كشف الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية عن أهم الأحداث والظواهر الفلكية لشهر سبتمبر والتى يمكن متابعتها ورصدها بالعين المجردة السليمة، وأبرزها خسوف جزئي للقمر العملاق الأول لعام 2024 يرى في مصر، وبدء فصل الخريف واقترانات للكواكب والنجوم.
وقال تادرس في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم إن أولى تلك الظواهر ستحدث يوم الثلاثاء المقبل حيث يولد القمر الجديد (محاق ربيع الأول) ولن يكون القمر مرئيا في السماء طوال الليل في ذلك اليوم إيذانا ببدء ميلاد القمر الجديد ، إذ يقترن القمر مع الشمس في ذلك اليوم فيشرق معها ويغرب معها فلا يترائى أبدا إذ يكون وجهه المضيئ مواجها للشمس ووجهه المظلم مواجها للأرض وإلى أن يخرج القمر من حالة الاقتران مع الشمس حينئذ يولد القمر الجديد.
وأوضح أن رؤية الهلال الجديد بالعين المجردة تعتمد أساسا على فترة بقاء القمر الوليد في السماء أثناء الشفق المسائي بعد غروب الشمس مباشرة ، كما تعتمد رؤيته أيضا على صفاء السماء وخلوها من السحب والغبار.
ونوه الى أن أيام المحاق تعد هي أفضل الليالي الليلاء خلال شهور السنة بالنسبة للفلكيين لرصد الأجرام السماوية الخافتة مثل المجرات والحشود النجمية ونجوم الكوكبات البعيدة ، حيث لا يعيق ضوء القمر في هذا الوقت الأرصاد الفلكية المطلوبة.
وقال أستاذ الفلك إنه في 5 سبتمبر سيصل كوكب عطارد (أقرب الكواكب إلى الشمس) إلى أقصى استطالة غربية له من الشمس تبلغ 18 درجة تقريبا.
وأضاف أن هذا الوقت هو أفضل وقت لمشاهدة عطارد وتصويره لأنه سيكون في أعلى نقطة له فوق الأفق في السماء الشرقية فجرا قبل شروق الشمس مباشرة إلى أن يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
ولفت إلى أنه في ذات اليوم 5 سيترائى القمر مقترنا مع كوكب الزهرة (ألمع كواكب المجموعة الشمسية) ، حيث يمكن رؤية هذا الاقتران بالعين المجردة السليمة بعد غروب الشمس مباشرة باتجاه الغرب ، وسنجد القمر والزهرة متجاورين في السماء ، وسيظلان هكذا حتى بداية غروبهما في الـ 8:20 مساء تقريبا.
ونوه إلى أنه في 6 سبتمبر سيترائى القمر مقترنا مع النجم سبيكا Spica - السماك الأعزل أو السنبلة - وهو ألمع نجم في برج العذراء (ألفا العذراء) و يمكن رؤية هذا المشهد بالعين المجردة السليمة حيث نراهما متجاورين في السماء بعد غروب الشمس مباشرة ، وسيظلان بالسماء إلى أن يبدأ المشهد بالغروب في الـ 8:45 مساء تقريبا.
وأوضح أن النجم سبيكا من النجوم المتغيرة يبلغ حجمه 8 مرات تقريبا مثل حجم الشمس ، وتقدر كتلته بـ 11 مرة تقريبا مثل كتلة الشمس ، ويبعد عن الأرض حوالي 260 سنة ضوئية.
ونوه إلى أنه في 8 سبتمبر سيكون الكوكب العملاق زحل (لؤلؤة المجموعة الشمسية) في أقرب نقطة له من الأرض في ذلك اليوم ، حيث يكون وجهه مضاء بالكامل بالشمس فيظل مرئيا طوال الليل ، ويكون أكثر إشراقا ولمعانا من أي وقت آخر في السنة ، وهو أفضل وقت لمشاهدته وتصويره.
وأكد أنه يمكن رؤية كوكب زحل بالعين المجردة السليمة كنقطة لامعة تميل إلى اللون الأصفر ، ولكن باستخدام تلسكوب صغير يمكن رؤية حلقات زحل الرائعة والمميزة مع بعض أقمار كوكب زحل.
وأشار إلى أنه في 9 سبتمبر سيشرق كوكب عطارد مقترنا مع النجم ريجولس (قلب الأسد) ، وهو ألمع نجم في برج الأسد ويعتبر من النجوم اللامعة في سماء الليل عموما ، وتبلغ كتلته 3.5 ضعف كتلة الشمس ويبعد عنا حوالي 79 سنة ضوئية .
