الخميس 29 اغسطس 2024

خبراء يحذرون من مخاطر التلوث والفيضانات على أثينا بسبب حرائق الغابات

حرائق الغابات

عرب وعالم29-8-2024 | 11:18

دار الهلال

حذر خبراء من مخاطر التلوث والفيضانات التي تهدد العاصمة اليونانية أثينا بعد أسبوعين من أسوأ حرائق غابات شهدتها اليونان هذا الصيف.

ويعيش أكثر من ثلث سكان هذا البلد المتوسطي البالغ عددهم 10 ملايين نسمة في منطقة أتيكا، التي تحيط بأثينا والتي اجتاحت النيران جزءًا منها (حوالي 10 آلاف هكتار) في منتصف شهر أغسطس الجاري.

واستغرق الأمر ثلاثة أيام حتى تمكن المئات من رجال الإطفاء من السيطرة على هذا الحريق الذي بدأ على بعد 40 كيلومترًا فقط شمال شرق أثينا ووصل بعد ذلك إلى جبل بنتيلي وضواحي العاصمة؛ ما أدى إلى إجلاء الآلاف حسبما أوردت قناة "تي في 5" الفرنسية، اليوم/الخميس/.

وفي جميع أنحاء البلاد، تستمر حصيلة الحرائق السنوية في الارتفاع، منذ شهر مايو الماضي، مع زيادة بنسبة 50% في اندلاع الحرائق مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، وفقًا للحكومة.

ووفقا للمرصد الوطني في أثينا، فإن 37% من الغابات المحيطة بالعاصمة قد دمرتها النيران في السنوات الثماني الماضية.ومع ذلك، فقد شكلت هذه الغابات "الرئة الخضراء" لعاصمة ذات كثافة سكانية عالية.

وقال ألكسندروس ديميتراكوبولوس، أستاذ علم حرائق الغابات في جامعة أرسطو في سالونيك "لقد فقدت أتيكا معظم غاباتها وهناك الآن خطر وشيك على السكان من حيث البيئة الملوثة وخطر الفيضانات بسبب تآكل التربة قبل 100 عام، كانت غابات الصنوبر قوية، اليوم، تتكون نباتات الغابات من أشجار الصنوبر المتقزمة (...) والشجيرات وفي الشتاء المقبل، يلوح في الأفق خطر حقيقي".. مشيرا إلى أن اختفاء جزء من الغابات يزيد من درجات الحرارة الصيفية المرتفعة بالفعل.

ومن جانبه، قال خبير الأرصاد الجوية ثيودور جياناروس من المرصد الوطني في أثينا "أعتقد أننا سنواجه مشكلات تتعلق بالفيضانات المفاجئة وتآكل التربة".

وبدوره، قال ديميتريس كازانيس، الأستاذ في جامعة أثينا الوطنية والخبير في بيئة الحرائق، إن "أتيكا لا يمكن أن تفقد المزيد من الغابات (...) يجب أن نجد حلاً في منطقة يوجد فيها الكثير من الأسمنت، والعديد من الطرق، والكثير من الضوضاء، نحتاج إلى الغابات".

وتؤثر الحرائق المتكررة أيضًا على قدرة الغابة على التجدد وقد أصاب الحريق بالقرب من أثينا منطقة مغطاة بأشجار الصنوبر الحلبي، وهو نوع تطور ليتكيف مع الحرائق ولكنه يحتاج إلى ما بين 15 إلى 20 عامًا على الأقل بين الحرائق حتى يتجدد بشكل طبيعي.

وقالت ماردريتا أريانوتسو، أستاذة علم البيئة في جامعة أثينا، إن "المنطقة المدمرة شهدت العديد من الحرائق في الماضي، بعضها على فترات متقاربة للغاية وهناك (الآن) مناطق محترقة بشكل متكرر وتحتاج إلى تدخلنا لاستعادتها".

وحث رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس على التحرك في مواجهة هذه الحرائق التي تتكرر كل صيف، وكشف النقاب عن تدابير مثل إعادة التشجير وإنشاء الحدائق الخضراء وإجراء دراسات حول الوقاية من الحرائق.

ويطالب البعض بزراعة أنواع جديدة من الأشجار لأن أشجار الصنوبر تحترق بسرعة كبيرة بسبب مادة الراتنج الطبيعية القابلة للاشتعال.

وأكد الخبراء إن أحد الحلول هو إنشاء غابات مختلطة أكثر مرونة وإنشاء أحزمة خضراء.. وأشاروا إلى تعدي المناطق الحضرية على أراضي الغابات.

وقال ديميتراكوبولوس "حيثما تُحرق الأشجار، تنمو المنازل في الماضي، كان من الشائع جدًا، في المناطق التي يكون فيها الضغط البشري قويًا للغاية فيما يتعلق بالبناء، كما هو الحال في أثينا، حرق الغابات لإنشاء أراضٍ للبناء".

ومع ذلك، فإن تطور المناطق المحيطة بالمدن يزيد من وتيرة الحرائق، ومعظمها من أصل بشري، سواء كان حريقاً متعمداً أو إهمالاً ويعتقد المحققون أن عمود كهرباء معيب ربما يكون سبب اندلاع الحريق في منتصف شهر أغسطس الجاري.

واختتم ديميتراكوبولوس حديثه قائلاً: "حيث يوجد الناس، وحيثما يوجد اقتصاد بشري، تشتعل النار في الغابة".