يعتبر التأمين الصحي الشامل نموذجًا عالميًا رائدًا يطبق بأفضل الممارسات، لذا تعمل الدولة المصرية على التوسع في تطبيق ذلك النظام، ما يؤدي في الأخير إلى تحسين جودة وكفاءة نظم تقديم الرعاية الصحية، وتغطية متطلبات علاج الأمراض المزمنة، والاختلالات الصحية الأخرى التي تتطلب رعاية مستمرة.

وفي هذا الإطار، تستعد الدولة المصرية، في غضون الفترة المقبلة، للتوسع في تطبيق نظام التأمين الصحي الشامل، ليضم المزيد من المحافظات، وذلك بعد نجاح تطبيقه في محافظات بورسعيد والسويس والإسماعيلية والأقصر وأسوان وجنوب سيناء في المرحلة الأولى.

ومن المقرر، أن تطبق المرحلة الثانية من ذلك النظام في محافظتي دمياط ومطروح، تليهما محافظات المنيا وشمال سيناء وكفر الشيخ، إذ بدأ تأهيل البنية التحتية اعتبارًا من العام المالي الجديد، وذلك في كافة المحافظات المستهدفة.

وتتسم المرحلة الثانية الخاصة بالتأمين الصحي الشامل، بأنها ستشهد إتاحة فرصة أكبر للقطاع الخاص للمشاركة، بالإضافة إلى فرص استثمارية واعدة للانضمام للمنظومة مع الحفاظ على الحد الإستراتيجي لتقديم الخدمات من خلال منشآت هيئة الرعاية الصحية.

هذا بالإضافة إلى أن هناك تنسيقًا كاملًا بين وزارة الصحة والسكان المصرية من جهة، وهيئة الرعاية الصحية من جهة أخرى، لضمان الوفاء بمتطلبات التشغيل القياسية للمرحلة الثانية من منظومة التأمين الصحي الشامل، وذلك بالإضافة إلى خطة واضحة لضمان النقل السلس للأصول العلاجية من الوزارة وجهاتها التابعة لهيئة الرعاية الصحية إيذانًا بتفعيل التشغيل، وفقًا لقواعد المنظومة الجديدة.

 

 توجيهات رئاسية

في غضون ذلك، صدرت التوجيهات الرئاسية، اليوم، بسرعة الانتهاء من إنشاء وتطوير 30 مستشفى و500 وحدة ومركزًا طبيًا في محافظات المرحلة الثانية بالتأمين الصحي الشامل.

كما وجهت بضم 8.5 مليون منتفع من تكافل وكرامة، والعمالة غير المنتظمة في قطاعي التشييد والبناء، إلى مظلة التأمين الصحي، وذلك بتكلفة 10 مليار جنيه سنوياً، مع دراسة مدى إمكانية ضم المزيد من الفئات الأخرى من العمالة غير المنتظمة خلال المرحلة المقبلة.

 

 

 إنجازات التأمين الصحي الشامل

كانت بداية تطبيق منظمة التأمين الصحي الشامل في عام 2019 من محافظة بورسعيد، وعلى مدى 2021 - 2022 ضمت المنظومة 5 محافظات، وهم: الأقصر والإسماعيلية وجنوب سيناء وأسوان والسويس، وبذلك تم تطبيق المرحلة الأولى من منظومة التغطية الصحية الشاملة.

حيث جرى تسجيل 5 ملايين مواطن في المحافظات الست لتطبيق التأمين الصحي الشامل، ليصبح للهيئة العامة للرعاية الصحية 321 منشأة صحية تابعة لها بالست محافظات، حتى يونيو 2024، فيما تم اعتماد 233 منشأة طبية سواء اعتماد كلي أو مبدئي، وذلك طبقًا لمعايير الهيئة العامة للإعتماد والرقابة الصحية GAHAR، والمعترف بها من منظمة الإسكوا العالمية.

وحتى يونيو 2024، تمكنت المنظومة من تقديم أكثر من 44 مليون خدمة طبية وعلاجية للمستفيدين منها في هذه المحافظات، بما في ذلك 16 مليون خدمة في بورسعيد، وأكثر من 16 مليون خدمة في الأقصر، و9.5 ملايين خدمة في الإسماعيلية، 1.3 خدمة في جنوب سيناء، 510 ألف خدمة في أسوان، ومليون خدمة طبيةفي السويس.

بجوار تقديم أكثر من 27 مليون خدمة طب أسرة في منشآت طب الأسرة التابعة لهيئة الرعاية الصحية في المحافظات الست، وذلك كون وحدات طب الأسرة تقدم 80 بالمائة من الخدمات التي يحتاجها المواطن، والأسرة هي وحدة الانتفاع تحت مظلة التغطية الصحية الشاملة وليس الفرد، فيما تم إجراء 550 ألف عملية تحت مظلة التأمين الصحي الشامل، وبلغت نسبة العمليات المتقدمة وذات المهارة منها 35 بالمائة.

فضلًا عن إجراء أكثر من 3 مليون فحص طبي شامل للمستفيدين في المحافظات الست المشمولة بالتأمين الصحي الشامل، بما في ذلك الفحوصات الطبية الروتينية والفحوصات التشخيصية اللازمة، والتي تساهم في الكشف المبكر عن الأمراض، ويتم الفحص الطبي الشامل، بالمجان، وبشكل دوري لمنتفعي منظومة التأمين الصحي الشامل.