اجريت دراسة شاملة لاستئصال الأسنان في تايوان، تغطي الفترة من العصر الحجري الحديث إلى العصر الحديث، ونشرت تلك الدراسة في مجلة "الأبحاث الأثرية في آسيا"، والتي كانت تهدف إلى سد الثغرات في معرفتنا بأصول وتطور هذه الممارسة في تايوان.

في الماضي، كانت عملية استئصال الأسنان في تايوان تتضمن عادة إزالة بعض الأسنان الأمامية العلوية، مثل القواطع أو الأنياب، وجمعت الدراسة بيانات من أكثر من 250 موقعًا أثريًا في تايوان، بما في ذلك 47 موقعًا من العصر الحجري الحديث إلى العصر الحديدي 2400-400 عام مضت تحتوي على بقايا هياكل عظمية ذات مناطق فموية محفوظة جيدًا.

ومن خلال تحليل الأدلة الإثنوغرافية، حدد الباحثون أربعة دوافع ثقافية رئيسية لاستئصال الأسنان في تايوان: الجمال والرغبة في التمييز عن الحيوانات وتعزيز الجاذبية، الأسباب العملية مثل تجنب مشاكل الأسنان وتقليل الألم أثناء الوشم، واختبارات الشجاعة والانتقال إلى مرحلة البلوغ أو التمييز القبلي.

كتب الباحثون في ذلك السياق: "قبل ظهور مفاهيم التجميل الحديثة، كانت المجتمعات القديمة تُغير شكل أو لون الأسنان لأغراض جمالية أو للإشارة إلى هوية المجموعة، أو مراحل الانتقال إلى البلوغ، أو لأغراض ثقافية أخرى، وكان من بين هذه التغييرات استئصال الأسنان، الذي يشمل إزالة متعمدة للأسنان السليمة، مع التركيز على الأسنان الأمامية الأكثر بروزاً".

يعود أقدم دليل على استئصال الأسنان في تايوان إلى حوالي 4800 عام خلال العصر الحجري الحديث 4800-2400 عام مضت، وتعد تلك الممارسة جزءًا من تحول المجتمعات في تايوان من نمط الحياة القائم على الصيد والجمع إلى مجتمعات مستقرة تعتمد على صناعة الفخار وتدجين النباتات والحيوانات.

وعلى الرغم من أن استئصال الأسنان كان يُمارس في العديد من الثقافات حول العالم، إلا أنه كان مرتبطًا بشكل خاص بالمجتمعات الأسترونيزية الأولى، وهي مجموعة من الشعوب التي كانت تقطن تايوان وجنوب شرق آسيا، بالإضافة إلى أجزاء من بولينيزيا وميكرونيزيا وجزر أخرى في المحيط الهادئ.

يُعتقد أن الأسترونيزيين الأوائل قاموا بنشر هذه الممارسة في جميع أنحاء منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وتعود بعض أقدم السجلات المكتوبة حول استئصال الأسنان إلى مؤرخين صينيين في حوالي عام 220 ميلادي، وأيضًا في مجلات هولندية من القرن السابع عشر.

وقد تم جمع أفضل التقارير الإثنوغرافية عن هذه الممارسة في تايوان خلال فترة الحكم الياباني في بداية القرن العشرين، إلا أن القمع المسلح في عشرينيات القرن العشرين أدى إلى تلاشي العديد من التقاليد المحلية، بما في ذلك استئصال الأسنان، على الرغم من استمرار بعض المجتمعات في ممارستها حتى منتصف القرن العشرين.

أشارت الدراسة إلى أن استئصال الأسنان في العصر الحجري الحديث كان يمارَس بالتساوي بين الذكور والإناث، ولكن منذ حوالي 1900 عام، أصبحت هذه الممارسة أكثر شيوعاً بين الإناث.

وأشاروا إلى أن أصول هذه الممارسة قد تعود إلى شرق الصين، وأن هناك حاجة لمزيد من الدراسة لفهمها بشكل أفضل، وذلك طبقا لما نقلته مجلة COSMOS.