نجيب محفوظ يُعد من أبرز رواد الأدب العربي في القرن العشرين، وقبل أن يصبح ذلك الكاتب المبدع الحائز على جائزة نوبل، كانت بداياته كشاب عادي يخوض غمار الحياة، وقد كانت له هوايات أخرى غير الأدب، ومن بين الجوانب غير المعروفة من حياته التي قد تدهش الكثيرين: نجيب محفوظ كان لاعب كرة قدم بارعا في أيام شبابه، كما صرّح صديق عمره الدكتور أدهم رجب، أستاذ ورئيس قسم الطفيليات بكلية الطب جامعة قصر العيني.

في تلك المرحلة من شبابه، كان الدكتور أدهم رجب، الصديق المقرّب لنجيب محفوظ، يُنسب الفضل إليه في تعريف "محفوظ" بالأدب الرفيع وتوجيهه نحو الاطلاع الواسع والكتابة الإبداعية، إذ كان يزوّده بالكتب والمجلات الأدبية ويناقش معه موهبته الأدبية الوليدة.

وفي مقال نادر نُشر بمجلة الهلال في 1 فبراير 1970م، تحدث الدكتور أدهم عن براعة نجيب محفوظ في لعب كرة القدم، موضحا أن "محفوظ" كان معروفًا بسرعته الفائقة ومهاراته الكروية التي كانت تجعله نجمًا لامعًا في الملعب.

نجيب محفوظ لاعب كرة!

قال الدكتور أدهم رجب: كان نجيب محفوظ لاعب كرة من طراز نادر، في أيام صبانا في العباسية كان محاورا ومداورا ومناورا كرويا لو استمر لنافس على الأرجح حسين حجازي والتتش ومن بعدهما عبد الكريم صقر ثم الضظوي، وأقول الحق، وأنا أشهد للتاريخ أنني لم أر في حياتي حتى الآن - وأنا مدمن للكرة فأنا شاهد عدل - أقول لم أر لاعبا في سرعة نجيب محفوظ في الجري، كان أشبه بالصاروخ المنطلق وكان هذا يلائم الكرة في عصر صبانا، ففي شبابنا الباكر كان عقل اللاعب في قدميه، وكان اللاعب القدير هو اللاعب الفرد الذي ينطلق بالكرة كالسهم نحو الهدف لا يلوى على شيء.. كان عقل نجيب محفوظ أيامها في قدميه!

تعليق نجيب محفوظ:

رد نجيب محفوظ قائلًا: لم تكن النظريات والتقسيمات والخطط في فن الكرة قد ظهرت بعد، لم نكن نعرف ما هي خطة: 3 - 2 - 3 ولا ما هي 4- 2 - 4.. كان الجري السريع هو ما يميز اللاعب الممتاز.. وهذه الشهاد من صديق عمري تعطيكم فكرة عن المستقبل الكروي الذي أضعته في سبيل الأدب.