الثلاثاء 20 اغسطس 2024

«كان ممكن إعادتهم أحياء».. غضب واسع في الداخل الإسرائيلي جراء استعادة جثامين 6 محتجزين

إسرائيل عثرت على جثامين المحتجزين داخل نفق

تحقيقات20-8-2024 | 19:10

محمود غانم

نجح جيش الاحتلال الإسرائيلي في استعادة جثث 6 من أسراه كانوا محتجزين في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، وبرغم أنه حاول تصدير ذلك على أنه نجاح ميداني، إلا أنه قوبل بموجة استياء واسعة في الداخل العبري على أساس أنه كان من الممكن في أحيانًا كثيرة استعادتهم أحياء.

 استعادة جثث 6 أسرى

أفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي -في بيان- بأنه تمكن في عملية مشتركة نُفذت الليلة الماضية من انتشال جثامين ستة محتجزين، وهم: ياجيف بوختشاف، وألكسندر دنتسيج، وأفراهام موندر، ويورام مِتسجر، وناداف بوبلوِل، وحاييم بيري من منطقة خان يونس الواقعة جنوبي قطاع غزة.

وأرجع نجاح العملية إلى معلومات دقيقة للشاباك، ووحدات الاستخبارات، ومديرية المخطوفين في قسم الاستخبارات، ما أسفر عن تحديد موقع الجثث في منطقة خان يونس، في حين قام فريق المخطوفين التابع لقسم القوى العاملة، بالتعاون مع معهد الطب الشرعي والشرطة، بتحديد هوية المخطوفين وإبلاغ عائلاتهم.

وقدم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التعازي لـ عائلات القتلى المنتشلة جثثهم، متعهدًا بمواصلة العمل لإعادة جميع المحتجزين بالقطاع.

انتقادات واسعة

وعلى عكس ما كان متوقعًا واجهت الحكومة الإسرائيلية انتقادات واسعة على وقع تلك الأنباء، حيث حملت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن وفاة ذويهم في القطاع.

وشددت العائلات على ضرورة أن تقبل الحكومة بالصفقة المطروحة حاليا على طاولة المفاوضات، للسماح بإعادة تأهيل المختطفين الأحياء، ودفن لائق لجميع المختطفين القتلى.

وقال شاهار مور، ابن شقيق أحد الأسرى الذين أعيدت جثثهم من غزة، إن أيدي الحكومة الدموية ملطخة بالدم، كان بإمكانهم إنقاذ عمي من قبل أو عدم إفساد صفقة الرهائن في يومها الأخير.

فيما قال زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد:"الأيام تمر ونفقد مزيدًا ومزيدًا من الرهائن.. علينا أن نعقد صفقة فورًا.. لقد كانوا على قيد الحياة".

وفي هذا الإطار، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين، إن المزيد من الرهائن سيعودون موتى إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.

وتفحص إسرائيل جثث الأسرى الذين أعلنت استعادتهم من غزة، للتأكد من احتمال مقتلهم بنيران جيشها، وفق صحيفة صحيفة "إسرائيل اليوم"، التي أكدت أنه من المحتمل أن تُلقي إجراءات تحديد الهوية والمعلومات المرضية الضوء على ملابسات الوفاة.

وحول أين عثر الجيش الإسرائيلي على الجثث وكيف أخرجها من القطاع، أوضحت الصحيفة، أنه تم اكتشاف الجثث في نفق بخان يونس جنوبي قطاع غزة، مشيرة إلى أنه وأثناء النزول إلى النفق لم تواجه القوات مقاومة أو إطلاق نار من المسلحين، كما لم يحصل تبادل لإطلاق النار داخله.

وفي خضم ذلك، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن الجيش قوله "إنه شن هجمات في شهر مارس الماضي بالقرب من النفق الذي خلص منه الجثث، مضيفًا "ومن الممكن أن نشاطنا قد أدى لمقتلهم".

وفي السابع من أكتوبر الماضي، شنت الفصائل الفلسطينية عملية "طوفان الأقصى" ضد إسرائيل، حيث هاجمت 11 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة بمحاذاة غزة، في إطار الرد على جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى.

وقد كبدت العملية إسرائيل خسائر بشرية وعسكرية، بجوار أسرى عدد من الإسرائيليين، وهزت صورة أجهزتها الاستخباراتية والأمنية أمام العالم، ومثلت ضربة قاصمة للجيش، الذي لطالما ادعى بأنه لايقهر، بالإضافة إلى تمريغ وجه الموساد الإسرائيلي بطين، وزحزحة مكانته العالمية، مما دفعها إلى شن حرب إبادة جماعية على القطاع خلفت مايزيد عن 133 ألفًا بين شهيد وجريح، جلهم من النساء والأطفال، ولايزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لاتستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وفي مطلع شهر ديسمبر الماضي، استأنفت إسرائيل حربها على قطاع غزة بعد هدنة دامت سبعة أيام، استعادة من خلالها 80 من المحتجزين بالقطاع مقابل 240 من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، مختارة بذلك حصد أرواح العشرات منهم، في حين كان من الممكن إعادتهم أحياء لو قبلت عروض الإفراج عنهم.

ومنذ ذلك الحين، تجري مصر وقطر بمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية، مفاوضات غير مباشرة ومتعثرة، بين حركة حماس وإسرائيل، باءت جميعها بالفشل جراء عدم تجاوب الأخيرة مع مطالب الأولى، التي تتمسك بتحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار.