء محادثات عاجلة حول "وفاء ألمانيا بالتزاماتها الدولية في مكافحة الإرهاب"، حسبما قال أوليج تيابكين، مدير القسم الأوروبي الثالث بوزارة الخارجية الروسية. وحذر تيابكين من إنهاء التحقيق في الانفجارات دون تحديد من أمر بها.

ونوهت الصحيفة إلى أن الخلاف بين وارسو وبرلين -الذي اندلع في العلن خلال عطلة نهاية الأسبوع- يختمر منذ أشهر. ويقول بعض المحققين والسياسيين الألمان إن السلطات البولندية حاولت عمدا إخراج التحقيق عن مساره. وفي العام الماضي، رفضت السلطات البولندية تقديم لقطات من كاميرات المراقبة لليخت الذي كان راسيا في ميناء بولندي، بالإضافة إلى بيانات الهاتف المحمول من المنطقة، وفقا للمحققين الألمان.

ورفض جهاز الأمن الداخلي البولندي هذه المزاعم وقال إنه لا توجد مثل هذه اللقطات. وقال ممثلو الادعاء البولنديون إن اللقطات كانت تُحوَل بشكل روتيني بعد 30 يوما وفقا للإجراءات القياسية.

وتشترك بولندا وألمانيا في حدود طويلة، وتتعاون قوات الشرطة فيهما بشكل وثيق لدرجة أنهما أعطتا بعضهما البعض صلاحيات أمنية في المناطق الحدودية لأراضيهما. ومع ذلك، شعرت السلطات الألمانية بالفزع عندما أخبرهم المدعون البولنديون أنهم لا يستطيعون اعتقال المشتبه به حتى يراجع جهاز الأمن الداخلي القضية، وفقا لأشخاص مطلعين على الأمر. ثم قررت برلين تصعيد القضية إلى أعلى مستويات الحكومة البولندية..