الأحد 8 سبتمبر 2024

محللون صينيون: الولايات المتحدة والناتو يدفعان آسيا إلى إشعال حرب عالمية ثالثة

الولايات المتحدة والناتو

عرب وعالم28-8-2024 | 16:05

دار الهلال

حذر محللون سياسيون صينيون من أن آسيا تخاطر بأن تصبح "قنبلة موقوتة" قد تؤدي إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة.

وألقى الأكاديمي الصيني تشينج يونج نيان الأستاذ في جامعة هونج كونج الصينية باللوم على الولايات المتحدة وحلفائها في العمل على انزلاق آسيا نحو هاوية الحرب، وفقا لمقال نشرته صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" اليوم الأربعاء.

كما حذر تشينج من أن الصين ستكون في بؤرة العاصفة مع تحول الولايات المتحدة عن التركيز الاستراتيجي لحلف شمال الأطلسي، بالإضافة إلى التوترات النووية في شبه الجزيرة الكورية التي قد تؤدي أيضا إلى اندلاع أزمة.

وقال الأكاديمي الصيني البارز أنه "على الرغم من ادعاءات الولايات المتحدة بالعمل على تحقيق السلام في آسيا تحت قيادتها، فإن الواقع هو العكس تماما، إذ أن آسيا تحت هيمنة الولايات المتحدة تنزلق بسرعة نحو الحرب".

ونوه تشينج أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ مقدر لها أن تكون ساحة معركة لأي حرب عالمية مستقبلية لأنها تحتوي على جميع العناصر الرئيسية من المصالح الاقتصادية والجهود الرامية إلى إنشاء ما يعادل حلف الناتو في آسيا، بالإضافة إلى التطوير العسكري والقومية.

ورغم أن الولايات المتحدة والصين حاولتا منع التوترات من التصعيد، إلا أن هناك انقسامات عميقة بشأن قضايا في التجارة والتكنولوجيا والفضاء، كما يظل بحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان نقاط اشتعال محتملة رئيسية.

وقال تشينج إن "الولايات المتحدة متجذرة بعمق في آسيا أكثر من أية دولة أخرى، وأصبحت منظما رئيسيا للصراعات في المنطقة،ومنذ تحول الولايات المتحدة نحو آسيا في أواخر عام 2011، شكلت ما لا يقل عن سبعة تحالفات متعددة الأطراف صغيرة تهدف جميعها إلى مواجهة الصين"،إلا أنه لم يوضح التحالفات التي يقصدها.

ولفت المحلل الصيني إلى أن الأولوية الرئيسية للولايات المتحدة هي إحداث تحول استراتيجي في تفكير حلف الناتو لجعل الصين محورا رئيسيا، الأمر الذي يتطلب من الدول الأوروبية الرائدة أن تنظر إليها على أنها تهديد.

وقد تدهورت علاقة الصين بالاتحاد الأوروبي في السنوات الأخيرة مع ظهور انقسامات كبيرة حول قضايا مثل إعانات دعم المركبات الكهربائية وتعميق علاقات بكين مع روسيا، كما عززت الدول الأعضاء الرئيسية في الاتحاد الأوروبي مثل فرنسا وألمانيا مشاركتها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وأشار تشينج إلى أنه في حين ادعت الولايات المتحدة أن أفعالها كانت بهدف احتواء الصراعات التي قد تنشأ نتيجة لأفعال الصين، إلا أنها في الواقع تبني إطارا لحرب عالمية، وأكد أن الصين ستكون بلا شك في بؤرة العاصفة في هذا الوضع الجيوسياسي وستكون كيفية الاستجابة لمثل هذه التغييرات الجيوسياسية العميقة هي التحدي الأكثر صعوبة الذي يواجهه الجيل الحالي.

وذكر أنه على الرغم من أن حلف "الناتو" تأسس بعد الحرب العالمية الثانية لردع الغزو السوفييتي المحتمل لأوروبا الغربية إلا أنه لم يعد مبعوثا للسلام كما أدعى وأصبح محرضا للحرب.

وحذر من أن الولايات المتحدة تحاول الآن إنشاء ما يعادل حلف الناتو في آسيا، ففي السنوات الأخيرة تحركت الولايات المتحدة لتعميق شبكتها من التحالفات مع دول مثل الفلبين واليابان وكوريا الجنوبية، وتشكيل تجمعات جديدة مثل (أوكوس) مع بريطانيا وأستراليا ورباعية مع اليابان والهند وأستراليا.

كما تمت دعوة أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا إلى قمم حلف الناتو الأخيرة في خطوة قال عنها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين إنها تهدف إلى كسر الحواجز بين أوروبا وآسيا والولايات المتحدة، وأن اليابان تلعب دورا محوريا باعتبارها وكيلا للولايات المتحدة، وأصبحت جسرا بين أوروبا وشمال شرق آسيا، وأن التطورات مثل اتفاقية الدفاع المتبادل الأخيرة بين روسيا وكوريا الشمالية كانت عاملا آخر سيدفع اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة إلى تعزيز علاقاتها الدفاعية بسبب المخاوف بشأن ترسانة بيونج يانج النووية.

وربط العديد من المراقبين الاتفاقية الدفاعية بالحاجة قصيرة الأجل لروسيا إلى الأسلحة لاستخدامها في أوكرانيا ورغبة كوريا الشمالية في الحصول على التكنولوجيا العسكرية، لكن تشينج قال إن تصرفات الولايات المتحدة كانت سببا آخر لهذا التعديل الاستراتيجي.

كما حذر تشينج من أن السلام الإقليمي في آسيا أصبح "هشا " بسبب المظالم التاريخية والنزاعات الحالية، التي وفرت نفوذا إضافيا للولايات المتحدة، وقال "إن القومية المتزايدة تزيد من المخاطر، فمن الناحية التاريخية كانت القومية غالبا محركا رئيسيا للصراعات والحروب بين الدول، وفي عصر وسائل التواصل الاجتماعي أصبح صناع القرار أكثر عرضة للمشاعر القومية والتي يمكن أن تؤدي إلى قرارات غير عقلانية".