الخميس 5 سبتمبر 2024

اكتشاف أثري يثبت عمل الأديرة كمستشفيات بالعصور الوسطى

جانب من الاكتشاف

ثقافة5-9-2024 | 01:28

إسلام علي

اكتشف علماء الآثار أثناء التنقيب في دير كوكهام والذي يقع بدوره بمقاطعة بيركشاير في جنوب شرق إنجلترا 20 مقبرة بشرية جديدة سليمة، بالإضافة إلى بقايا مضطربة لعدد أكبر من المقابر.

 

تُضاف هذه المدافن بدورها إلى بقايا 50 فردا تم العثورعليهم في العام الماضي، وبسبب كثرة ما تم اكتشافه من جثث لأفراد في ذلك الدير عزز نظرية، مفادها بأن المرضى والمحتضرين تلقوا الرعاية في هذا الدير.

 

ومنذ بداية شهر أغسطس، يقوم فريق من جامعة ريدينغ، بقيادة البروفيسور جابور توماس، أستاذ علم الآثار في العصور الوسطى المبكرة، بحفر الموقع.

 

وقد كشفت أعمالهم عن أسرار يعود تاريخها إلى أكثر من ألف عام، حيث قال توماس "تُظهر العظام المضطربة التي أُعيد دفنها في قبور لاحقة، إلى جانب المدافن السليمة، انتشارًا واسعًا للأمراض والإصابات الملتئمة.

 

يتقاطع العديد من المدافن مع بعضها البعض، مما أدى إلى اضطراب المواد الهيكلية وإعادة دفنها، هذا يدل على أن الأفراد تلقوا الرعاية الطبية في الدير عبر أجيال متعاقبة."

 

وأوضح توماس أن الاكتشافات تسلط الضوء على أهمية الأديرة الأنجلوساكسونية كمراكز للشفاء والرعاية الطبية، وأضاف: "يمكننا استنتاج دور هذه الأديرة من المصادر التاريخية، لكن كوكهام هو أحد المواقع الأثرية الأولى التي توفر أدلة مادية تفصيلية حول الأمراض والرعاية الطبية التي قدمتها المجتمعات الرهبانية في ذلك الوقت."

 

إلى جانب اكتشاف المدافن، وشارك موظفو الجامعة والطلاب والمتطوعون المحليون في أنشطة أخرى والتي منها: إكمال حفر بئر يعود تاريخه إلى القرن التاسع، تم اكتشافه لأول مرة في عام 2023، والعثور على عدة قطع خشبية محفوظة في قاعه، بما في ذلك وعاء خشبي نادر تم تحويله إلى مخرطة.

 

ومن ضمن عمل تلك البعثة أيضا، حفريات في خندق عميق بالقرب من نهر التيمز، كشفت عن بطانة خشبية محفوظة في القاعدة، مما يدل على أنها كانت حفرة لطاحونة مائية، واكتشاف مبانٍ خشبية جديدة داخل الأحياء السكنية للدير، وذلك طبقا لموقع الرسمي لجامعة ريدنج.