الأحد 25 اغسطس 2024

ديوان العرب| مَن رَماهُ الألهُ بِالأَقتار.. قصيدة العطوي

العطوي

ثقافة17-8-2024 | 10:14

فاطمة الزهراء حمدي

تُعد قصيدة «مَن  رَماهُ  الألهُ بِالأَقتار» للشاعر العطوي، إحدى أهم القصائد التي عرفها تاريخ الشعر العربي، والتي حفظها العرب، وتناقلوها فيما بينهم.

ويعرف «العطوي» كأحد أبرز الشعراء في العصر العباسي، الذين كتبوا قصائد تميزت بالغزل والمدح والفخر، وعلى رأسها قصيدة «مَن  رَماهُ  الألهُ بِالأَقتار».

وتعتبر قصيدة «مَن  رَماهُ  الألهُ بِالأَقتار»، من أجمل ما قيل في الشعر العربي، ومن أشهر القصائد، وتحتوي على 61 بيتًا، تميز شعره بسلاسة الألفاظ وسهولة المعاني وصدق العاطفة كما جاء بالقصيدة.

وإليكم القصيدة:

مَن  رَماهُ  الألهُ بِالأَقتار

وَطلاب الغَنى مِنَ الأَسفار

هُوَ في حيرَةِ وَضنِكَ واِفلاس

 وَبُؤسٍ وَمِحنَة وَصِغار

يا أَبا القاسِم الَّذي أَوضَحَ الجودَ

  إِلَيهِ مَقاصِدُ الأَحرار

خُذ حَديثي فَإِنَّ وَجهي مُذ بارَزَ

 هذا الأَنامُ في ثَوبِ فَمار

وَهوَ لِلسّامِعينَ أَطيَبُ مِن نَفِح

 نَسيمِ الرِياضِ غَب القِطار

هَجَمَ  البَردُ مُسرِعا وَيَدي صَفـر

 وَجِسمي عارٌ بِغَيرِ دَثار

فَتَسَتَّرَت مِنهُ طولَ التَشاريـنِ

 إِلى  أَن تَهَتَّكَت أَستاري

وَنَسَجَت الأَطمارُ بِالخَيطِ وَالإِبـرَة

 حَتّى عَرَيتُ مِن أَطماري

وَسَعى القَملُ مِن دُروزِ قَميصي

مِن صِغارِ ما بَينُهُم وَكِبار

يَتَساعونَ في ثِيابي إِلى رَأسي

قِطاراَ تَجولُ بَعدَ قِطار

ثُمَّ وافى كانونُ وَاِسوَدَّ وَجهي

وَأَتاني ما كانَ مِنهُ حَذاري

لَو تَأَمَّلتَ صورَتي وَرُجوعي

حينَ  أَمسي إِلى رُبوعِ قِفار

أَنا وَحدي فيهِ وَهَل فيهِ فَضل

لِجُلوسِ  الأَنيسِ وَالزُوّار

وَالخَلا لا يُرادُ فيهِ فَمالي

أَبَداً  حاجَة إِلى الحَفّار

بَل يُرادُ الخَلا لِمُنحَدَرِ النُجـو

  وَما ذُقتُ لُقمَةً في الدار

وَإِذا لَم تَدرِ عَلى المَطعَمِ الأَفـواهُ

 سَدَت مَثاعِبُ الأَجحار