الجمعة 22 نوفمبر 2024

عرب وعالم

تقرير: التلوث البلاستيكي آفة عالمية تهدد البيئة والصحة العامة

  • 7-9-2024 | 18:28

التلوث البلاستيكي

طباعة
  • دار الهلال

قال راديو وتليفزيون سويسرا أر تى أس إن التلوث البلاستيكى أصبح آفة عالمية بالنظر إلى تأثيراته الكبيرة على النظم البيئية والتنوع البيولوجي والصحة والبيئة، حتى في البحيرات السويسرية.

وأضاف /أر تى أس/، في تقرير له، أن الإنتاج العالمى للنفايات البلاستيكية بلغ حوالي 353 مليون طن، وهو رقم مذهل، مشيرا إلى أنه شهد تضاعفا خلال الفترة بين عامي 2000 و2019، وسط توقعات بتفاقم الرقم.. فيما يغزو هذا التلوث الحقول والمدن والبحيرات وتحمل الأنهار آلاف الأطنان من النفايات لينتهي بها الأمر بالتدفق إلى المحيط، إذ أنه في كل دقيقة يتم التخلص من عشرين طنا في البحار.

ويقول جيوبوليتيس باسكال هاجمان، مدير /أوسيانى/ وهي جمعية فى جنيف متخصصة في مراقبة تلوث المياه بالجزيئات البلاستيكية إن "العنصر الأول المقلق من التلوث البلاستكى هو كونه موجود فى كل مكان.. أما العنصر الثاني هو عدم وجود رجعة عن هذا التلوث، فنحن غير قادرين على الإطلاق على إزالته من البيئة".

وكانت جمعية /أوسيانى/ قد نشرت دراسة عن التلوث بالجزئيات البلاستيكية في ثمانى بحيرات سويسرية، وأظهرت النتيجة أن 100 بالمئة من البحيرات محل الدراسة متأثرة بهذا التلوث، خاصة بحيرتي جنيف و زيوريخ، بتركيزات مماثلة لتلك الموجودة في المحيطات، مشيرة إلى أن الوضع يشهد تدهورا منذ عام 2014 .

وأعرب هاجمان عن قلقه لأن هذا التلوث لايهدد البيئة فقط، بل يهدد الصحة العامة، وهو مصدر القلق الرئيسى للكائنات البشرية.. وقال "اليوم، أصبح بالإمكان قياس جزئيات بلاستيكية في الرئيتين، في مجرى الدم، في المشيمة، في عصارة الأشجار، هناك بالتأكيد بعض منها في كل مكان" .

من جانبها، قالت دلفين ليفى الفاريس عضو حركة /Break Free from Plastic/ (حركة التحرر من البلاستيك) إن التلوث البلاستيكي يلقي بتأثيره على العالم كله ابتداء من استخراج البترول والغاز والفحم لانتاج البلاستيك وحتى تصدرير مخلفات نحو دول ثالثة، حيث ينتهى بها الامر إلى الحرق أو مكبات النفايات.

وأضافت أن المخلفات البلاستيكية التي تنتج في الدول الصناعية تقوم بجولة حولة العالم، وقد صدر الاتحاد الأوروبي العام الماضي أكثر من ميلون طن من المخلفات البلاستيكية إلى عدة دول منها تركيا وفيتنام وماليزيا واندونيسيا، وهي الدول التي تتم فيها عملية إعادة تدوير المواد البلاستيكية.

وقالت /أر تى أس/ إنها إدارة معقدة على خلفية الاعمال المربحة لعملية إعادة تدوير المخلفات البلاسيتكية.. فهو سوق عالمى يقدر ب 40 مليار دولار .. وهو منحة اقتصادية للدول التي تقوم بعمليات تدوير المخلفات البلاسيتكية ولكنها ايضا طاعونا بيئيا والمثال الرمزى الملوثة بأطنان من النفايات مثالا رمزيا.

كما تواجه تركيا، التي رسخت مكانتها كواحدة من الدول الرائدة على مستوى العالم في مجال إعادة تدوير النفايات البلاستيكية، مشاكل التلوث "فأقل من 30% من النفايات البلاستيكية تم حرقها أو إعادة تدويرها، مما يعني أن أكثر من 70% يتم دفنها أو تشتيتها في البيئة، وبالطبع يجب علينا وضع البنية التحتية التي تسمح بمعالجة هذه النفايات"، كما يقول "هاجمان"، والذي نبه إلى أن إدارة النفايات تشكل إحدى الرهانات الرئيسية للمعاهدة الدولية المستقبلية للحد من التلوث البلاستيكي.

أما الصين، والتي طالما كانت رائدة في تدوير المواد البلاستيكية فقد وضعت حدا عام 2018 لواردات بعض الأنواع البلاستيكية .. وهو مؤشر طيب، كما يقول هاجمان .. فهو وعي بأن كل بلد مسؤول عن نفاياته".. 

واعتبار من الآن وحتى عام 2026، لن يستطيع الاتحاد الأوروبي تصدير مخلفاته البيئة إلى الدول خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.. وكانت جمعية الأمم المتحدة للبيئة قد أطلقت عام 2022 مفاوضات حول معاهدة دولية جديدة ملزمة قانونيا لوضع حد للتلوث البلاستيكي.. ويتواجه في ذلك معسكران: أحدهما يرغب في وضع حد للتلوث البلاستيكي في موعد أقصاه 2040 مع تقليل الانتاج الإجمالي.. والآخر بعض الدول المنتجة، وهي غالبا الدول البترولية التي تفضل أن تركز المعاهدة المستقبلية على تقليل المخلفات.

ومن المقرر أن تبدأ دورة جديدة من المفاوضات في نوفمبر القادم في بوسان بكوريا الجنوبية حول هذا الشأن.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة