الجمعة 23 اغسطس 2024

ديوان العرب| وَمَجلِسٌ موَفُورُ الجلالة تنثني.. قصيدة النهشلي القيرواني

النهشلي القيرواني

ثقافة23-8-2024 | 10:07

فاطمة الزهراء حمدي

تُعد قصيدة «وَمَجلِسٌ موَفُورُ الجلالة تنثني» للشاعر النهشلي القيرواني، إحدى أهم القصائد التي عرفها تاريخ الشعر العربي، والتي حفظها العرب، وتناقلوها فيما بينهم.

ويعرف «النهشلي القيرواني» كأحد أبرز الشعراء في العصر العباسي، الذين كتبوا قصائد تميزت بالغزل والمدح والفخر، وعلى رأسها قصيدة «وَمَجلِسٌ موَفُورُ الجلالة تنثني».

وتعتبر قصيدة « وَمَجلِسٌ موَفُورُ الجلالة تنثني»، من أجمل ما قيل في الشعر العربي، ومن أشهر القصائد، وتحتوي على 17 بيتًا، تميز شعره بسلاسة الألفاظ وسهولة المعاني وصدق العاطفة كما جاء بالقصيدة.

وإليكم القصيدة:

وَمَجلِسٌ موَفُورُ الجلالة تنثني

عُيُونُ الوَرَى عَنْهُ ويَنبو خِطابُهَا

ترى فيه رفعَ الطرف خفضا كأنَمَا

لِحَاظُ الرجَالِ رِيبَةٌ يُستَرَابُهَا

نَثَرتُ بِهِ غُرّ المعانِي كَأنهَا

قَلاَئِدُ دُرٍ زَانَ جيِداً سِخَابُهَا

إذا حُكتُها ظلّت نوَاسِجُ عبقَرٍ

حَوَاسِدَ مَدْسُوساً إليَّ عِتَابُهَا

على ملكٍ تُهْدَى إلى مكرمَاتهِ

عَقَائِلُ  أشعَارِ يَرُفّ شَبَابُهَا

هُمَامٍ دَعَتْ كفّاه قاصية العلى

فَلَبّاهُ مِنْهَا صَفوُهَا ولُبَابُهَا

وَكَيفَ بِهَا إلاَّ عَليهِ طريقُهَا

وَأينَ  بِهَا إلاَّ إليهِ ذَهَابُهَا

إذَا وَرَدالمنصُورُ أرضاً تهللَتْ

وُجُوهُ  رُبَاهَا واستهَلَ رَبَابُهَا

إذَا اغبرّت الآفاقُ بُلتْ سماؤُهُ

ثَرَاها بِأيدٍ ما يَجف رَغَابُهَا

كأنّ  العوَادي الزُرقَ عنهُ مضاؤُها

وخُضرُ السحَابِ من نداهُ عُبَابُهَا

فمن يولهِ سعداً يَنَلهُ ومن يرِد

بهِ  شِقوَةً تُخلع عليهِ ثِيَابُهَا

يحل بها ما حلها البر والتقى

ويخضَر  من بعد أصفرارٍ جَنَابُهَا

وما بلدٌ لم يؤتك الطّوعَ أهلُهَا

بآمِنَةٍ  ألا تُدل هِضَابُهَا

تحُطُّ بها الأسد الضواري خواضِعا

لدَيكَ ولَوْ أنّ الكواكب غَابُهَا

ولَوْ أنهَا عاصتك غيرُ مجيبَةٍ

أجابَتكَ مِنْ تحت السيوفِ رِقابُهَا

تهابُكَ آفاتُ الخطوبِ فتَنتَهي

ولا تَنتَهِي عنْ خِطةٍ فَتَهَابُهَا

ترى  كل نَهدٍ أعوجي حُجُولهُ

كمَا مجتِ الزرق الغَوَالِي حجَابُهَا