أشارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، التابعة للأمم المتحدة، إلى أن القارة الأفريقية تحملت العبء الأكبر من الآثار السلبية الناتجة عن تغير المناخ والاحتباس الحراري.
وذكرت المنظمة، في تقرير لها بشأن حالة المناخ في أفريقيا نقلته قناة (فرنسا 24) الإخبارية، أن القارة الأفريقية تواجه أعباء مبالغ فيها تتمثل في التكلفة الضخمة لجهود التكيف مع التغيرات المناخية، موضحة أن منطقة شمال أفريقيا شهدت معدلات ارتفاع في درجات الحرارة تعد الأسرع مقارنة بمتوسط ارتفاع الحرارة العالمي، حيث سجلت مدينة "أغادير" المغربية درجة حرارة قصوى جديدة بلغت 50.4 درجة، في حين شهدت دول أخرى هطولا كثيفا للأمطار أدى إلى حدوث فيضانات.
وقالت جوزيفا ليونيل كوريا ساكو، مفوضة الزراعة والتنمية الريفية والاقتصاد الأزرق والتنمية المستدامة بمفوضية الاتحاد الافريقي، في التقرير، إن "أفريقيا تواجه أعباء ومخاطر ضخمة ناشئة عن الظروف والأنماط الجوية المرتبطة بتغير المناخ، مما يسبب أزمات إنسانية هائلة لها آثار ضارة على الزراعة والأمن الغذائي والتعليم والطاقة والبنية التحتية والسلام والأمن والصحة العامة وموارد المياه والتنمية الاقتصادية-الاجتماعية بشكل عام."
ووفقا للمنظمة، فإن نحو 300 ألف شخص تضرروا بسبب الفيضانات خلال شهري سبتمبر وأكتوبر الماضيين في عشر دول إذ تحملت النيجر وبنين وغانا ونيجيريا الضرر الأكبر، حيث يأتي ذلك بعد أشهر من الفيضانات التي ضربت ليبيا وأجزاء من شرق أفريقيا.
كما شهدت زامبيا أسوأ موجة جفاف منذ أربعين عاما، مما أدى إلى تضرر نحو ستة ملايين شخص.. كما عانت عدة دول أخرى بسبب الجفاف الشديد في عام 2023.
وأوضح التقرير أن الظروف المناخية المتطرفة كالفيضانات والجفاف لها تأثير كبير على الأمن الغذائي، مشيرا إلى أن الدول الأفريقية تخسر في المتوسط ما بين 2-5% بالمائة من ناتجها المحلي الإجمالي، وتعيد الكثير من الدول توجيه ما يصل إلى 9% من موازناتها للاستجابة للظروف المناخية المتطرفة.
وذكر أنه قد يتعرض ما يصل إلى 118 مليون شخص ممن يعيشون على أقل من 1.90 دولار في اليوم إلى الجفاف والفيضانات والحرارة الشديدة في أفريقيا بحلول عام 2030، إذا لم يتم تنفيذ تدابير كافية.
وأشارت المنظمة الأممية إلى أن هذا سيضع عبئا إضافيا على جهود الحد من الفقر وسيعيق النمو بشكل كبير، منوهة بوجود حاجة عاجلة إلى الاستثمار في إمكانات جمع البيانات والتنبؤ والإنذار المبكر على نحو أفضل.
وأوضح التقرير أنه بين عامي 1970 و2021، فإن 35% من الوفيات المرتبطة بظواهر الطقس والمناخ والمياه حدثت في أفريقيا، في حين أن 40% فقط من سكان القارة أتيح لهم أنظمة إنذار مبكر - وهو المعدل الأقل من بين أي منطقة في العالم.
ولطالما لفت نشطاء مختصون في شؤون البيئة إلى أن أفريقيا تتكبد أحد أبهظ الأثمان لتغير المناخ في حين أن القارة السمراء مسؤولة عن جزء يسير من الانبعاثات العالمية للغازات المسببة للاحتباس الحراري.
ومن المقرر أن تركز قمة المناخ المقبلة (كوب 29) التي تستضيفها أذربيجان في شهر نوفمبر المقبل بشكل كبير على حجم الإسهام الذي يتعين على الدول الصناعية الغنية أن تتحمله لمساعدة الدول الأكثر فقرا للتكيف مع تغير المناخ.