الأربعاء 21 اغسطس 2024

اكتشاف بقايا تمثال طيني للعبادة للحضارة التي سبقت روما

التمثال المكتشف

ثقافة21-8-2024 | 01:05

إسلام علي

اكتشف علماء الآثار في بحيرة بركانية تمثالًا طينيًا يعود إلى حوالي 3000 عام بوسط إيطاليا، ويعتقد أنه يمثل إحدى الآلهة القديمة.

 

عثر هذا التمثال من قبل فريق من علماء الآثار الحكوميين وغواصي الشرطة في منطقة إتروريا، داخل بحيرة بولسينا الواقعة على بعد نحو 80 كيلومترًا شمال غرب العاصمة روما.

 

وجد التمثال في موقع أثري مغمور بالمياه يُعرف بـ"جران كارو"، وهو بقايا قرية من العصر الحديدي، يعتقد أنها بنيت في القرن العاشر أو التاسع قبل الميلاد وغرقت تحت الماء لاحقًا.

 

يشير الباحثون إلى أن هذا التمثال كان يُستخدم كتمثال نذري صغير، صُمم لتوجيه الدعاء والعبادة إليه، ورغم أن ملامحه بدائية، إلا أنه يحمل آثارًا تشير إلى لمسات من صنعه، إضافة إلى علامات لنسيج يُعتقد أنه كان يشكل نوعًا من الملابس التي كان يرتديها التمثال.

 

يبلغ طول التمثال الطيني نحو 15 سم، داخل أنقاض مسكن في الموقع، ويرجح أنه كان جزءًا من طقوس منزلية، حيث تم توثيق طقوس مشابهة في فترات لاحقة، كما تم اكتشاف تماثيل مشابهة في قبور تعود للعصر الحديدي، مما يشير إلى قدم هذه الممارسات الدينية.

 

أشار علماء الآثار إلى أن بحيرة بولسينا تكونت نتيجة ثوران بركاني منذ ما بين 600 ألف و200 ألف سنة، وتشير السجلات التاريخية إلى أن النشاط البركاني استمر حتى عام 104 قبل الميلاد، ويرجح العلماء أن القرية التي تم العثور فيها على التمثال غُمرت بالمياه نتيجة نشاط زلزالي تسبب في غرق المنطقة الشرقية من الشاطئ.

 

ويعتقد أن سكان القرية كانوا ينتمون إلى ثقافة فيلانوفا، وهي إحدى الحضارات المبكرة التي سبقت تأسيس روما، منذ ستينيات القرن العشرين، تم العثور على آلاف القطع الأثرية في الموقع، بما في ذلك أدوات منزلية، مجوهرات، وفخار، مما يساعد في تقديم صورة أوضح عن حياة المجتمع في العصر الحديدي.

 

ويجري تنفيذ مشروع لإنشاء مسار تحت الماء للزوار، في إطار الخطة الوطنية للتعافي والمرونة، ومن بين الاكتشافات المثيرة للاهتمام في الموقع، كومة كبيرة من الحجارة تُعرف باسم "أيولا"، يُعتقد أنها بقايا هيكل قديم بُني بجانب نبع حراري، وذلك طبقا لما نقله موقع لايف ساينس.