الثلاثاء 4 يونيو 2024

أهالى شمال سيناء يد واحدة مع الجيش والشرطة بعد الاعتداء على أقباط العريش

1-3-2017 | 12:31

تقرير : سميحة درويش

لا يشعر بالنار إلا من يحترق بها، وأهل العريش هم من يعيشون فى قلب النار، يعرفون خطورتها، لكن أيضا، يعرفون ما يبذله رجال الجيش والشرطة من أجل محاربة الإرهاب ودحره وحماية أبناء سيناء دون تفرقة بين مسلم أو مسيحى.

أقباط العريش وإن كانوا يرون ما حدث صعبًا لكنهم يتفقون أنه لن يمر دون حساب من الجيش.

الوصف الأكثر وضوحًا لما يتعرض له الأقباط هو ما كشف عنه بيان «الأنبا قزمان»، أسقف شمال سيناء، الذى أكد أن ما يحدث للأقباط يأتى بعد الضربات الموجعة التى تلقاها التنظيم الإرهابي على ايدي الجيش والشرطة، ولم يكن هو الحادث الوحيد.

فقد تعرض الأقباط على مدار السنوت الماضية للاستهداف من قبل عناصر العنف المسلح لإثارة الرعب فى قلوبهم ودفعهم للرحيل عن بيوتهم.. وإن ماحدث مؤخرًا حلقة فى سلسلة العنف والاستهداف من أجل تشتيت جهود الدفاع عن سيناء.

وهو تقريباً نفس ما ذهب إليه الأنبا «ميخائيل» كاهن كنيسة العريش، الذى وصف الحادث بأنه صعب ومؤسف.. فلأول مرة يقع حادث ضد الأقباط بمثل تلك القسوة والبشاعة والتمثيل بالجثث!

ميخائيل يرى أن الدولة تقوم بواجبها خير قيام.. ولم تنكث بعهد أو لم تنفذ وعودها لنا، ففى أحلك الظروف، التى تمر بها شمال سيناء.. استجاب الجيش لنا، وسارع بترميم وإعادة بناء كنيسة مارى جرجس بالعريش فى عهد حكم الإخوان، بعدما احترقت وتهدمت بأيدى العناصر المسلحة، لكن كل ما يحدث هو رسائل لإرهاب الدولة، وتشتيت القوى المترابطة فى شمال سيناء لحمايتها بسواعد الجيش والشرطة والقوى الوطنية الصامدة ضد كل حوادث العنف والمرابطة من أجل حماية الجميع سواء..

ويرى ميخائيل أن محاولة إثارة النعرة الطائفية فى سيناء فاقدة لمعالم الطريق.. لأن أهل سيناء وحدة واحدة متكاملة فلم يفكر أحد فى شمال سيناء أن يشير فى يوم ما طوال العقود الماضية إلى عقيدة أي منا على الإطلاق... فا لمحنة التى يعيشها أقباط العريش، عاشها قبلهم أبناء رفح والشيخ زويد.

ولم تقف «المصور» عند الرموز الدينية والسياسية فى شمال سيناء – والتقت بعض أقارب الأسر، الذين تركوا منازلهم بكل ما فيها لوذا بحياتهم من عنف التنظيم الإرهابى المحدق بهم لإشاعة الفتنة وإحداث الفرقة لفرض سيطرتهم، وهو ما رفضه جورج نعيم – مدرس – والذي أكد فى بداية كلامه عن رفضه التام لترك منزله تحت أى ظروف أو حوادث عنف يقترفها عناصر التنظيم الإرهابى من أجل تفريغ سيناء من سكانها وهو أبعد ما يكون عمن يتخيل أننا سنتركها لقمة سائغة لكل من تجرأ على إرهابنا.. فإن رحل منا من رحل فلأن معظمهم لديهم أطفال شاع فى قلوبهم الرعب من هول ما حدث لأقاربى منذ أيام! فأنا وأسرتى ما زلنا مقيمين بمنزلنا ونروح ونجىء لتخليص مصالحنا، ولن نهابهم ولن نتحرك من بيوتنا.

ويتذكر جورج ما حدث قبل سنوات عند حرق كنيسة رفح عندما رحل هو وزوجته ووالدته ورفض والده الرحيل وقتئذ، فما كان منه إلا أن عاد ثانية ومارس حياته وعمله كالمعتاد.. حتى تحت لهيب النيران وضجيج القذائف لم يفكر فى الرحيل عن منزله.. وحول الأحداث الأخيرة أجرى اتصالات مكثفة للتنسيق فى استقبال الأقباط بعد التهديدات، التى تلقوها من خلال منشورات تم توزيعها وإلصاقها على منازلهم، فآثروا الهروب للنجاة بحياتهم، غير المنشورات التى هددت سائقى الأجرة بعدم نقل الأسر القبطية لخارج العريش، وإلا سيكون مصيرهم كمثل من قتل، ولذلك فقد تحركت الأسر بوسائلهم الخاصة أو بمساعدة بعض الأهالى دون حمل أى متعلقات معهم حتى لا يُكتشف أمرهم..

وعلق مينا.. على الإجراءات التى تم اتخاذها نحو الأقباط المسافرين من ديارهم بأن محافظ شمال سيناء وعد الأنبا قزمان بتسهيل كل الإجراءات اللازمة حيال الأسر المتضررة من الأحداث الأخيرة المؤسفة.

بينما ثار هانى فى لهجة غاضبة من ردود أفعال المسئولين فى المصالح الحكومية، التى يعمل بها شقيقه وزوجته من التعنت فى المعاملة لتغيبهم عن العمل بسبب الظروف القهرية، التى دفعتهم للرحيل عن منازلهم!! وتساءل كيف يحدث هذا ويعلم الجميع ما حدث بنا؟ وعلة المسئول الوحيدة أنه لم يصله أى منشور رسمى برفع توقيعهم من الحضور.. وهنا سوف يكون مصيرهم الفصل، وتكون الخسارة تراكمية.. ويرجو من اللواء حرحور اتخاذ ما يلزم حيال من تركوا أعمالهم رغمًا عنهم وليس رفاهية أو تقاعسًا عن الالتزام بالحضور لمصالحهم!

على جانب آخر عبرت ماتيلدا أحد الأقباط العرايشية مثل آخرين غيرها عن خوفهم من المنشور، الذى تم نشره ويضم ٤٠ اسمًا منهم بقتلهم إذا لم يرحلوا عن العريش، متسائلة عن دور الأمن فى حفظ أرواحهم، بينما قالت أم زكى جدة لـ ٤ أحفاد فى مراحل عمرية مختلفة بأن سيناء لم تر ما رأيناه نحن فى أواخر عمرنا– ولكن ثقتنا فى الجيش والشرطة فوق ما تصوره بعض وسائل الإعلام وبعض الصفحات المثيرة للفتنة بين المواطنين فى العريش.. منبهة إلى خطورة الانصياع خلف تلك الدعوات المحرضة ضد الجيش والشرطة – فالجيش لم يقف ساكنًا منذ أن دخل إلى سيناء.. فقد منى الإرهابيون بخسارة فادحة فى عملية اقتحام جبل الحلال، وعندها قلنا بأن الأمر بات وشيكا وستحرر سيناء من الإرهاب بلا رجعة.. لكن رد الفعل القاسى من العناصر الإرهابية لم ولن يزعزع تماسكنا أبدا.. وبرغم تمسكى مع زوجى بالبقاء دون الرحيل مع أحفادى وابنتى إلا أن قلبى ينزف دمًا على من لقوا حتفهم بمنتهى الوحشية وكأنهم من البربر..