قال الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، إنه على الرغم من أنه لم يكتب في مجلة الهلال كثيرا، لكنه من قرائها، والمعجبين بتاريخها وأسلوبها في المحافظة على هوية معينة، مضيفا: "عندما طلب مني كتابة مقال قصير بمناسبة مرور ١٣٠ سنة على تأسيسها لفت نظري بعد تأمل كل المجلات أنها حافظت على أسسها".
وأوضح زايد، في كلمته في صالون دار الهلال الثقافي، أن كل المطبوعات تتعرض لهزات، فالأعداد الأولى تختلف عن الأعداد في المنتصف والأعداد الأخيرة، إلا أن مجلة الهلال لم يحدث فيها ذلك، فالمقالات ظلت بنفس الحجم والموضوعات تواكب الساعة والمستويات الفكرية والأحداث، وتتنوع في نشر كل صنوف الإبداع المختلفة وتحافظ عليها ولم تتأثر بالتطورات السياسية أو الانكسارات الأيديولوجية او المجتمعية".
ولفت إلى أن ذلك نابع من الأسس التي وضعها المؤسس الأول جرجي زيدان، والذي كان سببا في أن تستمر بهذا الشكل، وكذلك رؤساء تحرير والعاملين فيها على مر السنوات، حافظوا على هذه المدرسة والتزموا بها وطوروها تطويرا كبيرا وأدخلوا بعض الاهتمامات التي تهم الكثيرين، مثل سلسلة عن التكوين، بنشر مقالات للسير الذاتية حتى يتعرف الجيل الصغير على هذه الرحلات والمحطات في حياة المفكرين.
وشدد على أن مجلة الهلال كانت على درجة عالية من المهنية والالتزام وتخلق أجيال مستمرة، مقترحا عمل تحليل للموضوعات التي تناولتها الهلال وهل استطاعت أن تعبر عن الموقف الثقافي، وكذلك طبيعة الكتاب المشاركين بها على مر تاريخها، حيث كتب فيها معظم الكتاب المتميزين والأدباء.
وأكد أن الثقافة لا بد أن تكون مستقلة ولا تنضج أو تزدهر إلا من داخلها.
ونظمت دار الهلال، اليوم الأربعاء، صالونها الثقافي "132عامًا.. هلال جرجي زيدان يضيء سماء الثقافة العربية"، وذلك تحت رعاية الهيئة الوطنية للصحافة وبالتعاون بين دار الهلال ومكتبة الإسكندرية، ويشارك فى الصالون الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية وعدد من كبار الكتاب والمثقفين.
يدير الندوة الكاتب الصحفي طه فرغلي، رئيس تحرير مجلة الهلال وبوابة دار الهلال، بحضور عمر سامي رئيس مجلس إدارة دار الهلال، بحضور عدد من الكتاب والمثقفين.