تتأهب الولايات المتحدة الأمريكية لحدث ساخن الليلة، إذ لأول مرة في تاريخها سيتواجه رئيس سابق ونائبة رئيس حالي، جنبًا إلى جنب في مناظرة رئاسية، يعول عليها في ترجيح كفة مرشح على حساب الآخر في ظل احتدام السباق بين المرشح الجمهوري ومنافسه الديمقراطي.

ومن المقرر أن يلتقي المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، اليوم الثلاثاء، في أول مناظرة رئاسية بينهما، على قناة "إيه بي سي"، وذلك في تمام الساعة 21:00 بتوقيت شرق الولايات المتحدة(4 فجر الأربعاء بتوقيت مصر)، وسط أجواء صاخبة وزخم غير مسبوق حول إرث مارسه الأمريكيون لعقود طويلة.

المناظرات الرئاسية في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية 

ترجع فكرة المناظرات الرئاسية في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية إلى عام 1956، بجهود حثيثة من قبل الطالب في جامعة ماريلاند فريد كان في سبيل جمع المرشح الديمقراطي أدلاي ستيفنسون مع المرشح الجمهوري الرئيس دوايت آيزنهاور في الحرم الجامعي للمناظرة.

وفي سبيل ذلك، أجريت اتصالات بالعديد من الصحف وأرسل العديد من الرسائل في سعي لخلق اهتمام وجلب الدعم للاقتراح، لكن في النهاية، لم تحدث تلك المناظرة، لكنها في الوقت نفسه ساعدت على وضع الأرضية لمناظرات نيكسون - كينيدي بعد أربع سنوات خلال الحملة الانتخابية الرئاسية لعام 1960.

ففي ذلك الوقت، تناظر مرشح الحزب الديمقراطي السيناتور الأمريكي جون كينيدي وريتشارد نيكسون، نائب الرئيس والمرشح الجمهوري، وذلك في شيكاغو في إستوديوهات دبليو بي بي إم - تي في التابعة لشبكة سي بي إس. 

في بداية المناظرة، اعتُبر أن لنيكسون اليد العليا في المناظرة بسبب معرفته بالسياسة الخارجية وكفاءته في المناظرات الإذاعية، ولكن بسبب عدم ألفته مع الشكل الجديد من المناظرات المتلفزة، بالإضافة إلى عوامل كمظهره الذي يبدو شاحبًا ونحيفًا، وامتزاج ألوان بدلته مع خلفية ستوديو المناظرة، ورفضه لاستخدام المساحيق التجميلية الخاصة بالتلفزيون ما أدى إلى ظهور ظل بسبب نبوت شعر قصير على لحيته إلى هزيمته، ما أدى في الأخير إلى زيادة حظوظ كينيدي الانتخابية.

وبعد تلك المناظرة، مضت فترة طويلة دون أي مناظرات في الانتخابات الأمريكية حتى جاء الرئيس جيرالد فورد، في عام 1976، وطالب بمناظرة حاكم جورجيا آنذاك جيمي كارتر، الذى استطاع أن يحقق الفوز.

لكن كارتر مُني بالهزيمة في عام 1980، وذلك بعد مناظرته رونالد ريجان، الذي كان في الأصل ممثلًا، ونجح في حشد موهبته في هذا الصدد، حيث توجه للأمريكيين قائلًا: " هل تشعرون أنكم أفضل مما كنتم عليه قبل أربع سنوات".

المناظرات الرئاسية مؤخرًا

في عام 2012، ظهر الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأداء فاتر خلال المناظرة الرئاسية الأولى التي خاضها ضد المرشح الجمهوري ميت رومني، لكن أوباما سرعان ما استعاد توازنه فى المناظرتين الأخرتين واستطاع التفوق فيهما.

وفي عام 2016، وبرغم أن المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون حققت فوزًا سهلًا في المناظرات الثلاثة، التي خاضتها مع المرشح الجمهوري دونالد ترامب، إلا أنه في الأخير انتصر في الانتخابات وفاز بالبيت الأبيض.

مناظرة بايدن - ترامب

في يونيو 2024، التقى الرئيس الأمريكي جو بايدن مع منافسه وسلفه الجمهوري دونالد ترامب، في مناظرة تاريخية نظرًا لما أحدثته من تداعيات، حيث ظهر فيه الأول أجشأ ومترددًا في بعض الأحيان وتعثر في الحديث أكثر من مرة، في حين كان ترمب يشن هجومًا تلو الآخر يتضمن العديد من المعلومات المغلوطة المتكررة.

وعلى وقع أدائه الذي وصف بالكارثي، تنحا بايدن عن الترشح لخوض انتخابات الرئاسة المقرر لها في الخامس نوفمبر المقبل، مقدمًا نائبته كاملا هاريس بديلًا له، التي نجحت بالفعل في الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي.