على الرغم من أن أصواتًا في الحزب الديمقراطي الأمريكي كانت تنظر إلى نائبة الرئيس جو بايدن، على أنها طوق النجاة، الذي سينقذهم من المستنقع الذي أدخلهم فيه بايدن، جراء الدعم اللامحدود لإسرائيل في حربها على قطاع غزة، فإنه بات من الواضح أنها لن تحمل تغييرًا كثيرًا في المشهد الراهن.

 التأكيد على دعم إسرائيل

كاملا هاريس، نائبة الرئيس ومرشحة الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة المقبلة، أكدت في ختام المؤتمر الوطني للحزب بشيكاغو، وأمام عشرات الآلاف من أعضائه، أنها ستقف دائمًا مع ما أسمته "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، متابعة:"سأحرص دائمًا على أن يكون لدى إسرائيل القدرة على الدفاع عن نفسها".

وتزامنًا مع ذلك، قالت هاريس، إن الوقت قد حان لـ صفقة لوقف إطلاق النار في غزة وإعادة الرهائن، مضيفة إنها تعمل مع الرئيس جو بايدن، من أجل إنهاء معاناة الفلسطينيين، الذين لديهم الحق في تقرير مصيرهم.

وذكرت أن ما حصل في غزة بعد 10 أشهر من الحرب مفجع ومدمر، معتبرة أن حركة حماس تسببت في أعمال عنف لا توصف خلال هجوم السابع من أكتوبر الماضي، وهو ما استدعى الرد الإسرائيلي، وفق قولها.

في غضون ذلك، قال ناشطون مؤيدون للفلسطينيين، إن خطاب كامالا هاريس في ختام المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، لم يظهر أي تغير في السياسات الحالية، بعد أسبوع شهد تجاهل القضية الأكثر إثارة للخلاف في صفوف الحزب الديمقراطي، وفق تقرير لـ"رويترز".

وقال عباس علوية، المؤسس المشارك لحركة "غير ملتزم" الوطنية التي حشدت أكثر من 750 ألف ناخب للإحتجاج على السياسة الأميركية تجاه إسرائيل، إن هاريس أضاعت فرصة لكسب هؤلاء الناس، الذين يعيش كثير منهم في ولايات أميركية مهمة مثل ميشيجان وويسكونسن وبنسلفانيا وأريزونا، بحسب المصدر ذاته.

وقد شهدت شيكاغو مظاهرات ومسيرات احتجاجية شارك فيها الآلاف، معربين عن استيائهم من طريقة تعامل إدارة بايدن مع الحرب في غزة، مطالبين بوقف حرب الإبادة في غزة، ووضع حد للدعم الأميركي لـ إسرائيل.

في المقابل، اتهم المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب، هاريس بأنها تكره إسرائيل وتسببت في هجوم 7 أكتوبر عليها، الذي شنته الفصائل الفلسطينية.

وحذر من أنه لن يكون هناك مستقبل تحت قيادة هاريس في حال فوزها بانتخابات نوفمبر المقبل، لأنها ستأخذ أميركا إلى حرب عالمية ثالثة تكون نووية.

 

 مسار المفاوضات في غزة

وأثناء جولته الأخيرة في الشرق الأوسط، ارتكب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خطأ خطيرًا للغاية بقوله إن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل المقترح الأمريكي، والكرة الآن في ملعب حماس، وفق مصادر تحدثت لـ صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.

وأوضحت المصادر، أن بلينكن بث تفاؤلًا لاعتبارات سياسية أمريكية داخلية، حتى يسير مؤتمر الحزب الديمقراطي في شيكاغو بسلالة.

وأكدت أن وزير الخارجية الأمريكي خرب بشكل خطير المفاوضات، وارتكب خطأ خطيرًا للغاية، وهذا يدل على السذاجة وعدم الفهم.

لكن بلينكن لم يبث هذا التفاؤل بمفرده فقط، بايدن نفسه زعم خلال المؤتمر، أن "إسرائيل تقول أن بإمكانها التوصل إلى نتيجة.. حماس تتراجع الآن".

الصحيفة ذاتها نقلت عن مسؤول أميركي قوله إن رحلة بلينكن للمنطقة لم تكن معدة بشكل جيد، وذلك بسبب الانتخابات الأميركية.

 

 رسائل المؤتمر

وفي بداية المؤتمر، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إنه وإدارته يعملون جاهدين لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة، معربًا عن أمله في تحقيق ذلك بأقرب وقت.

وأضاف بايدن، أنه سيواصل العمل لإنهاء الحرب في غزة وإعادة الأسرى وإحلال السلام والأمن في الشرق الأوسط، معقبًا:"اقترحت قبل أيام اتفاقًا للتوصل إلى وقف إطلاق النار وإنهاء هذه الحرب".

من جهته، قال الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، إن الولايات المتحدة مستعدة مع هاريس لفتح صفحة جديدة، مؤكدًا أنها ستركز على مشاكل الأمريكيين.

وأضاف أوباما، أن الرئيس جو بايدن، الذي شغل منصب نائب الرئيس خلال فترة رئاسته حمى الديمقراطية في أوقات الخطر.

وفي الوقت نفسه، وصف المرشح الجمهوري دونالد ترامب بأنه خطير، مشيرًا إلى أنه لا يرى السلطة إلا أداة يستخدمها لتحقيق أغراضه الخاصة. 

وفي غضون المؤتمر، ألقت رئيسة مجلس النواب الأمريكية السابقة نانسي بيلوسي والرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون كلمات أيضًا.

وقالت بيلوسي -في كلمتها- إن ولاية الرئيس جو بايدن ونائبته هاريس كانت ناجحة، لافتة إلى حادثة اقتحام الكونجرس في 6 يناير 2021، متهمة ترامب بـ"مهاجمة الديمقراطية".

من جانبه، وصف كلينتون هاريس بأنها المرشحة القادرة على حل مشاكل البلاد، وترامب بأنه "زعيم أناني يخلق الفوضى"، داعيًا الشعب إلى عدم التراخي في الانتخابات.

كذلك تحدثت في المؤتمر المرشحة السابقة للإنتخابات الرئاسية الأميركية هيلاري كلينتون، حيث قالت إن المرشح الجمهوري دونالد ترامب هو أول شخص يترشح لانتخابات رئاسية وهو مدان بـ34 جريمة، داعية إلى انتخاب امرأة للمرة الأولى رئيسة للولايات المتحدة من خلال التصويت لـ هاريس.

وأثناء المؤتمر، قبل حاكم منيسوتا تيم والز الترشيح الديمقراطى لمنصب نائب الرئيس، ووصفه بشرف العمر.

وفي ختام المؤتمر، أعلنت كامالا هاريس قبولها ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض الانتخابات الرئاسية، ووعدت بأن تكون رئيسة لجميع الأميركيين، وأنها ستوحدهم وتصغي إليهم.

وحول برنامجها، قالت المرشحة الديمقراطية:"سيكون بناء الطبقة المتوسطة هدفًا محددًا لرئاستي لأنني أتيت من هذه الطبقة، ووعدت بالعمل على خفض الضرائب عن كاهل الطبقة الوسطى بما سيفيد ملايين الأميركيين".