وأوضح أنه يمكن رؤية هذا الاقتران بالعين المجردة السليمة في الـ 5:25 صباحا قبل شروق الشمس وحتى اختفاء المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
وذكر أنه في 10 سبتمبر سيترائى القمر مقترنا مع النجم العملاق (قلب العقرب) ألمع نجم في برج العقرب بعد غروب الشمس مباشرة ، ويمكن رؤية هذا الاقتران بالعين المجردة السليمة في السماء حيث يكون القمر جوار ذلك النجم ، ويترافقان معا إلى أن يبدأ المشهد بالغروب في الـ 10:50مساء تقريبا.
ونوه الى أن أنتاريس هو نجم أحمر يفوق كتلة الشمس بـ 10 أضعاف ، ويبعد عن الأرض بحوالي 600 سنة ضوئية.
ولفت استاذ الفلك إلى أنه في 11 سبتمبر سيترائى القمر في هذا اليوم في طور التربيع الأول حيث يترائى القمر في منتصف مساره في السماء وقت غروب الشمس تقريبا ، علما بأن الجزء المضيئ من القمر يشير دائما إلى إتجاه الشمس حتى لو كانت الشمس تحت الأفق ،و يتحرك القمر في السماء بمرور الساعات نحو الغرب إلى أن يبدأ بالغروب عند منتصف الليل تقريبا.
وأشار إلى أنه في 17 سبتمبر سيشرق القمر مقترنا مع كوكب زحل (لؤلؤة المجموعة الشمسية) في ذلك اليوم ، حيث نراهما متجاورين بالسماء بعد غروب الشمس مباشرة ، وسيظلان بالسماء حتى بداية غروب المشهد صباحا مع شروق الشمس .. وفي 18 سبتمبر سيكتمل قرص القمر ويصبح بدرا كامل الاستدارة في ذلك اليوم حيث تبلغ نسبة لمعانه 100% ،موضحا أن القمر سيشرق في ذلك اليوم بعد غروب الشمس مباشرة ويظل بالسماء طوال الليل إلى أن يغرب مع شروق الشمس في صباح اليوم التالي.
ولفت إلى أن العين المجردة لا تستطيع تمييز الاكتمال الحقيقي لقرص القمر ، لذلك يبدوا لنا القمر كما لو كان بدرا في الفترة من 17 إلى 19 سبتمبر.
وأضاف أن هذا البدر يعرف عند القبائل الأمريكية باسم (قمر الذرة أو قمر الحصاد) لأنه يتم حصاد الذرة في هذا الوقت من العام ، وهو البدر الذي يحدث قرب الاعتدال الخريفي ايضا.
وكشف عن أن هذا البدر هو القمر العملاق الأول من ثلاثة أقمار عملاقة لهذا العام ، حيث يكون القمر عملاقا عندما يتواجد في منطقة الحضيض في مداره حول الأرض ، وهي المنطقة القريبة نسبيا إلى الأرض ، لذلك يبدو حجمه أكبر قليلاً ولمعانه أكثر إشراقا من المعتاد.
وأكد أن وقت إكتمال القمر هو أفضل وقت لرؤية التضاريس والفوهات البركانية والحفر النيزكية على سطح القمر باستخدام النظارات المعظمة والتلسكوبات الصغيرة.
وقال أستاذ الفلك إنه في 18 سبتمبر سيحدث خسوف جزئي للقمر يرى في مصر ، موضحا أن خسوف القمر لا يحدث أبدا إلا اذا كان القمر بدرا ، ولهذا يحدث الخسوف الجزئي للقمر هذا الشهر في نفس موعد أكتمال القمر حيث يمر القمر في شبه ظل الأرض ، ثم في ظل الأرض حيث يغمق لونه ويصير داكنا أثناء عبوره شبه ظل الأرض ، ثم يظلم جزء صغير من الطرف الأيمن لقرص القمر في ذروة هذا الخسوف كما نراه في مصر.
وأضاف أن هذا الخسوف يرى ايضا في المنطقة العربية وكل أفريقيا وأوربا وأمريكا الشمالية والجنوبية وجزء كبير من آسيا.
ونوه إلى أنه في 18 سبتمبر سيترائى كوكب الزهرة (ألمع كواكب المجموعة الشمسية) مقترنا مع النجم سبيكا Spica - السماك الأعزل أو السنبلة - وهو ألمع نجم في برج العذراء (ألفا العذراء).
وأوضح أنه يمكن رؤية هذا المشهد بالعين المجردة السليمة حيث نراهما متجاورين في السماء بعد غروب الشمس مباشرة وحتى يبدأ المشهد بالغروب في الـ 8:00 مساء تقريبا.
