تشهد بعض العلاقات بين الزوجة والحماه نوعاً من التوتر والخلافات ؛ خاصةً عندما يتعلق الأمر بتدخل المتكرر للجدة في كل كبيرة وصغيرة في حياة الأحفاد ، ما ينعكس سلباً على العلاقة الأسرية ، ويؤدي إلى مشاكل بين الزوج والزوجة؛ ولذلك نوضح في السطور التالية الطريقة المثلى للتعامل مع أم الزوج التي تتدخل في تربية الأبناء...
ومن جهتها تقول الدكتورة سمية أحمد يوسف، أستاذ علم النفس الإكلينيكي، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، إن التدخل السلبي في تربية الأطفال يخلق حالة من التضارب والتشتيت عند الصغير ؛ ما ينتج عنه اختلاف أساليب التربية بين الأهل والأجداد، ويؤثر سلبًا على سلوك الأبن وصحته النفسية والجسدية ؛ فعندما يسمح الأجداد للصغار بأطعمة غير صحية أو بأفعال مخالفة لقواعد المنزل، فإنهم يضعون الطفل في موقف حرج ويصعب عليه فهم حدوده.
وأشارت أستاذ علم النفس الإكلينيكي ، إلى أن هناك حيل يمكن أن تلجأ إليها الزوجة لكي تحد من تدخل حماتها في تربية أولادها ، وهي كالتالي:-
- قد يكون السبب وراء تدخل الحماة في تربية الأطفال هو شعورها بالفراغ، مما يدفعها للبحث عن دور أكثر نشاطًا ؛ لتقليل هذا التدخل يمكن تشجيعها على ممارسة هوايات جديدة أو الانخراط في أنشطة اجتماعية، مما يساعدها على الشعور بالسعادة والإنجاز ويقلل من رغبتها في التدخل في أمور تربية الأطفال.
- هناك حيلة أخرى هو أنكِ تُبدي إعجابك بأسلوبها في التعامل مع أولادها، وأخبريها بوضوح بأنها تُطبق أساليب تربوية فعالة جداً ، واطلبي منها نصائح لكي تستفيدين من خبراتها ، فهذا يشعرها بالحب والتقدير من قبلك.
- من الأفضل أن يتحدث الزوج مع والدته حول هذا الأمر فهو أقرب إليها ؛ ويمكنه أن يشرح لها بلطف وبشكل ودي أهمية أن يكون لكم قرارنا خاصاً في تربية أولادكم ؛ مع توضيح احترامكم الكبير لها.
- يمكن أن تكوني أكثر توسعاً في تفكيرك ، وتتصفين بالمرونه في التفكير ، من خلال الاستماع إليها باهتمام كبير ، ولخبرتها في الحياة وفي تربية الأطفال ولكِ مطلق الحرية في تنفيذها ، فهذا سيساعدك على تفاقم المشكلة ومنع إحراجها.
واختتمت حديثها مؤكدة على أن حق الأم والأب في تربية أبنائهما بالطريقة التي يريانها مناسبة هو حق أصيل ؛ لذا يجب أن يكون هناك اتفاق مسبق بين الزوجين على استراتيجية التربية التي يرغبان في تطبيقها على أطفالهما ، يمكن للجدة أن تلعب دوراً داعماً ومكملاً لهذا الدور، ولكن ضمن الأهداف التي وضعها الوالدان ، إن مشاركة الجدة في تربية الأحفاد تحت إشراف الوالدين، يمكن أن يكون لها أثر إيجابي على نمو الطفل، بشرط أن يكون هناك تنسيق وتعاون بين الأجيال ؛ مضيفة إلى أن وجود الأجداد في حياة الأبناء هو نعمة لا تُقدر بثمن ؛ فهم يضفون على حياة الأسرة دفئًا وحبًا، ويساهمون في بناء شخصية الطفل.