الأربعاء 11 سبتمبر 2024

علماء يتوصلون إلى معرفة التاريخ المبكر لاستيطان الإنسان لجزر البحر المتوسط

كهف جينوفيسا في جزيرة مايوركا

ثقافة1-9-2024 | 20:48

إسلام علي

فحص علماء الجيولوجيا جسرًا مغمورًا بطول 25 قدما، وذلك يستدعي المعالجة القديمة لسؤال قديم وهو "متى استيطن البشر جزر غرب البحر الأبيض المتوسط"، وقد ضيق هذا الفحص الفجوة التاريخية بين جداول استيطان المناطق الشرقية والغربية للبحر الأبيض المتوسط.

أبرزت دراسة جديدة أجرتها جامعة جنوب فلوريدا استعمار البشر للبحر الأبيض المتوسط الغربي، وكشفت أن الاستيطان هناك كان أقدم مما كان يعتقد سابقا.

يتحدى هذا البحث، الذي نُشر في مجلة  Communications Earth & Environment، الافتراضات القديمة ويقلص الفجوة بين جداول استيطان الجزر في منطقة البحر الأبيض المتوسط.


تُعتبر إعادة بناء الاستعمار البشري المبكر على جزر البحر الأبيض المتوسط أمرًا صعبًا بسبب قلة الأدلة الأثرية، ومن خلال دراسة جسر مغمور، تمكن فريق بحثي بقيادة بوجدان أوناك، أستاذ الجيولوجيا بجامعة جنوب فلوريدا، من تقديم أدلة قوية على النشاط البشري المبكر داخل كهف جينوفيسا، الذي يقع في جزيرة مايوركا الإسبانية.

يقع الكهف بالقرب من ساحل مايوركا ويحتوي على ممرات غمرتها المياه الآن بسبب ارتفاع منسوب البحر، مع تكوينات قشور كالسيت مميزة خلال فترات ارتفاع منسوب البحر.

وتعمل هذه التكوينات، بالإضافة إلى شريط فاتح اللون على الجسر المغمور، كبدائل لتتبع التغيرات التاريخية في منسوب البحر بدقة وتحديد تاريخ بناء الجسر.

وأوضح أوناك أن "وجود هذا الجسر المغمور والقطع الأثرية الأخرى يشير إلى مستوى متقدم من النشاط، مما يدل على أن المستوطنين الأوائل كانوا يعرفون موارد المياه في الكهف وبنوا البنية التحتية بشكل استراتيجي للتنقل فيه."

وتعد جزيرة مايوركا سادس أكبر جزيرة في البحر الأبيض المتوسط، وكانت من بين آخر الجزر التي استعمرها البشر، اقترحت الأبحاث السابقة أن الوجود البشري يعود إلى ما يصل إلى 9000 عام، لكن التناقضات وسوء حفظ المواد المؤرخة بالكربون المشع، مثل العظام والفخار، أثارت الشكوك حول هذه النتائج. 

استخدمت الدراسات الأحدث الفحم والرماد والعظام الموجودة في الجزيرة لإنشاء جدول زمني للاستيطان البشري منذ حوالي 4400 عام، مما يتماشى مع الأحداث البيئية المهمة مثل انقراض جنس الماعز والظباء.

من خلال تحليل النمو المعدني على الجسر وتغيرات اللون عليه، اكتشف أوناك وفريقه أن الجسر بُني قبل حوالي 6000 عام، أي قبل التقدير السابق بأكثر من ألفي عام، هذا الاكتشاف يضيق الفجوة الزمنية بين المستوطنات الشرقية والغربية في البحر الأبيض المتوسط.

وأكد أوناك أن "هذا البحث يبرز أهمية التعاون بين التخصصات المختلفة في الكشف عن الحقائق التاريخية وتعزيز فهمنا للتاريخ البشري".

حظيت الدراسة بدعم العديد من المنح من مؤسسة العلوم الوطنية، وشملت أعمالًا ميدانية مكثفة مثل الاستكشاف تحت الماء وتقنيات التأريخ الدقيقة. وسيسعى أوناك لمواصلة استكشاف أنظمة الكهوف، التي تحتوي بعض منها على رواسب تعود إلى ملايين السنين، لتحديد مستويات سطح البحر قبل العصر الصناعي وفحص تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري الحديثة على ارتفاع مستوى سطح البحر، وذلك نقلا عن موقع science daily.