وأضاف أن النجم سبيكا من النجوم المتغيرة يبلغ حجمه 8 مرات تقريبا مثل حجم الشمس ، وتقدر كتلته بـ 11 مرة تقريبا مثل كتلة الشمس ، ويبعد عن الأرض حوالي 260 سنة ضوئية ، لافتا إلى أن الجُرمين يقتربان من بعضهما البعض ثم يبتعدان في الفترة من 15 الى 21 سبتمبر.
وأشار إلى أنه في 21 سبتمبر يكون الكوكب العملاق الأزرق نبتون في أقرب نقطة له من الأرض في ذلك اليوم ، حيث يكون وجهه مضاء بالكامل بالشمس فيظل مرئيا طوال الليل ، ويكون أكثر إشراقا ولمعانا من أي وقت آخر في السنة ، وهو أفضل وقت لمشاهدته وتصويره.
وأوضح أنه نظرا لبعده الكبير عن الأرض لا يرى نبتون بالعين المجردة ولذلك يحتاج الأمر إلى استخدام تلسكوب صغير ، علما بأن نبتون يظهر كنقطة زرقاء صغيرة في جميع التلسكوبات باستثناء الكبير منها.
ونوه إلى أنه في 22 سبتمبر سيشرق القمر في ذلك اليوم في الـ 10:00 مساء تقريبا مقترنا مع الحشد النجمي (الثريا أو الأخوات السبعة) ، وهو أحد ألمع وأشهر الحشود النجمية المفتوحة في السماء الشمالية.
وأضاف أنه يمكن رؤية هذا الاقتران بالعين المجردة السليمة باتجاة الشرق ، ويظل مرئيا إلى أن يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
وذكر أن حشد الثريا يقع على بعد 440 سنة ضوئية من الأرض ، ويتكون من عدة مئات من النجوم ولكن ألمع نجومه هم 7 فقط التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة ، ولذلك يطلق عليه الأخوات السبعة.
وكشف عن حدوث الاعتدال الخريفي يوم 22 سبتمبر وتكون ذروة فصل الخريف فلكيا في ذلك اليوم حيث تشرق الشمس عمودية تماما على خط الاستواء فيتساوى طول الليل والنهار مجددا على الكرة الارضية كما في الاعتدال الربيعي.
وأوضح أن الاعتدال الخريفي يكون في نصف الكرة الشمالي يقابله الاعتدال الربيعي في نصف الكرة الجنوبي ، ثم يبدأ طول النهار في النقصان تدريجيا يوما بعد يوم حتى يصبح أقل ما يمكن في 23 ديسمبر القادم حيث الانقلاب الشتوي (ذروة فصل الشتاء فلكيا) ، وفيه يزيد طول الليل عن طول النهار بطريقة ملحوظة.
وأشار إلى أنه في 24 سبتمبر سيترائى القمر في هذا اليوم في طور التربيع الثاني حيث يشرق القمر متأخرا بعد منتصف الليل ، علما بأن الجزء المضيئ من القمر يشير دائما إلى إتجاه الشمس حتى ولو كانت الشمس تحت الأفق ،ثم يصبح القمر في وسط السماء تقريبا عند شروق الشمس ، ثم يستمر في التحرك نحو السماء الغربية إلى أن يبدأ بالغروب عند الظهر تقريبا ، اي عندما تكون الشمس في منتصف النهار.
ونوه إلى أنه في 26 سبتمبر سيشرق القمر في الـساعة الواحدة صباحا تقريبا في هذا اليوم ويكون مقترنا مع النجم بولوكس ألمع نجم في برج التوأم/ الجوزاء (ألفا التوأم).
وأوضح أنه يمكن رؤية هذا الاقتران بالعين المجردة السليمة حتى يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
ولفت إلى أن بولوكس هو نجم عملاق برتقالي اللون أكبر من الشمس بنحو 3 أضعاف ويبعد عن الأرض بنحو 34 سنة ضوئية.
ونوه إلى آخر الظواهر الفلكية لشهر سبتمبر والتي ستحدث يوم 27 سبتمبر وفيها يشرق القمر في الـساعة 1:50 صباحا تقريبا في هذا اليوم مقترنا مع الحشد النجمي" خلية النحل" في برج السرطان ولكن لصعوبة رؤية حشد خلية النحل بالعين المجردة ننصح بإستخدام تلسكوب صغير.
وأضاف أن هذا الاقتران سيظل مرئيا بالتلسكوب حتى يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس ، موضحا أن الحشد النجمي خلية النحل يقع على مسافة 580 سنة ضوئية تقريبا من الأرض ويبلغ عمره حوالي 600 مليون سنة ، وهو يظهر كسحابة مجسمة كما رآها العالم الفلكي جاليليو لأول مرة باستخدام التلسكوب عام 1609 إذ تمكن من رؤية 40 نجما فقط .