الثلاثاء 3 سبتمبر 2024

132 عامًا من الإبداع.. كيف شكلت «مجلة الهلال» وجه الثقافة العربية؟

مجلة الهلال

ثقافة1-9-2024 | 10:59

بيمن خليل

نحتفل اليوم بمرور 132 عامًا على صدور العدد الأول من مجلة الهلال الثقافية، لا تمثل هذه المجلة حجر الزاوية في تاريخ الصحافة الأدبية العربية فقط، بل تعكس أيضًا رحلة مدهشة من الريادة الثقافية والفكرية، منذ تأسيسها على يد جورجي زيدان في الأول سبتمبر عام 1892.

شكلت الهلال منارة تضيء عالم الثقافة وتعكس حالة الإبداع، حيث عملت بجرأة وتفانٍ في تقديم الأفكار الجديدة والأصوات المبدعة، تُعد مجلة الهلال، التي تصدر شهريًا عن دار الهلال، أول مجلة ثقافية شهرية عربية، وقد لعبت دورًا محوريًا في تطوير المشهد الأدبي والفكري في العالم العربي، وإثراء الحياة الثقافية العربية.

كان جرجي زيدان يتولى بنفسه تحرير المجلة، وبعد ذلك ساعده ابنه إميل، وبعد خمس سنوات فقط من صدورها، اتسع صداها وزادت شهرتها وانتشارها، نشر زيدان فيها كتبه على شكل فصول متفرقة، مثل كتاب «تاريخ التمدن الإسلامي» و«تاريخ آداب اللغة العربية» و«تراجم مشاهير الشرق» والعديد غيرها.

على مدى أكثر من قرن، حافظت المجلة على مكانتها كمصدر أساسي للمقالات الأدبية، والتحليلات الثقافية، والابتكارات الفكرية، والحوارات الثرية، ومن خلال صفحاتها، شهدنا تجسيدًا لأحلام وطموحات الأدباء والمفكرين، واحتضانًا لأجيال من المبدعين الذين ساهموا في تشكيل وجه الثقافة العربية.

كتب في مجلة الهلال عمالقة الفكر والأدب ورواد الثقافة في مصر والعالم العربي، وترأس تحريرها كبار الأدباء أمثال: إميل زيدان، وشكري زيدان، وعلي أمين، وفكري أباظة، وحسين مؤنس، وأحمد زكي، وعلي الراعي، وصالح جودت، وأحمد بهاء الدين، ومكرم محمد أحمد، وأمينة السعيد، وغيرهم.

سبب تسمية المجلة بالهلال

حول سبب تسمية المجلة باسم «الهلال»، قدم جورجي زيدان ثلاثة أسباب رئيسية:

أولها: تبركًا بالهلال العثماني رفيع الشأن شعار الدولة، وثانيها: إشارة إلى ظهور هذه المجلة مرة في كل شهر، وثالثها: تفاؤلا بنموّها مع الزمن حتى تتدرج في مدارج الكمال فإذا لاقت قبولا وإقبالا أصبحت بدرًا كاملا، وقال زيدان أيضًا «نرجو أن تصادف خدمتنا استحسانًا لدى القراء».

أقسام المجلة

وقسم زيدان موضوعات مجلته إلى خمسة أبواب:

أولا: «باب أشهر الحوادث وأعظم الرجال» فلا يخلو جزء من تاريخ حادثة شهيرة أو رجل عظيم أو أكثر مع ما يحتاج إلى إيضاحه من الرسوم.

ثانيًا: باب «المقالات» ويظهر في كل جزء مقالة أو غير مقالة بقلمنا أو أقلام كتابنا المعاصرين.

ثالثًا: باب «الروايات» وسندرج فيه من الروايات ما كان على مثال ما كتبناه مما هو تاريخي أدبي ممثل لعوائد الشرقيين وحوادثهم موافق لأذواقهم خال من الحوادث الأجنبية والمسميات الأعجمية فندرج في كل جزء من الهلال جزءًا من الرواية مع ما تحتاج إليه من الرسوم.

رابعًا: باب «تاريخ الشهر» وهو يشتمل على ماجريات الشهر الغابر في سائر أنحاء العالم ولا سيما مصر وسوريا ملخصة من أصدق صحف الأخبار فيجتمع منه في آخر كل سنة تاريخ حوادث تلك اسنة مرتبة حسب زمن حدوثها يوما فيومًا.

خامسًا: باب «منتخبات من الأخبار والتقريظ وغير ذلك».