الثلاثاء 3 سبتمبر 2024

مهرجان المسرح التجريبي| ناقد مغربي: المسرح العربي ليس له هوية وتتداخل فيه الثقافات

الناقد المسرحي المغربي الدكتور عبد الواحد بن ياسر

ثقافة2-9-2024 | 14:52

همت مصطفى

قدم الناقد المسرحي المغربي الدكتور عبد الواحد بن ياسر، ورقة بحثية بعنوان «تعويم الهويات في المسرح المعاصر»، موضحا مفهوم الهوية في المسرح اليوم، قائلا : يستلزم الوقوف على تمحيص المفهوم نفسه ومساءلته، وهو غالبا ما يحيل إلى مفهوم الثقافة ويرتبط به، ومن تم تأتي مقولة "الهوية الثقافية" التي تعود في أصلها إلى الأنثروبولوجيا ولعلم النفس الاجتماعي في خمسينيات القرن الماضي.

وأضاف «بن ياسر» : أما حداثة خاصية التداخل أو التمازج الثقافي في المسرح المعاصر، فتعود لكون مفهوم الإخراج المسرحي نفسه حديث العهد، ولم يلجأ إلى هذا التداخل بشكل واع يستند إلى أسس جمالية واضحة إلا مع التجارب الطليعية لكل من «مایر هولد» و«بریخت» و«أرطو»، وبشكل أكثر عمقًا و جذرية مع المجموعات الفنية المختلطة والتي تتداخل فيها ثقافات وجنسيات مختلفة، كما تدل على ذلك تجارب «باربا» و«بروك» و«منوشكين»، ويمكن اعتبار منطقة الإخراج المسرحي أهم وأنجح ورش أو مختبر تتم فيه مساءلة كل التمثلات الثقافية والهوياتية، وتعرض للمشاهدة والاستماع ليتم تمثلها من قبل الركح والقاعة في الآن نفسه.

وأوضح د. عبد الواحد بن ياسر، أنه من النماذج المسرحية التي أفرزت إشكالية المسرح والهوية تأتي مسرحية «ريتشارد الثاني لشكسبير ومن إخراج أريان منوشكين»، وفيه لجأ منوشكين إلى أحد الأشكال المسرحية الشرقية العتيقة وهو  المسرح الياباني القديم، وإن أول ما يبهرنا في المسرحية هو الفضاء المسرحي الجديد الذي لم تتعود عليه العين الغربية، ومجموع مكونات السينوغرافيا وعناصرها البسيطة، والفضاء الرمزي المفعم بالأصوات الموسيقية الصاخبة والهادئة المنبعثة من آلات شبه خرافية مستوردة من مناطق الشرق الأقصى، فضلا عن أسلوب الأداء المعتمد على فن الكابوكي بتقاليده التشخيصية الصارمة المقطرة.

جاء ذلك خلال أولى جلسات المحور الفكري لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، في دورته الحادية والثلاثين «دورة د. علاء عبد العزيز» برئاسة الدكتور سامح مهران، تحت عنوان «المسرح وصراع المركزيات" وجاءت الجلسة الأولى تحت عنوان "تعويم الهوية المسرحية» والتي أقيمت بقاعة الندوات بالمجلس الأعلى للثقافة، و أدارها السفير علي مهدي من السودان.