الخميس 22 اغسطس 2024

جريمة عكا.. وصمة عار في تاريخ الحروب الصليبية

واقعة عكا

ثقافة20-8-2024 | 16:39

أبانوب أنور

تعتبر مذبحة عكا التي ارتكبها ريتشارد الأول ملك إنجلترا في مثل هذا اليوم 20 أغسطس منذ 833 عامًا، أحد أفظع الجرائم التي ارتكبت خلال الحروب الصليبية. بعد حصار طويل ومُرهق، تمكن الصليبيون بقيادة ريتشارد قلب الأسد من الاستيلاء على مدينة عكا عام 1191م. وبعد هذا الانتصار الدامي، ارتكب الصليبيون مجزرة مروعة بحق المدنيين المسلمين الذين كانوا قد استسلموا.

بعد سقوط المدينة، استسلم عدد كبير من المدنيين المسلمين للصليبيين، على أمل العفو عنهم، ورغم وعود الصليبيين بالعفو، قاموا بقتل ما بين 2600 و3000 من الأسرى المدنيين، من الرجال والنساء والأطفال، دون رحمة أو تمييز.

حاول بعض المؤرخين الصليبيين تبرير هذه المذبحة بأنها كانت رد فعل على انتهاكات سابقة ارتكبتها الجيوش الإسلامية، أثرت هذه المذبحة بشكل كبير على سير الحروب الصليبية، وزادت من حدة الصراع بين المسلمين والصليبيين، وأدت إلى تكريس صورة الصليبيين كقوى غاشمة لا تحترم القيم الإنسانية.

قد يكون الدافع الرئيسي لهذه المذبحة هو الرغبة في الانتقام من المسلمين بعد حصار طويل ومُرهق، وربما أراد الصليبيون ترهيب المسلمين وتثبيط عزيمتهم عن المقاومة.

أدت المذبحة إلى زيادة العداء والكراهية بين المسلمين والصليبيين، شوهت هذه المذبحة سمعة الحركة الصليبية، وكشفت عن الوجه القبيح للحروب الدينية، لهبت المذبحة مشاعر المسلمين، ودفعتهم إلى مقاومة الغزاة الصليبيين بكل قوة.

تبقى مذبحة عكا وصمة عار في تاريخ الحروب الصليبية، وتذكيرنا بأهمية احترام حقوق الإنسان، وعدم اللجوء إلى العنف كوسيلة لحل الخلافات.