ألقت تقارير صحفية عالمية الضوء على جوانب غير معروفة من حياة كامالا هاريس التي تخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، موضحة أن والدها لم يكن متواجدًا ضمن الحضور مع بقية أقاربها في حياتها السياسية.

وبحسب صحيفة نيويورك بوست، كان دونالد هاريس، الخبير الاقتصادي اليساري الذي بلغ من العمر 86 عاما ، غائبا بشكل ملحوظ عن الصف العائلي الذي ضم زوج ابنته كامالا، دوج إمهوف وولديه البالغين كول وإيلا، فضلا عن شقيقة هاريس الصغرى مايا هاريس وعائلتها في مركز يونايتد في شيكاغو.

وفي حين تحدثت هاريس بحب عن تأثير والدتها على حياتها في خطاب قبولها ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة، فإنها ذكرت دونالد بشكل عابر فقط، وحذفته من قصة حياتها التي روت بإيجاز عندما كانت في المدرسة الابتدائية، وقالت إنه منذ ذلك الحين، "كانت والدتي هي التي ربتنا في الأغلب".

وأضاف التقرير أن التباعد بين الأب وابنته واضح للغاية، حتى أن هاريس لم تعترف علنًا قط بأن لديها زوجة أب، وهي كارول كيرلو، 70 عامًا، المتزوجة من دونالد هاريس وهي مديرة تنفيذية سابقة في البنك الدولي.

ولم يتضح بعد ما إذا كان دونالد هاريس قد تلقى دعوة لحضور المؤتمر الديمقراطي أم أنه اختار عدم الحضور. ولم يرد على طلب التعليق.

قالت هاريس خلال خطابها: "في الحديقة، كانت والدتي تقول لي: "ابقي قريبة". لكن والدي كان يقول وهو يبتسم: "اركضي، كامالا، اركضي. لا تخافي. لا تدعي أي شيء يوقفك، منذ سنواتي الأولى، علمني أن أكون جريئة".

وانفصل والدا هاريس عندما كانت في الثامنة من عمرها ، ونشأت هي وأختها الصغرى على يد والدتهما، شيامالا جوبالان هاريس، وهي باحثة في مجال سرطان الثدي من الهند.

وتزوجت شيامالا جوبالان هاريس ودونالد هاريس بعد فترة وجيزة من لقائهما في بيركلي في أوائل الستينيات. وانفصلا في عام 1971 بينما كانت ابنتاهما كامالا ومايا في المدرسة الابتدائية، وانتقلت كامالا هاريس وأختها عدة مرات لأن والدتهما الباحثة في سرطان الثدي قبلت وظائف في مختلف أنحاء الولايات المتحدة وكندا.

عندما كانت والدتها تعمل لساعات طويلة بينما كانوا يعيشون في شقة صغيرة في منطقة خليج سان فرانسيسكو، وقالت هاريس للحشد المبتهج من المندوبين "كانت تعتمد على دائرة موثوقة لمساعدتنا في تربيتنا ... لم يكن أي منهم عائلة بالدم، لكنهم جميعًا عائلة بالحب".

وعلى الرغم من القطيعة، قال أحد الأكاديميين الذي أصبح صديقاً لدونالد هاريس عندما كان باحثاً في برنامج فولبرايت في البرازيل في تسعينيات القرن العشرين، إن الأب وابنته يتشاركان وجهات نظر اقتصادية متشابهة.

على الرغم من الجدل حول مدى يسارية نظريات دونالد، فقد وصفه مؤخرا مجلة الإيكونوميست بأنه "اقتصادي ماركسي مقاتل". 

ولد هاريس في مدينة براونز تاون، جامايكا، عام 1938، ودرس في جامعة جزر الهند الغربية وجامعة لندن قبل أن يحصل على درجة الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا في بيركلي عام 1966.

ولكن عندما دخلت كامالا هاريس السياسة الوطنية من خلال الترشح لمنصب نائب الرئيس في انتخابات عام 2020، ظل والدها خارج الصورة.

قال دونالد هاريس في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى بوليتيكو في عام 2019: "لقد قررت البقاء بعيدًا عن كل الضجيج السياسي من خلال عدم الانخراط في أي مقابلات مع وسائل الإعلام".

وجاء التعليق بعد أن اعترفت ابنته بتدخين سيجارة حشيش في الكلية خلال مقابلة إذاعية مع شارلمان ذا جود أثناء الترويج لمذكراتها "الحقائق التي نتمسك بها: رحلة أمريكية".