أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنه يجب تضافر جهود الدول الغربية لمكافحة مرض جدري القرود قبل فوات الأوان بعد انتشار المرض بشكل ملحوظ في العديد من الدول الأفريقية على نحو يدعو للقلق .

وأشار مقال نشرته الصحيفة للكاتبة لينا وين إلى أن الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية الأخرى تمكنوا منذ عامين من الحد من انتشار المرض بشكل كبير إلا أنه عاود الانتشار مرة أخرى في الفترة الأخيرة على نحو أكثر شراسة.

وأضافت الصحيفة أنه يجب على الدول الغربية العمل على كبح جماح انتشار المرض قبل أن يصل إلى جميع أرجاء العالم مهددا حياة الملايين حيث أن الأمر لم يعد يحتمل الانتظار .

وأوضح المقال في هذا الخصوص أن الانتشار السابق للمرض بدأ من دول جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا حيث امتد لما يقرب من 100 دولة من دول العالم مما تسبب في إصابة حوالي 100,000 حالة على مستوى العالم.

وأضافت أن الولايات المتحدة وحدها سجلت ما يقرب من 32,000 حالة في الفترة ما بين عامي 2022-2023، توفي منهم 58 حالة، موضحة أن تلك الأعداد سوف تتضاعف إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة وبذل الجهود المطلوبة من خلال شن حملة موسعة للتطعيم ضد جدري القرود.

ولفت المقال إلى أن مرض جدري القرود ليس بالجديد حيث أنه انتشر في بعض دول شرق ووسط أفريقيا منذ ما يقرب من 50 عاما، إلا أن السلالة الجديدة التي ظهرت منذ عامين تختلف عن تلك التي ظهرت في تلك الفترة حيث أنها أكثر شراسة وفتكا، موضحا أنه تم تسجيل ما يقرب من 27 ألف حالة في الكونغو الديمقراطية فقط توفي منهم ما يربو على 1,300 حالة.

وأضاف المقال أن المرض بدأ ينتشر من الكونغو الديمقراطية إلى الدول المجاورة مثل بوروندي ورواندا وأوغندا وجمهورية أفريقيا الوسطى، موضحا أنه تم رصد حالتين في السويد وتايلاند.

وأوضح المقال في الختام أن الموقف الحالي وما يمثله من خطورة بسبب سرعة انتشار السلالة الحالية من المرض يتطلب من الدول الغربية حشد جميع الموارد من أجل تعزيز البنية التحتية الصحية في الدول التي تعاني من انتشار المرض، لأن الفشل في كبح جماحه سوف يعني احتمال انتشاره في الدول الغربية.